«أعزً مكان في الدَنى سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب» قالها أبو الطيب المتنبي واقتدى بها الشباب اليوم.
نادي ثقافي شبابي
نادي المطالعة بالمرسى هو ناد ولد منذ غرة جانفي الفارط ويضمّ حوالي 220 شخصا يجتمعون على شكل فرق في أماكن عدة، وخاصة بالمقهى الثقافي بسينما المرسى، الالتحاق به مجاني ويتم عبر الانضمام الى صفحة عبر موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، شباب
عشقوا القراءة، غاصوا في دهاليز اللغات واتخذوا الكتب ملاجئ لهم في كل الأوقات.
«كنت أعيش في فرنسا منذ فترة، نظّمت هناك عدة أحداث ثقافية وانضممت بدوري الى عدد كبير منها وعندما استقريت بتونس بدأت البحث على كل ماله علاقة بالمطالعة لأن لدي دائما شغف بالقراءة، ولكنني للأسف لم أجد ما يجذب اهتمامي خاصة أنني لا أحب المقاهي وكرة القدم ومن هناك جاءت الفكرة فقررت أن أقوم بالمبادرة لأفيد وأستفيد.»
هذا ما قاله وسيم الوكيم باعث النادي موضحا ظروف و اسباب انشاء هذا النادي الثقافي.
بين الكتب الأدبية والعلمية والروايات والشعر والنثر يتأرجح أعضاء هذا النادي فرغم اختلاف اهتماماتهم واختياراتهم الا أن حب القراءة يجمعهم وشغف اثراء الزاد المعرفي يقوي علاقتهم. فمن منا لا يقدس العلم ولا يحترم الثقافة وليدة العلم؟
الثقافة والترفيه في ان
تحول هذا النادي شيئا فشيئا من فرصة لتبادل المعلومات والكتب الى مجال للترفيه والتعرف على أشخاص جدد وخوض تجارب جديدة أي أن الفائدة تضاعفت وأهداف النادي أصبحت أكبر.
وفي سؤال لباعث «نادي المطالعة بالمرسى» عن اهدافهم أفاد: «هدفي أن يتم التحدث عن القراءات كمعطى أولي أي أن يولى الاهتمام لهذا الموضوع كغيره من المواضيع اليومية الأخرى، كذلك أن نثري ذواتنا من خلال النقاش الثقافي والنقد ثم لماذا لا؟ أن نتعرف على أصدقاء جددفالمهم أن نستمتع وأن نلتقي بأشخاص تجمعنا بهم نفس الاهتمامات.»
فالمطالعة دون شك هي مفتاح عبور الانسان الى ذاته قبل العالم الخارجي بما هي صورة من صور التعلم الذاتي والمَنفذ الذي يُطلع الإنسان على هذا العالم ليرى منه كلّ العلوم والأحياء والحياة. فبها يصقل القارئ شخصيّته ويقوّيها، وبها يرتقي الى مستويات معينة من الخبرة والمعرفة والوعي.
وكما يقول محدثنا وسيم الوكيم «أين تكون القراءة تكون مصلحة الانسان وأين يكون المستقبل تكون الثقافة حاضرة.» مشيرا الى العلاقة الوطيدة التي تربط بين الثقافة وحياة الانسان.
ونظرا لنجاح فكرة النادي وتحقق أهدافه الأولية قرر الأعضاء دمج الحلم بالحقيقة والاستفادة بالمتعة، اذ أصبح النادي ينظم من فترة الى أخرى نزهات وألعاب ومسابقات ونشاطات للسباحة والتخييم.
«أسعى الى أن يذاع صيت هذا النادي وأن أصنع الفارق في تونس بطمس الفكرة التي تفصل الثقافة عن الترفيه وتقسيم الأنشطة حسب الفئات العمرية وحالما تتسرب الى عقلي أفكار مجنونة سأجربها دون تردد أمّا الدعم فيكون عن طريق فكرة أو كتاب.» هكذا عبر وسيم عن تشبثه بمشروعه الثقافي.
ر.س