وتتعدد أهداف هذا التكافل حتى تشمل جميع حاجات الفرد والمجتمع، سواء كانت أو معنوية، ويقصد بالتكافل الاجتماعي: أن يعمل المسلمون كل من خلال وظيفته ومكانته على المحافظة على مصالح المجتمع العامة ومصالح الأفراد الخاصة، بحيث يشعر كل فرد في المجتمع أن حقوقه قد تحققت، فيسعى إلى الالتزام بواجباته تجاه غيره من أفراد مجتمعه، ثم تتسع دائرة هذا التكافل لتشمل الناس جميعاً، كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ «الحجرات: 13 فالله تعالى كرم الإنسان وأمرنا أن نتعامل معه من هذا الباب، حيث قال سبحانه: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ «الإسراء: 70.
وقد حرصت تعاليم الإسلام منذ اليوم الأول على تنمية الصلات الإنسانية، وتقوية الروابط الاجتماعية، وإقرار المساواة بين الناس، حتى يشعر المسلم أنه أخ لكل مسلم، وأقام الإسلام ضماناً اجتماعياً على أساس من التكافل يعنى ببناء الفرد والجماعة، بناءً معنوياً وجسدياً، فهو يضع القواعد لبناء الفرد الصالح، والأسرة الفاضلة، والجماعة المتكاملة، ليضمن قيام المجتمع المسلم، الذي يوفر الأمن والأمان لكل أفراده.