بدعم من وزارتي الشؤون الثقافية، والسياحة والصناعات التقليدية. والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، ولأول مرة بمساهمة وزارة الشباب والرياضة، ممثلة في مؤسساتها الوطنية والجهوية، وأيضا المجلس الجهوي للولاية وبلدية توزر.
هذه المدينة التي تعزف حجارتها على وتر التاريخ والأمجاد وتتسلل ألحانها الدافئة إلى الوجدان خافتة رقيقة وتتنفس في عمق التاريخ لغة أناس أحالوا الصحراء بستانا أخضر، وتعبدوا في محراب اللوح والكلمة. ستفتح ذراعيها وكما تفعل دائما في مثل هذه المناسبات لاستقبال ضيوفها الوافدين عليها من داخل مدن الجمهورية وخارجها لحضور فعاليات هذا المهرجان العريق، الذي يعد من بين أهم التظاهرات الكبرى بجهة الجنوب، ويضطلع بدور هام في تنشيط الحركة الثقافية والاقتصادية والتنموية إلى جانب مساهمته في التعريف بالمخزون التراثي والحضاري، لهذه المناطق القديمة قدم التاريخ والتي شهدت تعاقب عديد الأزمنة والحضارات، والحقب التاريخية التي لا تزال ملامحها وإلى يومنا هذا شاهدة على عراقة جهة الجريد والمتأصّلة في التاريخ، والمعروفة بواحاتها. ومعمارها المتميز ومناطقها ومواقعها السياحية، على غرار منطقة عنق الجمل التي شهدت تصوير أحداث عدة أجزاء من فيلم «حرب النجوم».
حكايات الجريد.. لا تنتهي
ويسعى المنظمون خلال هذه الدورة، التي تؤسس لأربعينية ميلاد المهرجان خلال السنة القادمة، إلى ترسيخ ثوابت حب الوطن تونس التي ستظل راسخة في الأرض ، شامخة في السماء، رغم الداء والأعداء من خلال ما سيتم تنظيمه من تظاهرات، وبرامج مختلفة، واستقطاب الكفاءات الشابة، وخاصة من أصحاب الشهائد العليا، للمساهمة في انشاء فعل ثقافي جاد وهادف يدعو إلى حب الحياة، بكل معانيها الانسانية النبيلة وتؤكد سلامة وأمن الجهة. والجدير بالذكر أن الدورة الحالية 39 والتي يترأس هيئتها السيد محمد الصادق بلوزة المندوب الجهوي لشؤون الشباب والرياضة. عاقدة العزم على إثراء البرنامج العام بعدة تظاهرات جديدة لا سيما الرياضية منها على غرار البطولة الوطنية للرياضات الميكانيكية بالتنسيق مع
الجامعة المعنية لدعم السياحة الصحراوية، إلى جانب تنظيم حملات ترويجية للتعريف بالمهرجان بتونس العاصمة، وبولاية الوادي الجزائرية، لتفعيل اتفاقية التعاون بين ولايتي توزر والوادي لا سيما في المجال الثقافي، مع المحافظة على العروض التي عرف بها المهرجان الدولي للواحات، على غرار العرض الفرجوي، حكايات الجريد، لإبراز المخزون التراثي والفني والثقافي، وعادات وتقاليد أهل الجريد والعروض التنشيطية بشوارع وساحات المدينة، والسهرات الفنية والموسيقية، والمعارض المختلفة، والندوة الفكرية وغيرها من أنشطة وبرامج الأطفال، والتي تثبت أن هذا المهرجان وبما يمتاز به من خصوصيات متفردة، بإمكانه أن يقدّم الأفضل شريطة أن يحظى بعناية أكبر من طرف سلطة الإشراف الجهوية، إذ لا يمكن لهيئة مديرة إعداد برنامج في فترة لا تتجاوز 45 يوما. وفي أجواء مشحونة بتجاذبات المتطاوسين ممن نصّبوا أنفسهم أوصياء على الثقافة بالجهة، ممّا تسبب في إضاعة الكثير من الوقت في حين أن عديد الأصوات الأخرى تدعو إلى التقارب لا إلى التباعد، باعتبار وأن هذا المهرجان يمثل جهة بأكملها، وينعكس على المجالات السياحية والثقافية المرتبطة ارتباطا وثيقا بالتنمية الجهوية والمحلية ويحتاج إلى تظافر جهود مختلف الأطراف، لإنجاح فقراته، التي سنعود للحديث عنها لاحقا...
محمد الصادق بلوزة مدير المهرجان:
دورة جامعة لمختلف الفنون
سنحرص على أن تكون هذه الدورة جامعة لمختلف الفنون، والعديد من الأنشطة الأخرى، لاسيما الرياضية منها، والفرجوية والترفيهية من خلال العروض المتنوعة التي سيتضمنها البرنامج العام للمهرجان وذلك في إطار سعينا بمعية الهيئة المديرة، إلى توسيع مدارات واهتمامات المهرجان، بما يليق بجهة الجريد المعروفة منذ القدم، بثقافتها وتراثها، وعاداتها وتقاليدها. وباعتبارها أيضا وجهة سياحية واعدة، كما أن هذا المهرجان يتميز بعديد الخصوصيات من خلال ما سيتم تقديمه من منتوج ثري ومتنوع توفره الواحات الغنية بتراثها وحضارتها العريقة، وسيكتشف الجمهور هذه السنة أن الدورة 39 ببرنامجها الثري والمتنوع، ستكون فعالياتها موجهة إلى مختلف الشرائح العمرية، والفئات الاجتماعية حيث ستتواصل الاحتفالات طيلة 4 أيام بلياليها وفي أكثر من فضاء حتى يتمكن أكبر عدد ممكن من الجماهير من متابعة الفقرات المختلفة.