عروض outdoor بمهرجان الحمامات الدولي.. «شبيك لبيك... في المهرجان حتى حليب الغولة بين يديك»

كنيته «غولة» أما موسيقاه فأكثر رقة من ضحكة طفل صغير، غولة فنان مخالف متفرد، متمرّد، هادئ ،غاضب ، ثائر ومهادن جميعها صفات اتحدت وتمازجت في شخصيته الموسيقية ليكون «غولة» فنان تونسي مختلف صنع لنفسه مسيرة جديدة حاك بنفسه كل تقاسيمها ومعالمها، غولة او وائل جغام صنع الاختلاف في عرض outdoor بمهرجان الحمامات الدولي، غولة

قدم لجمهور الحمامات «حليب الغولة» فلا وجود لكلمة المستحيل مع «غولة».

بين البحر والبرج، بين الحضارة وجمال الطبيعة كان اللقاء مع عرض «حليب الغولة» عرض اساسه النبش في الذاكرة المنسية وتقديم التراث الموسيقي الافريقي والمغاربي والتونسي بطريقة جديدة اساسها بث المقاطع الإلكترونية في ثناياه بطريقة ذكية عبر تقنية «السامبلينغ» Sampgling والتي تتمثل أساساً في استخدام مقطوعات تتكرر إلى أن تنصهر مع الموسيقى وتضفي رونقها الخاص لتصبح الموسيقى لغة التواصل والتخاطب لغة تسافر بك في الزمان والمكان.

الموسيقى «غولة» والموسيقي «دلّول»
المكان قبالة برج الحمامات الأثري الزمان ليلة صيفية نسماتها مميزة توسط فيها القمر السماء ليضيء المكان ويزيد من بهائه وألقه والحدث عرض حليب الغولة ضمن فعاليات outdoor لمهرجان الحمامات الدولي.
من الاسم سيطرح السؤال؟ لماذا؟ من هو غولة؟ هل ستكون موسيقاه «غولة» كما الاسم؟ في تمام العاشرة يتجمع الجمهور، يرتفع صوت الدرامز عاليا معلنا عن بداية الرحيل.

هم اربعة فرسان، صعدوا على الركح، بمعية الموسيقى خاضوا سباق الحياة لكسب ثقة الجمهور وشغفه، غولة و مامادو (محمد امين بن خالدة) و ddj قمـــرة وBenoit Courribet، اربعتهم قدموا عرض «حليب الغولة» الموسيقي لجمهور الحمامات.
بعد الدرامز يكون اللقاء مع الة رقيقة موسيقاها هادئة وحالمة، موسيقى تنعش الروح والعقل، الة الربابة التي ابدع محمد امين الخالدي في اللعب بأوتارها ومغازلة القمر في علياء سمائه، موسيقى هادئة تنسجم مع الصورة المنعكسة على الشاشة ثم حديث لآلة اخرى اكثر سحرا حملت الجمهور الى موسيقى القناوة فرقصوا معها وهتفوا لنغماتها الة القمبري.
طيلة ساعتين من الزمن كان الموعد مع اغان عرفت بتميزها «يا ناس» وسعدية ويا صاحبي ويا مومنين و روميكس ودوري جميعها اغان ميزت غولة ، اغان تحضر فيها الكلمة التونسية واللحن المغاربي مع توزيع جديد ومختلف.
اذ ينطلق غولة في بناء عالمه الموسيقي من نبش الماضي بما يحمله في طياته من كنوز موسيقية منسية ومقطوعات ضاعت في غياهب الزمن، لينفض عنها الغبار ويعيد لها مجدها، وذلك من خلال تقنيات ذكية ومزج سلس ومدروس بين الآلات الموسيقية المختلفة والكلمات الخالدة.
ومعه تتحول الموسيقى إلى وسيلة لكسر حاجز الزمن والتنقل بحرية بين الماضي بتراثه وموسيقاه المتفردة والحاضر بتطور تقنياته وتسارع نسق أغانيه، في حليب الغولة تجد الشيخ العفريت وتجد محمد الدمراوي، تشاهد اللغبابي في رقصته المميزة، تستحضر صور العشرينات والثلاثينات وفي الوقت ذاته تسافر الى اجمل مدن العالم عبر الموسيقى الالكترونية، مع عرض غولة تكتشف ان التراث والتاريخ عنصرين جد اساسيين في نحت شخصيته الموسيقية.

