حديثا عن دار سوتيميديا للنشر والتوزيع والمخبر الوطني للبحوث في الثقافة والتكنولوجيات الحديثة والتنمية ومركز تونس للمنشورات الجامعية في العلوم الموسيقية.
ورد هذا الكتاب في جزءين احتوى كل منهما على ثلاثة فصول، تناولت فيها الكاتبة محاور مختلفة تتعلق بالنقد الموسيقي والصحافة المكتوبة والسياسة الثقافية والإعلامية التونسيّة والمشهد الموسيقي في تونس. وينتهي بفصل خاص بدراسة أشكال ومضامين النقد الموسيقي في الصحف المختارة.
ويعتبر الكتاب دراسة أنجزتها الباحثة عائشة القلالي حول مضامين وأشكال النقد الموسيقي في بعض النماذج من الصحف التونسية. وقد اختارت أن تركّز في دراستها على الصحافة الحزبية تماشيا مع الإشكالية التي يتناولها الكتاب وهي تداعيات السياسة الإعلامية في تونس على الخطاب الصحفي المكتوب حول الموسيقى.
وقد غطّت الدراسة عددا كبيرا من المقالات الصحفية الصادرة بين 1956 و2010 في كلّ من صحف العمل والحرية والرأي، سابقا، قامت الكاتبة بتحليلها على مستوى الشكل والمضمون والمحاور وبحثت في مدى خضوع هذه المقالات الصحفية لقواعد وتقنيات الكتابة الصحفية ولمناهج النقد الموسيقي. وفي علاقةٍ بالإشكالية المطروحة في هذا الكتاب بحثت المؤلّفة في تطابق مضامين المقالات الصحفية مع الخلفيات الإيديولوجية للصحف المدروسة.
ويعدّ هذا الكتاب «أوّل كتاب تونسي يطرح مسألة النقد الموسيقي»، وفق مؤلّفته، إذ لم يصدر في تونس كتاب يتناول موضوع النقد الموسيقي على خلاف الاختصاصات الأخرى رغم أهمية هذه المسألة، لذلك يعتبر إضافة ثمينة للمكتبة الموسيقية التونسية.
الدكتور سمير بشة: تدريس مادّة النقد الموسيقي في الجامعة التونسية ذو أهمية
هذا الإصدار التونسي الأول عن النقد الموسيقي، تولّى تقديمه مدير المعهد العالي للموسيقى بتونس الدكتور سمير بشة، في لقاءٍ حضره طلبة ومهتمون بالبحث الموسيقي.
وأكّد الدكتور سمير بشة، في كلمته الافتتاحية على أهمية الموضوع المطروح في الكتاب من حيث الشكل والمحتوى، مبرزا أن هذا المسألة لئن تمّ التطرق إليها سابقا فإنها لم تكن بهذا العمق وبهذا الحجم.
كما تحدّث عن أهمية تدريس مادّة النقد الموسيقي في الجامعة التونسية منها بالخصوص المعهد العالي للموسيقى بتونس ومعهد الصحافة وعلوم الإخبار، لما من شأنه أن يرتقي بمستوى المقالات النقدية التي تهتمّ بالموسيقى.
وتمحور النقاش العام إثر تقديم هذا الكتاب، حول الكتابات الصحفية التي اهتمّت بمجال الموسيقى في تونس، حيث اعتبر المتدخلون أن تناول الصحافة للموسيقى هو تناول غير نقدي رغم وجود مقالات جادّة في هذا المجال. وأجمعوا على ضرورة تنظيم دورات تكوينية لفائدة الصحفيين العاملين في المجال الثقافي بالإضافة إلى تكوين الباحثين في الموسيقى في مجال تقنيات الكتابة الصحفية.