التي استعصت على الطب الحديث، ولكن بمجرد أن طبَّقت العلاج بالصيام على مرضاها تم شفاؤها خلال زمن قياسي، وهذه الصحة البدنية السليمة تساعد المسلم على التغيير، وهذا لا يكون إلا بالصيام.
3 - صحة نفسية:
الاضطرابات النفسية تعتبر من الأمراض الأكثر انتشارًا في العصر الحديث، وهذه الاضطرابات تعمل على تدمير البنية النفسية للجسم، وقد أثبتت الدراسات أن الصيام يعمل على تخفيف هذه الاضطرابات، ويعمل كذلك على تخميد المراكز ذات النشاط الزائد في الدماغ، ولذا فإن الصوم هو أفضل سلاح لمقاومة الأمراض النفسية على مختلف أنواعها، لذا ففي رمضان تحصل على الصحة النفسية لتنطلق بعجلة التغيير.
4 - شخصية قوية ثابتة:
إن مدرسة الصوم تربِّي أجيالاً، وتبني أممًا، وإن من تمام كمال الصيام ترك قول الزور والعمل به، وضبط زمام النفس، وهذا يحقق للإنسان الشخصية القوية الثابتة، التي تقف أمام عقبات الحياة لمواجهتها، وهذا ما يتحقق أيضًا في شهر رمضان.
5 - مبادرة عقلية متفتحة ناضجة تفهم الثوابت والمتغيرات:
لا بد للذهن من لحظات يستجمع بها الثوابت والمتغيرات، ويسعى في لحظةٍ من اللحظات إلى فهمها، والوصول إلى هذه المرحلة يتطلَّب من الإنسان خلوةً مع نفسه، وهذا لا يصل إليه الإنسان إلا في شهر رمضان؛ حيث يلتزم المسلم في العشر الأواخر من رمضان في المسجد عاكفًا على طاعة الله، متفكرًا في خلقه سبحانه وتعالى.
6 - مهارات متنوعة ومتنامية:
كل إنسان يسعى إلى اكتساب مهارات متنوعة، وهذه المهارات تحتاج إلى تدريب مستمر، وفي رمضان شهر التدريب، يغيِّر المسلم نمط حياته، فيستيقظ من النوم لتناول طعام السحور، ويصوم النهار، وبعد الطعام يصلِّي التراويح، فتتغيَّر حياته التي يعيشها بشكل يومي، ومن هنا يكتسب المسلم مهارات إدارة الذات والتغيير والتطوير.. قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (الأنفال 53).
ورحم الله الشهيد سيد قطب حينما قال في ظلاله: إن الله يكرم المخلوق الإنساني أكبر تكريم، حين يجعل قدَر الله به ينفذ ويجري عن طريق حركة هذا الإنسان وعمله، ويجعل التغيير القدري في حياة الناس مبنيًا على التغيير الواقعي في قلوبهم ونواياهم وسلوكهم وعملهم، وأوضاعهم التي يختارونها لأنفسهم، فهذا ديننا، وهذا إسلامنا،