ESPW’ART معسكر فني جديد لجمعية «فني رغما عني» : «جميل أن نحلم ونسعى لنشر ثقافة المقاومة»

يرغب كثيرٌ منّا في تغيير الواقع الذي نعيشه والذي يحرم نسبة كبيرة من الناس من احتياجاتهم ألأساسية ليس فقط في الحقل الثقافي ولكن في كثيرٍ من الحقول المأزومة. ولن يتأتى تغيير هذا الواقع

إلا بالعمل سويا من اجل مقاومة كل أشكال الانتهاكات التي يتعرض لها الإنسان خاصة في المناطق الريفية ومن هنا نحن نؤمن أنه أمام استنفاد القنوات التقليدية للتحسيس والخطاب و مساعدة الفئات الهشّة التي تعاني من الأحوال المعيشية الصعبة فإن الفن يمكن استخدامه كأداة للحفاظ على الذاكرة وبإمكانه الإجابة لضرورة التحسيس بمفاهيم المواطنة ومحاولة فتح آفاق جديدة خاصة للشباب اليافع كما تتيح مقاربة التدخل الثقافي من اجل إصلاح المنظومة التربوية طرح المسألة بطريقة مبتكرة تجعل المتقبل يؤمن بأن الفن له دور أساسي من أجل المناصرة و التغيير...

هكذا تحدث سيف الدين الجلاصي عن علاقة الفنون بحقوق الانسان وفي هذا السياق تقدم جمعية «فني رغما عني» مشروعين جديدين الأول موجه لابناء دوار هيشر وأساسه معالجة الشباب بالفنون وتكوينهم وتاطيرهم اما المشروع الثاني فهو اسبوار مشروع هدفه تقديم ابداعات شباب تونس الاعماق الى الجمهور فتونس «ولّادة» ومن حق ابنائها ان يعرف الجمهور ابداعاتهم ويشاركهم الحلم، اسبوار مشروع ذاتي خاصة وان الجمعية تعمل بعيدا عن موارد الدولة ودعمها.

المعالجة بالفن ...ماذا لو أصبح المنحرف مبدعا؟
الثقافة تكتسح الشوارع وتقوم بتوعية المواطن بحقوقه وحرياته، والثقافة أداة مقاومة وليست مجرد تسلية والترفيه والثقافة عنوان لرفض دائم للضيم ووسيلة لانقاذ الشباب من الانحراف هكذا قدم سيف الدين الجلاصي البرنامج الاجتماعي التوعوي الجديد لجمعية فني رغما عني، وموضوع البرنامج هو اقامة دراسة ميدانية موجهة لمجموعة من الشباب الاكثر عرضة للانحراف وبعد الدراسة تم اختيار 50 شاب في منطقة دوار هيشر على خط الانحراف والتطرف وعملت الجمعية معهم صحبة مختصين اجتماعيين ونفسيين طيلة 3اشهر مع اقامة تظاهرات فنية يكونون هم عمادها ومحورها واكد الجلاصي انهم عملوا مع الخمسين شابا واطروهم لانقاذ ما يمكن اقاذه وهؤلاء الشباب هم سيحمل مشعل الفعل الثقافي البديل في منطقتهم لانهم اصبحوا خلّاقين بعد ان كانوا على حافة الانحراف فالعلاج بالدراما والفنون جد نافع وطيلة الاشهر الفارطة والى غضون 2018 سيصبح هؤلاء الشباب قادة ثقافيين وفاعلين حقا لهم قدرة على الابداع والخلق.

ESPW’ART و لقاء بالشمال بالجنوب
في لقاء الشمال بالجنوب تتحرر العقول وتتلاقح الافكار وتختلف المفاهيم والرؤى، ووحدها الفنون قادرة على تحطيم الحواجز النفسية والحدود الجغرافية فالثقافة لا تميز البحر عن الصحراء ولا الساحل عن الجبل فاينما وجد الابداع كانت هناك ثقافة مقاومة، وفي باب المقاومة الثقافية يكون اللقاء مع مشروع ESPW’ART و وهو برنامج على الصعيد الوطني مدته 02 سنوات 2017 / 2018 يهتم بتدريب المواهب الشبابية على تطوير معارفهم في مجال حقوق الإنسان وتعزيز قدراتهم الفنية وصقل مواهبهم بهدف إنتاج وتوزيع أعمال فنية وإحياء مبادرات ثقافية داخل تونس وخارجها” على تعبير رئيس جمعية «فني رغما عني».

وفي تصريح لـ«المغرب» أشار ان “امل” هو برنامج ينقسم الى ثلاثة مراحل وهي دراسة ميدانية وزيارة لجهات البلاد لاكتشاف المواهب المطمورة وغير المعروفة ومن ثمة اقامة معسكرات فنية وفي مرحلة ثالثة يتم التبادل الثقافي بين المعسكرات الثلاث، فللجنوب معسكر خاص واخر للشمال و ثالث للوسط وذلك «إيمانا منا بضرورة الاكتساح الثقافي والامتداد الجغرافي ، حرصا منا على نشر قيم المواطنة والمساهمة في الدفاع عن المبادئ الكونية للحقوق الإنسان كما صرح رئيس جمعية فني رغما عني.

«اسبوار» برنامج الهدف منه اكتشاف المواهب الشبابية وتسليط الضوء على ابداعات الشباب المغمورة ثم تاطيرهم وتقديم اعمالهم في تظاهرات ومهرجانات وطنية ومحلية ثم سيكون هناك معسكر اخير يجمع الثلاث معسكرات في عمل فني وطني عمل يمثل تونس لانه سيجمع أبناء الشمال والجنوب والوسط في عمل تتكاتف فيه جل الفنون الرقص والغناء والمسرح والسلام. وسيكونون سفراء الامل لتونس.

«اسبوار» مشروع انطلق من الجنوب في ثقافة SUD وزيارة للتطاوين وقابس ومدنين جربة وتقديم عروض فنية ومحاولة اكتشاف مبدعي الجهة قبل ان يتواصل في الوسط ثم الشمال قبل ان يتجمع الكل في معسكر يكون صورة للثقافة التونسية بمختلف تجاربها وانتماءات ابنائها، العرض الاخير سيكون مشحونا بصمود الصحراء ثائر ثورة سكان الوسط ومتشبع بالفنون كما سكان الشمال، عرض ربما يقدم في «مهرجان فنون المقاومة”.

نحن هنا من المدارس الى الكليات والسجون
«نحن هنا” المشروع الذي شد انتباه الاعلاميين والمجتمع المدني منذ انطلاقه في معهد دوار هيشر وصولا الى مدرسة اولاد نصر الله قرب جبل الشعانبي ورحلة لبلال روايحي مع الحيطان وتلاميذ المناطق الداخلية والمحرومة لتزيين القاعات وانجاز قاعات خاصة بالعروض الفنية.

«نحن هنا» هو جسر بين الفنون والمواطنة ضمن فعاليات مشروع يساهم في برنامج إصلاح المنظومة التربوية ومناهضة كل أشكال العنف المدرسي والتطرف العنيف ، و تواصل جمعية «فني رغما عني» مبادرتها بهدف تشييد اكبر عدد ممكن من المساحات التي تعنى بالنشاط الثقافي و الفني في الوسط التربوي ( مدارس ابتدائية ، إعدادية ، معاهد ثانوية ) و إحياء المبادرات لمنح الفرصة للتلاميذ من اجل التمتع بحقهم و الدفاع عنه وذلك عبر تنمية حس المواطنة لديهم والإيمان بوطن يتمتع فيه جميع الناس بحقوق و ضرورة الالتزام بواجبات و ذلك من خلال تجهيز قاعة في كل مؤسسة تربوية خاصة بالنشاط الثقافي إضافة إلى متابعة سير الأنشطة والورشات التكوينية .

و نجدر بالذكر أن فني رغما عني أشرفت منذ 2015 إلى حد ألان على تأسيس 15 مساحة ثقافية في مختلف ولايات الجمهورية وتعتزم افتتاح المساحة العشرين قبل نهاية 2017 كما سيتم تخصيص 05 فضاءات للمناطق الريفية والحدودية التي تعاني من التصحر الثقافي والوضع الاجتماعي والأمني المتدهور، ومن المدارس تخرج التجربة الى الكليات اذ انجزت الجمعية قاعة بكلية 9افريل والجديد ايضا دخول تجربة نحن هنا الى السجون فخلف القضبان مبدعين كثر وخلف القضبان هناك مغرمين بالرسم والزينة سيكونون سند الجمعية لتزيين حيطان السجن.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115