نيف من الغناء المتواصل قد بعث فنيا من جديد في شكل ولادة أخرى كتب شهادتها جمهور مهرجان صفاقس الدولي .
عاش الفنان « زياد غرسة » مسيرة فنية من سنوات طويلة مع والده الشيخ «الطاهر غرسة» الذي كان واحدا من حاملي أسرار المالوف التونسي و هو الذي تلقى تكوينه الموسيقي الفطري و العلمي على حد سواء على يد شيوخ الموسيقى و أعلامها مثل الشيخ «خميس الترنان « الذي يعد أيضا واحدا من أسباب محافظة الموسيقى الأندلسية على وجودها و على طابعها المميز في تونس .
من العلامات التي يجوز احتسابها للفنان الراحل « الطاهر غرسة « حرصه على إعادة تقليد المنشد الواحد داخل مجموعة المالوف و هو تقريبا ذات النهج الذي اتبعه « زياد غرسة « بل يمكن اعتبار هذه النقطة على وجه التحديد نقطة الحسم في مسيرة فنان صنع لنفسه جمهورا و صيتا ترجما بشكل فعلي و عملي من خلال سهرة السادس عشر من أوت في مهرجان صفاقس الدولي .
انطلاقا من أدوار المالوف ووصولا إلى «المقياس» و «عزيز قلبك» و مرورا بـ«حبك كم عيارو» و «روح من السوق عمار» و«ترهويجة» وعدد آخر من أغانيه التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب بالإضافة إلى أغاني «الجموسي» و «الهادي الجويني» نجح زياد غرسة في تأثيث سهرة فنية من العيار الثقيل في مهرجان صفاقس الدولي قبل أيام قليلة من إسدال الستار على دورته التاسعة و الثلاثين ليثبت في مناسبة أخرى أن اسمه الفني اليوم بات يكتب معرفا بالألف و اللام كواحد من بقع الضوء المنتشرة في المشهد الفني التونسي عموما برهان رابح بعد أشهر قليلة من كسبه ذات الرهان في ذات الولاية « صفاقس » بعد أن افتتح مهرجان مدينتها الرمضاني في غرة جوان الماضي .
أريدت له سنة بيضاء فكان بكل الألوان المهرجان في ساعاته الأخيرة
بعد نسق عمل ماراطوني و شاق بإدارة الفنان الأسعد الجموسي يعرف مهرجان صفاقس الدولي خلال الأسبوع القادم إسدال الستار على دورته التاسعة و الثلاثين بعد أن تسلمت الهيئة الجديدة مهامها شهرا قبل انطلاق المهرجان في سنة أريد لها بشكل أو بآخر أن تكون بيضاء خالية من المهرجان لكن حجم العمل و الرغبة في عدم خذلان جمهور الثقافة و الفن في صفاقس و في كل الربوع التي تشع عليها جعلا منها دورة هذا العام متعددة الألوان وفرصة لكن المشارب و الأذواق حتى تجد ضالتها في كل عرض على حدة من الرهان على الفن التونسي إلى الرهان على الشباب التونسي المبدع إلى الرهان على المسرح إلى الرقص إلى الموسيقى إلى الرهان على العروض الأجنبية النوعية إلى تأصيل الثقافة التضامنية بدعوة كل أطفال قرية sos المحرس لعرض الأطفال و الألعاب السحرية مرروا بمواكبة كل النجاحات التونسية و جعلها محورا من محاور التكريم داخل المهرجان .
سيكون الموعد إذا مع الفنان وليد التونسي و حضرة زوار صفاقس لمرشد بوليلة و بناوراما مغاربية بقيادة عادل بن عمر بالإضافة إلى عرض مجموعة حلم وعرض نجوم الراب و الفن الشعبي بصفاقس ليكون مسك الختام مع الفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق في سهرة من المنتظر أن تكون مميزة ليلة السادس والعشرين من أوت الحالي