الموسيقى عنوان للنقد والوجيعة
موسيقاه حمّالة رسائل، اغان مشفّرة يختارها بدقة لنقد ظاهرة او حدث ما، غولة لا يغني اعتباطا، لا يغني لمجرد الغناء بل هو مشاكس ناقد اغانيه موجعة وأسلوبه لاذع.
اغنية لاقت الكثير من النقد، اغنية شاهدها اكثر من 300الف شخص على «اليوتيوب» ، اغنية»بحيت وشكيت» المأخوذة عن اغنية la misère لمحمد الدمراوي، اغنية عن التفقير والتهميش و المعاناة، اغنية اتحدت فيها الكلمة مع لغة الجسد، جسد يرقص في «سبخة» وكأنه ينتفض او يناشد الالاه لإنقاذه من تهميش متواصل، اغنية تنقد حال مدن الملح تلك التي استنزفت ثرواتها، اغنية لها مرجعية تاريخية وكانها وثيقة وليس مجرد موسيقى.

ترتفع موسيقى الدرامز، معها لعبة الضوء الذي انعكس على بعض القوارب في البحر غير البعيد، كما حركة الموج في المد والجزر تكون موسيقى القمبري ويصاحبه صوت القراقم او الشقاشق ويغني غولة «انا افريقي» اغنية تنقد الوضع في القارة الافريقية تنقد الاجتماعات عديمة القرارات وتنقد الفرقة والعنصرية.
عرض «حليب الغولة» ليس مجرد عرض موسيقي صاخب بل درس في الموسيقى وتقديم لرسائل مشفرة، لساعتين وغولة قدم جزء من الموروث الموسيقي لشمال افريقيا وقدم لجمهوره بعض ايقاعات شعبية تونسية ولعل اشهرها اغنية ّدوري بحزامك» التي ختم بها الحفل، اغنية تشعرك انك في حي شعبي تسمع صوت الناي وصوت بحة في الغناء جميعها تنجز بالة البيانو، من الشعبي التونسي الى اغاني الراي و القبايلي الجزائري الذي نجده في اغنية «يا مومنين» وحضور قوي لالة القمبري والوتر وبعض الالات التقليدية البربرية ومنها جولة في الموسيقى الافريقية والسطمبالي وموسيقى الزنوج ففي حفل وحيد يجوب بك غولة عالم من الموسيقى اضاف عليه لمسته الخاصة ليصبح متفرّدا.

على الركح يبدو غولة ممثلا محترفا، له طريقة خاصة في اللباس ولشعره الطويل سحره، يتقمص شخصيات اغانيه ويعيشها ويعايشها ليشعر المتفرج بصدقه، فتارة هو الحكواتي وطورا هو بوسعدية وثالثة هو راقص محترف ، جميعها ترسخ موسيقى غولة عند المتفرج وتسمح للمتفرج بالانخراط في عالم غولة الموسيقي فيشاركه حلمه ونقده وجنونه.
في الحمامات أبدع غولة في عرض مختلف من حيث الشكل والمضمون، موعد ضربه الجمهور مع الموسيقى والرقص ودرس في التراث الموسيقي المغاربي ودرس في الاغنية الناقدة الحديثة، غولة في ركح outdoor اكد ان التونسي مبدع والتونسي خلّاق يعشق التجديد وتجربة غولة جد جديدة ومختلفة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115