في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج الموسيقية: ملحمة الدغباجي لمحمد بن سلامة: سلام على عشاق الحياة أينما كانوا... سلام على المبدعين

«الخمسة اللي لحقڤوا بالجرة ملك الموت يراجي» الدغباجي حيّ على الركح فالفن يخلد العظماء ويحييهم كلما تناستهم الذاكرة.

«ملحمة الدغباجي» هو عنوان ملحمة موسيقية قادها محمد بن سلامة ومجموعة من العازفين وهم خليل جرّار و منصف بن مسعود وتوفيق التونسي وأيمن بيده وكيكو عبد الحق وزياد شقواي في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج الموسيقية في دورتها الحالية.
ملحمة الدغباجي ملحمة كتبتها آلات موسيقية تأبى التراجع عن نشوة الحياة وشباب تونسي مؤمن بالفن وأهميته في التغيير ومؤمن بدوره في ضرورة تغيير المشهد الثقافي.
الدغباجي فكرة الحرية يقودها الشباب
ثاني ايام قرطاج الموسيقية، المكان قاعة دار الثقافة ابن رشيق والحدث المسابقة الرسمية للتظاهرة، آلات موسيقية وضعت على الركح تنتظر عازفيها لتقدم للجمهور ملحمة الدغباجي، ثمانية فرسان موسيقيين على الركح» لكل منهم الته الخاصة ووسيلته لقيادة الملحمة وكتابة اسطر من الحب والجمال و «الهبلة الموسيقية» ليقدموا لجمهور ايام قرطاج الموسيقية عرضا تونسيا يرتقي الى مصاف العالمية.

ملحمة الدغباجي كوميديا موسيقية تجمع الكلمة الساخرة ونشوة اللحن، يتحد الاثنان لنقد الواقع وحال البلاد بعد الثورة ومعاناة التونسي والمواطن امام تغول السياسي وانتهازية الطامعين في المناصب، لكل من يريد ان يتسلط سيظهر له الدغباجي من جديد، الدغباجي في العرض فكرة الحرية و الدغباجي ارادة الأفضل الدغباجي رغبة في التغيير يقودها شباب عاشق للموسيقى ومغرم بما يقدمه من موسيقى.

«ملحمة الدغباجي» عرض محدث انطلق من موسيقات متباينة، عملت عليها المجموعة ومزجتها لتقدم فسيفساء من النغمات تسعد النفس وتزيدها اصرارا على المواصلة، على الركح حضرت موسيقى الافارقة وتميز كيكو عبد الحق على الة البانجو الافريقية، في حوار ثنائي بين البانجو والقيتارة كانت الرحلة الى ادغال افريقيا رحلة في موسيقى القارة السمراء تفاعل معها جمهور التظاهرة من الافارقة نغمات تدفعك للرقص والبانجو آلة موسيقية وترية، استمد البانجو اسمه من بنجر، وهي آلة موسيقية افريقية و ظهرت أول اشكال مبسطة للبانجو مع الأفارقة الذين تم جلبهم إلى أمريكا والذين قاموا بتطويره من آلات أفريقية مشابهة. ويرتبط البانجو بشكل عام بموسيقى البلوز الأمريكية قبل أن يشاع استخدامه في القرن التاسع عشر.

الموسيقى الافريقية جزء من الكل، ففي دار الثقافة ابن رشيق كانت الملحمة الموسيقية، من السطمبالي الى موسيقى الافارقة فالقناوة و الموسيقى الامازيغية وايقاعات تونسية وموروث ثقافي وحضاري لهذا الوطن الصغير طوعه العازفين ومزجوه بالات غربية وايقاعات عالمية وقدموا ملحمة الدغباجي، ملحمة قال عنها بن سلامة انها رغبة في التعريف بالموروث التونسي بطريقتهنم، «عشقنا الموسيقى فاردنا المساهمة في بناء صرح الفن في وطننا».

