« ثَلَاثُ خِصَالٍ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ أَبَدًا: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَمُنَاصَحَةُ وُلَاةِ الْأَمْرِ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ». رواه أحمد.
ومن وسائل تنظيف القلوب الإقبالُ على كتاب الله تعالى فقد قال جل جلاله: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ».
فمن زاد إقباله على كتاب ربه قراءة، وفهمًا، وتدبرًا، وعملاً، زادت سلامة صدره، وزالت سخيمته.
ومن الوسائل التوجه إلى الله بالدعاء، فقد كان من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام:
«ربِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمةَ قَلْبي». رواه أبو داود
وسخيمة القلب : ما يسكن فيه من مساوئ الأخلاق.
والزكاةُ تُطهِّرُ القلبَ وتُنيرُه؛ قال الله تبارك وتعالى:
«خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا».
والسعي في الإصلاح بين الناس ديدن الصالحين، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّ أَهْلَ قُبَاءٍ اقْتَتَلُوا حَتَّى تَرَامَوْا بِالحِجَارَةِ،
قَالَ: «اذْهَبُوا بِنَا نُصْلِحُ بَيْنَهُمْ». رواه البخاري.
وإشاعة المحبة، تزيد الإيمان، وتوصل إلى الجِنان، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ». رواه مسلم.
وقد أرشدنا الباري سبحانه إلى كيفية التعامل مع من أساء، فقال جل جلاله: « وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ».