مهرجان فن الشارع بقصر هلال: أبولون تصنع الفارق في شوارع المدينة

هل لك ان ترقص في الشارع وتترك لجسدك حرية اختيار حركاته؟ هل لك ان تحمل التنك الموسيقية وتعزف اجمل النغمات وتشرك المارة فرحتك وحلمك؟ هل لك ان تجعل من الشارع مسرحا حيا أبدا لا ينضب صوت الفن فيه؟ سؤال يطرح وتكون اجابته ان نعم حين يكون اصحاب الفكرة شبابا مؤمنا باهمية فنون الشارع والتمسك بحقهم في الابداع وحق الشارع ان يكون موطن للفنون.

ولأن الشارع أول المسارح وأقربها الى المواطن ايا كان انتماؤه وعمره تسعى جمعية «ابولون» بقصر هلال لتقديم الدورة السادسة من مهرجان فن الشارع الذي تنظمه سنويا لتكتسح الفنون الشوارع وتصبح فضاء للرقص والغناء والنقد والنقاش.

الشارع للفن في قصر هلال
كيف يكون الشارع مسرحا عروضه متواصلة ودائمة؟ كيف يصبح ذاك الفضاء العام الرتيب فضاء الحلم والابداع؟ وكيف تتحدث جدرانه الصامتة بألوان الحرية والحياة؟ اسئلة يعمل على تجسيدها فنانو الشارع أو المهتمون بنشر ثقافة الحياة اينما حلّوا، وفي قصر هلال مدينة النسيج يوجد مهرجان بلغ من العمر ستة اعوام هو مهرجان مسرح الشارع مهرجان صنع الاختلاف اولا لأنه اختار الشارع فضاء للعروض وثانيا لأنه اختار الاختلاف وثالثا لانه يجسد حلم الشباب ان تكون مدينتهم ثقافية.
في مدينة قصر هلال تلك المدينة الصغيرة التي احتضنت مؤتمر قصر هلال 1934، المدينة المناضلة التي شهدت نزالا مع المستعمر الفرنسي ستحتفي بالفن و الحياة اول شهر اوت 2017.

وفي تصريح لمدير الجمعية أشار ان لا يختلف إثنان في أن فنون الشارع لم يكن لها أن تعرف تلك النهضة التي عرفتها في السنوات الأخيرة لولا «الثورة» في 2011، فقبل ذلك كانت أبواب الفضاءات العامة شبه موصدة بحكم التضييق البوليسي على محاولات تجسيد فن الشارع سواء من خلال المسرح أو الموسيقى أو الغرافيتي..
وكانت فكرة بعث «مهرجان فنون الشارع» في مدينة قصر هلال، في وسط تونس، في صيف 2012 تعبيراً عن الموجة الجديدة، والتي وإن عرفت شيئاً من التراجع في الفترة الأخيرة إلا أن هذه التظاهرة حافظت على استمراريتها، ولعل أحد أسباب ذلك هو بقاء تنظيم الدورة بعيداً عن الدوائر الرسمية وبالتالي قريبة من صنّاع هذا الشكل الفني»
في الشارع انطلق حلمهم واليه عادوا لتجسيده اذ لم يكن اختيار الفضاء العام (الشّارع) صدفة، بل هو توجه أساسيّ لمؤسسي المهرجان من أجل الخروج بالفعل الفنّي من كلّ ما هو سائد وكلاسيكي، بما في ذلك المكان. فيخرج الفنّ من القاعة والرّواق نحو الفضاء الواسع الرّحب، أين تتحول الجدران و الارضية والشوارع إلى ركح صاخب للعروض و اللوحات التي تمزج بين فنون عدة مثل الغرافيتي ومسرح الشارع والملصقات الجدارية .
والموسيقى والرقص، طيلة ايام المهرجان يكون الموعد مع العروض المسرحية والسينمائية والموسيقيةعروض تنشط المدينة وتنعشها فنيا.

الشارع موطن للفن والنقد
تعمل جمعية ابولون منذ تأسيسها على فكرة الحق في الثقافة والثقافة وحقوق الإنسان ومنذ نشأتها الى اليوم تمكنت من ترسيخ مجموعة من النوادي القارة التي تنطلق اساسا من فن الشارع ثم تتحول الى القاعات، وتقدم لأبناء قصر هلال ناد للمسرح واخر للموسيقى وثالث للكورال ورابع للتصوير الفوتوغرافي، بالإضافة الى النوادي هناك العديد من الانشطة الثقافية التي تقدمها طيلة العام ومنها «نعيشوا مسرح» او «هيا نكتشفوا السينما» وفي التظاهرات تقريبا يركزون على مفهوم الحياة لان الفن حياة وتعمل الجمعية في كل تظاهراتها بشعار، «عبّر، كوّن، وغيّر» وفي هذا الاطار قدموا مشروع ابولون 2020 والهدف منه تكوين الشباب في فنون المسرح والموسيقى والسلام والتصوير الفوتوغرافي، وتقديم نتائج الورشات في عروض تنادي دائما بافتكاك الحقوق لان الفعل الثقافي ليس مجانيا ولا يقدم فقط للتجميل أو لترفيه بل هو فعل ناقد الهدف منه ايصال رسالة من الفنان إلى المواطن.. إلى المواطن الفنان.

هم يعملون ايضا لتقديم مادة ثقافية مغايرة وناقدة، مادة فنية بامتياز تنقل هواجس المواطن وتنقل استطلاعات الفنان على احوال بلده وطموحات ابناء جيله، ففنون الشارع لم تقدم ومنذ النشأة على اساس الترفيه لانها تميزت بالبعد السياسي ايضا ورغبة الفنان في تسجيل مواقفه من قضايا وطنه ومجتمعه والوصول مباشرة الى الجمهور دون التقيد بالقواعد والحدود المكانية والجدران المغلقة، وبعد الثورة التونسية اصبح الشارع مسرحا حقيقيا احتضن العديد من الاعمال المسرحية الناقدة للسلطة والنظام والمطالبة بالحقوق الاجتماعية والثقافية واصبح الشارع الكبير بالعاصمة فضاء للفنون المختلفة والتجارب الفكرية المتباينة.
فنون الشارع في تونس أصبحت مألوفة لأن فنون الشارع أقرب الى المواطن لانها تشاطره فضاءه العام الشارع.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115