تلك الكوميديا السوداء، البداية مع اغنية «الدغباجي»، الخمسة اللي لحقوا بالجرة وملك الموت يراجي، واعادة لاغنية «ذوق المنفى» بتوزيع جديد و من النغمات لن يخاف المنفى من «يقيل في رجيم معتوق باسم المدرج والكلية» واغاني ساخرة منها «كار الثورة» و الساس كيف الراس» اغان تسخر من الواقع تتهكم من حال التونسيين بعد الثورة بالموسيقى فالفن نقد وسخرية ودعوة للتغير، لجمهور ايام قرطاج الموسيقية غنى محمد بن سلامة «الدغباجي» و«مانيش درويش» و «كار الثورة».

حين تتحد النغمات تكون النشوة
ضوء جميل الوانه زاهية اصفر ووردي وبنفسجي، الوان زاهية تبعث في النفيس البهجة والحبور، فأزياء مميزة للعازفين الوانها الاخرى تسكب في النفس الأمل الوان صحراوية ولباس بربري الروح وافريقي الهوى كما الملحمة كانت ملابس العازفين، لباس شد انتباه المتفرج وكان من مميزات العرض.

موسيقى هادئة رقيقة رقة كمان زياد شقواي تنبعث في القاعة فيصمت الجميع احتراما للمعبودة الساحرة، موسيقى كضحكة طفل صغير يقابلها صوت اكثر رقة وهدوءا صوت الة القمبري تلك الالة الرقيقة التي تمتص الهموم وتثلج النفس.
و«القمبري» آلة موسيقية ذات أوتار منقورة للقناوة تستعمل أساسا في شمال افريقيا والمالي حيث أتى بها العبيد من غينيا، كما يستعملها التوارڤ والبربر وميزة قمبري محمد بن سلامة انها تعرضت لعملية «جراحية» من قبل الدكتور زين العابدين السنوسي لتصبح قمبري الكتروني فريد من نوعه.

تتصاعد النغمات ويرتفع نمط الموسيقى لتكون اكثر جنونا مع الابقاعات والكراكم والشقاشق ويبدع توفيق التونسي في المزج بين الالات ويقابله عنف باص خليل جرار ورغبة بيانو ايمن بيده في تسيير الملحمة ولكن «لترومبيت» منصف بن مسعود موقف اخر تلك الالة النحاسية التي يرجع تاريخها إلى الممالك القديمة، وقد عثر عليها في الحفريات المصرية بالأقصر عام 1923، في مقبرة توت عنخ آمون الذي حكم مصر في منتصف القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وهي آلة ذات صوت حاد في حدة مواقف الدغباجي وحدّة عازفها منصف بن مسعود الذي استطاع التوفيق بين عرضين الأول كان في شارع الحبيب بورقيبة مع مجموعة «خنافس» والثاني في «ملحمة الدغباجي»..

تختلف الآلات وتتباين نغماتها، تتمايز المقطوعات ولكنها تتحد في رحلة امتاع المتفرج و دفعه للرقص حينا والتفكير في معنى الكلمات حينا اخر واستحضار بعض الالحان مرة والذوبان في الموسيقى ونسيان المكان طورا.

مبدع الحفل مجنون الباطري
تونسي، هاو يعشق الموسيقى انطلقت رحلته الفنية منذ سنوات تسكنه الالات الايقاعية و يزيده صوتها رغبة في التالق، هادئ في الواقع ومجنون على الركح، في كل عرض يؤكد انه تونسي مبدع مجنون بمواصفات عالمية، عشق الدرامز فعشقته تلك الكومة من الالات الحديدية وأصبحت مهووسة بنقراته، على الركح لكل نقرة سرها ولكل ضربة على الالات العملاقة يزيد جنون العازف وينمي نشوة المتفرج.

انور روافي عازف الدرامز، لا تفارق الضحكة محياه يضرب على آلاته بلين حينا وبعنف حينا اخر يغمض عينيه حين تهدئ الموسيقى فيبدو كطفل صغير يداعب لعبته المفضلة و يكون ثائرا متمردا على الموسيقى حينا اخر كمحارب يرفض الاستشسلام وبين الرقة والصخب يتماهى مع اصوات الالات المختلفة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115