دراما 2017 تميزت بجودتها مقارنة بالعام الفارط بالاضافة الى انتاج اكثر من اعوام سابقة، تميزت ايضا بظهور وجوه صاعدة ربما يكون لها حضور في اعمال قادمة بالاضافة الى تميز مبدعين احبهم التونسي لسنوات طويلة على غرار وجيهة الجندوبي ومحمد علي بن جمعة و لطفي العبدلي ووحيدة الدريدي، انتهت دراما 2017 في انتظار عام كامل لمشاهدة اعمال درامية تونسية.
أعمال الوطنية متوجة
انتجت التلفزة الوطنية ثلاثة اعمال لرمضان 2017، وهي مسلسل الدوامة و سيتكوم الحجامة و سلسلة جنون القايلة، الدوامة للمخرج نعيم بن رحومة و سيناريو لعبد المنعم حواس، مسلسل في في جزئه الاول اشار الى التهريب وعلاقة رجال الاعمال بشبكة المهربين، منذ الحلقة الأولى الى الحلقة 13 و الكثير من الغموض يسود احداث المسلسل، الذي ابدع فيه محمد علي بن جمعة في دور «مرتضى غانم» و كذلك وجيهة الجندوبي في دور «زينب» في المسلسل صعدت النجمة جوليا الشواشي في دور فاتن ممثلة تقف للمرة الاولى امام الكاميرا فابدعت وتميزت... في الدوامة ايضا حديث عن المال وفساد الاموال، عن المهربين وكيف يسيرون امور الدولة وهم جزء من حركتها الاقتصادية، عن علاقة الصحافة بالتهريب و علاقة الامني الصادق بالمهربين يتحدث المسلسل.
حلقات المسلسل أثبتت أن هناك الكثير من المبدعين في تونس، مسلسل اقنع الكثيرين واداء الممثلين كان جد مقنعا ونجح الكاستينغ، المسلسل فاز بعدة جوائز بعد مسابقة قامت بها اذاعة الشباب، اذ فاز محمد علي بن جمعة بجائزة احسن ممثل، وجائزة افضل صوت وفي مسابقة نظمتها موزاييك اف ام فازت جوليا الشواشي بجائزة افضل وجه صاعد.
لان رمضان ارتبط بالضحكة فقد قدمت الوطنية لجمهورها سلسلة كوميدية ناقدة هي الحجامة، سلسلة تدوم 17دقيقة، بطلتها وجيهة الجندوبي وريم الحمروني وسليم عاشور وسماح السكرني وبيكا، سلسلة عن نص لعمر التوتي، لكل حلقة ضيوفها وموضوعها واغلبها تدور حول المرأة ومشاغلها وهواجسها، في الحجامة تكثر الحكايات والاحاديث، ينقدون «السحر» و «المسرح» و «أيام قرطاج السينمائية» و «الشعوذة» و«العنوسة» بأسلوب مضحك وناقد في الوقت ذاته، ميزة الحجامة ايضا الصورة الجميلة، صورة ابدع في تقديمها زياد ليتيم فكانت السلسلة ضامرة وناقدة في الوقت ذاته، الحجامة هي الاخرى فازت بجائزة افضل اداء لوجيهة الجندوبي.
الوطنية انتجت أيضا سلسلة جنون القايلة، من بطولة سامية رحيم، سلسلة صورت في المدينة العتيقة وتجولت الكاميرا في ربوع المدينة العتيقة وازقتها صحبة الاطفال أبطال السلسلة، سلسلة أعادت الجمهور واخذته الى مسلسل احبه لسنوات هو الخطاب عالباب وصنعت الفارق في انتاجات التلفزة الوطنية. جنون القايلة عمل حصد عدة جوائز ومنها جائزة افضل سيناريو وجائزة افضل اكتشاف التي الت الى فريال شماري وجائزة افضل موسيقى تصويرية.
«أولاد مفيدة»... نقد كثير وجوائز اكثر
عنف بشكليه المادي والمعنوي، عنف في الخطاب و تقزيم لصورة المرأة، مشاهد مسروقة من سلسلات اجنبية، حديث عن السرقة و النهب و الجبروت، جميعها نجدها في مسلسل اولاد مفيدة في جزئه الثاني، اولاد مفيدة لم يقدم الجديد وكرر ذاته ، الممثلون ايضا لم يقدموا الاضافة كما الجزء الاول باستثناء الممثل فتحي العكاري في شخصية «النوري» الذي بدى جد متمكنا من دوره واداءه.
اولاد مفيدة من اخراج سامي الفهري، مسلسل لقي الكثير من النقد منذ اولى حلقاته، في المقابل حقق اكبر نسب مشاهدة في الدراما التونسية وحصد جوائز اكثر، اذ حصد المسلسل جوائز أفضل سيناريو وأفضل مسلسل وأفضل عمل رمضاني وأفضل إخراج. وتوج الممثل نضال السعدي بجائزة افضل ممثل رمضان 2017 وتوجت ريم بن مسعود بجائزة افضل ممثلة عن دور «حسناء»، وذلك في مسابقة نظمتها اذاعة موزاييك اف ام.
«فلاش باك»..بعيد عن نسب المشاهدة افضل عمل درامي
مسلسل في جزئه الثاني مر في صمت ولم تشمله نسب المشاهدة، فلاش باك لمراد بالشيخ، مسلسل من جزءين، ابدع الممثلون في تقمص الشخصيات ونجحت كاتبات السيناريو في شد انتباه المتفرج من خلال اعتماد لعبة الغموض والتشويق.
«فلاش باك» كتبت جزءه الاول رابعة السافي وفي الجزء الثاني اعتمدن كل من نزلي فريال القلال وسناء البوعزيزي الفكرة الاولى لكتابة السيناريو، مسلسل اجتماعي انطلق من قصة فقدان الصادق المحواشي «لطفي العبدلي» الذاكرة ليمرر للمتفرج قصص تبييض الاموال والفساد المستشري عند بعض رجال الاموال و الثروة السريعة وغيرها من المواضيع التي باتت تشغل التونسي اليوم.
«فلاش باك» ابدعت فيه الممثلة سهير بن عمارة في دور سارة، ممثلة اثبتت انها مميزة ومختلفة، وتوجت بجائزة افضل ممثلة في مسابقة اذاعة الشباب واختير المسلسل في نفس المسابقة كاحسن عمل درامي وتوج مراد بالشيخ بجائزة افضل اخراج بالإضافة الى جائزة افضل صورة.
«بوليس حالة عادية»... آخر جزء
اربعتهم مشاكس، لكل منهم طريقته الخاصة في سرقة الضحكة من المتفرج اجتمعوا في عمل واحد فكان ساخرا ومضحكا ومختلفا، بوليس حالة عادية04 في جزئه الثالث والاخير، عمل جمع كلا من كمال التواتي و الشاذلي العرفاوي وريم بن مسعود ولطفي العبدلي، اربعتهم اجتمعوا ليضحكوا جمهور رمضان 2017 في عمل تحسب له الصورة المميزة وكذلك الموسيقى والأداء المقنع للممثلين الذين ابدعوا لثلاث سنوات متتالية واقنعوا المتفرج، بوليس لم يفز بالعديد من الجوائز وحصد جائزة وحيدة هي للشادلي العرفاوي ولكن العمل يبقى مميزا ومختلفا وقدم ضحكة صادقة الى جمهور الاعمال الرمضانية التونسية.