في مدينة قعفور وتحديدا المركز الدولي للفن الرابع المولود الثقافي الخاص الاول والوحيد بولاية سليانة يكون الموعد مع المهرجان الوطني للرقص والموسيقى، مهرجان ينطلق يوم 7 سبتمبر ويتواصل الى غاية 11 سيبتمبر، مهرجان يكتسح الشارع ويغزوها بالفنون.
شوارع تيمسو تتنفس الفن
على خطى المهرجان الصيفي تخرج تظاهرة ملتقى الموسيقى والرقص من الجدران المغلقة وتذهب الى المتفرج اينما وجد لتشاركه فرحه ومتعة اكتشاف العروض الفنية، شوارع قعفور ومنتزهاتها وفضاءاتها الخارجية ستكون حاضنة للابداع والعروض الموسيقية، هناك في قعفور ستعترضك الفنون وانت في طريقك الى مقهاك المفضل او الى منزلك.
بالاضافة الى منتزه قعفور او «ساحة الفنون» التي دشنت منذ مدة ستكون اغلب العروض امام فضاء الكنيسة، وهي معلم تاريخي كان كنيسة اثناء الفترة الاستعمارية وبعد الاستقلال اصبح (مركز ثقافي) ومن ثمة دار الشعب فدار ثقافة ومنذ 1994 بعد ان تعرض الى الحرق وهو مغلق ولم تتحرك اي سلطة بلدية لمحاولة اصلاح ما بقي من معلم تاريخي ومعماري متميز؟ ساحة الكنيسة التي تتوسط المدينة مازالت تناشد كل المسؤولين لانقاذ معالم وذاكرة مدينة «تيمسو» فهل من مجيب؟.
للعلم حضوره
ملتقى الرقص والموسيقى بقعفور الذي ينظمه الفضاء الوليد المركز الدولي للفن الرابع بقعفور تنطلق فعاليات نشاطه يوم 7اوت بندوة فكرية عنوانها «التاليف في الاطار التلمذي» يقدمها علاء الفرشيشي ابن المدينة، وفي تصريح لـ«المغرب» أكد الفرشيشي ان الندوة العلمية ستكون حول دور الكتابة والتاليف في الاطار التلمذي بالاضافة الى تاريخ ظهور الكتابة واول عمل ادبي نشر في العالم.
وعن سؤال بخصوص اهمية الكتابة عند التلميذ اجاب علاء الفرشيشي « لقد اعتدنا كقراء تناول انتاجات العملية الكتابية من قصة و قصيدة و رواية و لكن ليس التعاطي مع العملية الكتابية ذاتها، والكتابة طريق وحيدة وعرة ومليئة بالشك الذاتي، و من المؤكد أن لهذه الطريق بدايتها» وأشار محدثنا ان للكتابة عند التلميذ اهمية بالغة اذ تترجم الكتابة ما يدور في ذهن التلميذ من عمليات عقلية ولغوية، و تنظم أفكاره، و تنمي قدرته على سرعة التفكير وتعزز مهاراته العقلية من خلال العمليات التي يتضمنها التعبير؛ ومن أهم هذه العمليات : التذكر، والتخيُّل والاستقراء، والاستدلال، والموازنة، والربط، والنقد، وإبداء الرأي، كما تساهم الكتابة في تنمية القدرة على انتقاء الألفاظ والتراكيب ومهارة تكوين الجمل؛ للتعبير عن المعنى بدقة، و تدرب التلميذ على الاستقلال الفكري.وتدربه على الإنتاج الإبداعي المتسم بالجدة والطرافة والأصالة على حد تعبير علاء فرشيشي.
بانتالوني يكتشف شوارع قعفور
بانتالوني العاشق لحبيبته والباحث عنها في كل مكان سيكون في افتتاح ملتقى الرقص والموسيقى بقعفور، مساء الجمعة 8سيبتمبر انطلاقا من شوارع قعقفور ستتواصل رحلة بحث بانتالوني عن الحبيبة المفقودة جولة يناقش فيها بانتالوني مشاكل الجهة، سيتحدث مع رواد المقاهي عن الحب عن المرأة عن الجمال وعن تفاصيل يومهم.
