تطرق الباحث محمود غانمي في مداخلة له الى مفهوم أدب السجون حيث أشار الى انه « يمثل موضوعا حارقا لبعض الفنون وأجناس الكتابة لا الأدبية منها فقط بل الكتابات الفكرية والتاريخية والشهادات التسجيلية أيضا ». وبين أن أدب السجون يعتبر من ضمن أدبيات رؤية الواقع والمجتمع ويشمل الشعر والقصص والروايات والرسائل والمسرح والاناشيد وأيضا السيرة الذاتية والمذكرات واليوميات. وأكد أن هذا الأدب يعكس تجربة الكاتب في السجن وموقفه من العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية وغيرها.
والتأمت بالمناسبة حلقة نقاش تطرق خلالها المشاركون إلى أهم دلالات أدب السجون ومضامينه حيث تم التأكيد على أن هذا الجنس الأدبي يمتاز بكونه الأكثر مصداقية ويحمل معاني إنسانية ومضامين مهنية وبلاغة في متناول المتلقى العادي. وأشار عدد من المتدخلين إلى أن أدب السجون ينفرد بالعديد من السمات المتعلقة بعمق التعبير والرمزية والتصوير الفني والبلاغة والاختزال والخيال. وأجمعوا أيضا على أن هذا الجنس الأدبي يتلخص في كونه تعبير عن الذات ومواجهة للمكبوت وبحث عن الانعتاق والتحرر من القيود.
وقد تضمن البرنامج تقديم كتابي « السرقة اللذيذة » و «الشهداء يكتبون الدستور » للكاتب عبد الحميد الجلاصي.