في رحلة بحث بانتالوني عن حبيبته اليزابت يكون الجمهور هو الاساس فهو محرك الاحداث وطريقة نقاشه وخوضه في المواضيع المطروحة هي الفيصل، بانتالوني فارس العفيف عمل كوميديا دي لارتي عمل ولد في الشارع وفيه يقدم يحاور المارة ويشاكسهم ويحادثهم في مشاكلهم وجزئيات يومهم، فارس العفيف الفنان جد الطموح اختار الاصعب واختار الشارع لايمانه بحق الكل في استنشاق عبق ثقافة الحب.
«الزوفري» يرقص رغم الجراح
للجسد لغته فانصتوا، للجسد حكمته فاسمعوا وللجسد حكاياته فاستمتعوا، هكذا يقول الكوريغراف رشدي بلقاسمي عن عرض زوفري، زوفري عرض يحمل الذاكرة الى فترة ما قبل الاستقلال يحمل الذاكرة إلى عملة الموانئ الذين اثقلت ظهورهم بأحمال السفن وتجدهم ليلا يتسامرون ويرقصون لنسيان حبات الالم، لهم يرقص رشدي بلقاسمي ولكل العاملين والمتعبين يهدي عرضه «زوفري»، عرض عمره اربعة اعوام لازال يطلبه الجمهور ربما لانه يشبههم ويشبه مايعيشونه من معاناة يومية.
زوفري عرض الذاكرة والخطوة التونسية عرض سيرقص فيه رشدي رغم الجراح، خاصة بعد العملية التي خضع لها الفنان نجده يعانق لغة الجسد دون خوف، رشدي بلقاسمي الذي اثار ضجة كبيرة في صائفة 2017 يلتقي بجمهور «زوفري» فقط ايمانا منه بضرورة ان يكتب الجسد ملحمته، عرض زوفري سيكون يوم 8اوت بساحة الكنيسة في التاسعة مساءا.
برنامج متنوع في فضاء وليد
افتتح المركز الدولي للفن الرابع بقعفور ابوابه في ماي 2016، ولعام وبضعة اشهر قدم ما يزيد عن الخمسة تظاهرات جميعها موجهة الى اطفال المدينة المحرومين من الفضاءات الثقافية، الفضاء فتح ابوابه ليعانق اطفال المدينة الحلم ويحلموا بالفن للجميع، ويوم غد سيكون افتتاح مهرجان الرقص والموسيقى مع برنامج متنوع الفقرات، اليوم الاول 7 أوت تكون الفاتحة مع ندوة علمية يقدمها علاء فرشيشي، أما الافتتاح الرسمي فيكون يوم 8 أوت مع عروض «بانتالوني» لفارس العفيف في السابعة مساء، ثم عرض «برايك دانس» يقدمه ابناء القصرين وفي الثامنة مساء يكون الموعد مع العرض الموسيقى «شامة» لمجموعة سراب بتونس، عرض سيظل شامة جمال في سجل المهرجان، وتختتم فعاليات اليوم بعرض «زوفري» لرشدي بلقاسمي.
أما اليوم الثاني 9سيبتمبر فلقاء مع ريحانة احسان العريبي،في فضاء المركز الدولي للفن المعاصر، و10سيبتمبر يكون اللقاء مع عرض «حس الطبلة» انتاج مركز الفنون المعاصرة بالقصرين لوليد الخضراوي
ويختتم المهرجان فعالياته يوم 11سبتمبر مع عرض «توحشت» لثريا بوغانمي ثم عرض لنشاط الورشات اذ يقدم المهرجان لرواده أربع ورشات هي ورشة «الرقص» يؤطرها خالد المرواني، وورشة الحوار يشرف عليها بلقاسم عزديني وورشة «الصوت في الجسد» يقدمها فادي المحواشي وورشة الجداريات.
ثلاثة ايام من المتعة والفنون، مهرجان وليد هو خطوة أخري يخطوها المركز الدولي للفن الرابع في كتابته لالياذة التحرر من المركز والذهاب الى الهامش والتحرر من فعل ثقافي منغلق والانفتاح على مبدعي الجهات اينما وجدوا.