تظاهرة « Ciné - ريف » بقرية «المش» من معتمدية المكناسي: من حقنا الحلم ... والأهم أن نحقق حلمنا ...

أمنوا بالفنون جميعها، آمنوا بقدرتهم على النجاح وافتكاك حقوقهم المسلوبة، امنوا بقدرتهم على التغير وامنوا ان الفن وسيلة للنضال، فالكلمة تقتل كما الرصاصة وبالفنون يمكن صناعة جيل مؤمن بأهميته

وقادر على الدفاع عن حقوقه ومواطنته وطنه جيل يعرف انه مواطن وليس مجرد عدد في نسب الإحصاء اولاد جمعية فن في بالمكناسي مجموعة من التلاميذ والطلبة امنوا بالفنون واتخذوا منها وسيلة لنضالهم.

جمعية «فن في المكناسي» تنظم طيلة الاسبوع عروضا سينمائية في الارياف تحديدا في «المش» و«النصر» و«»المبروكة» و«الكرمة» و«لغريس»، هناك في عمادات معتمدية المكناسي تظاهرة اردنا أن نقاوم من خلالها لأننا نريد تغيير المشهد الثقافي بالمكناسي هناك ركود تام نريد تغييره وسنغيره حتما سنكون منبر كل الشباب الفاعل المؤمن بدوره كمواطن تونسي ربما حرمته الدولة من حقوقه ولكن يمكنه استردادها بالفن» على حد تعبير معاذ قمودي رئيس الجمعية.

أنا ابن ريف ومن حقي أن أحلم ...
ليس مهما ان تحب التغيير وتنتظر الرقي والتحضر على العتبة، الاهم ان تسعى وتبدأ بتسطير درب، طريق يتجاوز حدود العتبة وظلمتها، ان تسير يدا بيد رفقة مجموعة تعانق الحلم وتمارسه ليصبح واقعها وجمعية فن في المكناسي اختارت الحلم سلاحها والثقافة مطية للحلم، وفي ريف «المش» كان الموعد الاول مع الحلم السينمائي وتظاهرة «سيني ريف» تظاهرة قال عنها معاذ القمودي رئيس الجمعية انها فرصة للحلم فرصة للتواصل مع المحرومين من كل التظاهرات الثقافية، ففي المش لا وجود لفعل اسمه «ثقافة».

هناك، بعيدا جدا عن المدن الكبرى في ولاية سيدي بوزيد ومعتمدية المكناسي فقرية المش ريف صغير كغيره من الارياف هذا الوطن يفتقر اهله الى ابسط الحقوق اما طفولته فمحرومة من جميع الحقوق في العطلة، ووحدها المدرسة فضاء للترفيه وفي العطلة يصبح رعي الأغنام هو البديل، هناك بعيد جدا عن صخب المدينة اطفال متعطشين للحلم اطفال متعطشون للفنون أطفال كلما اردت انهاء التظاهرة الا وطلبوا المزيد، هناك كان موعد سكان قرية المش تلك القرية التي انجبت الشهيد مروان مشي الذي قتل غدرا في حادثة جبل الشعانبي 2013، هناك كان افتتاح تظاهرة سيني ريف التي تنظمها جمعية «فن في المكناسي» .

اللقاء الاول كان في ريف المش، لقاء مع الطفولة المتشوقة الى الفنون، ابناء الجمعية افترشوا الارض وتجمع الصغار والكبار للاستمتاع بالموسيقى والسينما، مجموعة باتريا لم تدخر جهدها في ادخال السعادة على سكان القرية في اليوم الاول لسيني ريف

وعن التظاهرة وردود فعل اهالي المش يقول بهاء قمودي أحد أعضاء جمعية «فن في المكناسي» «قرية المش» أين عاش مروان مشي بعد أن طالته أيادي الغدر ، حللنا بدشرة المش.. نزلنا في بطحاء الدوّار.. بطحاء مستديرة على أطرافها جامع ومركز بريد و نادي الشباب الريفي-لم توفر الدولة له إلا بعض البالونات وتلفاز و حاسوب - وصالة بلياردو صغيرة يياع فيها بعض التبغ
هذا ماتمتع به أصحاب الأرض من السلطة..أتممنا أخر التحضيرات... أعلنت الشموع شعلتها عسى أن تلهب في تلك الأرواح المحرومة والأجساد الهامدة لهفة و أملا بواقع أفضل..بسطنا الحصير و المرحوم و أشعلنا «النار» وانطلقت تظاهرة ciné ryf.

جلست أمام صفّ من الأطفال أحدّثهم..لم يسبق لي أن تعاملت مع أطفال..و لم أحض بتلك التعليمات النفسية و النصائح العلمية التي تسهل لي التواصل معهم فارتجلت.. عمدت أن أحدث أعينهم و أن أدلك أذهانهم و أستفز عقولهم.. تسامرنا لدقائق.. سألتهم كيف يقضون أوقاتهم في العطلة - كأنني لا أعرف ان تلك الصالة الصغيرة (البياردو) و زيارة «سيدي عبد العزيز» الولي الصالح لتلك الدشرة»، يمثلان أقسى سبل الترفيه ،و نعم الترفيه ،سألتهم عن طموحاتهم و أحلامهم.. فلاحظت الإبهام و الحيرة تعتلي تفاصيل وجوههم صدمت ..أغلبهم يكتفي بمستوى التاسعة أساسي أو السادسة الابتدائي..فيلتحقون للعمل الحلم بالنسبة لهم..العمل الذي سيحقق له بعض المال لبناء بيت في القرية و يهتم بالأب الذي عجز عن العمل و يصبح ربا لعائلة تنتظر منه التضحية و لو بدراسته .. وجدت الشهيد مروان مشي حاضرا فيهم بقوة.. كلهم مروان كلهم ضحايا رقعة جغرافيا ظالمة ..ضحايا فقر وسياسة دولة فاشلة و مدمرة لكل أمل يُزرع فيهم».

اللقاء الاول في المش كان ممتعا للأطفال فجميعهم سامر ابناء الجمعة وضحكوا مع العروض تنشيطية كعرض «الفداوي» للمسرحي حسان قاسمي و الشعر الشعبي للشاعر مجد صعدولي و استمتعوا بموسيقى مجموعة ّ «patria band»، تركوا ابناء المش وستكون الوجهة المقبلة قرية المبروكة وشعارهم « من حق شباب الريف في التثقيف» ، لنشر بذور الحلم والامل.

فن في المكناسي...لصنع ثورة ثقافية
جمعية «فن في المكناسي» جمعية لم يتجاوز عمرها العام ونيف، جمعية منذ انطلاقتها وهي تمثل رمزا للثورة الثقافية ، جمعية تتكون من شباب قد تختلف رؤاهم ولكنهم يجتمعون في حب الفن والسعي لتشهد مدينته ثورة ثقافية تنقذها من التصحر الذي تعيشه.

«جمعية فن المكناسي» يقول عنها رئيسها بهاء القمودي « أنّ الجمعية تعنى بالنهوض بالفنون في مدينة المكناسي من ولاية سيدي بوزيد ومعنية بصقل مواهب شباب المنطقة والكشف عن المواهب المطمورة في هذه المدينة المحرومة من وسائل الفن والثقافة ومحرومة ايضا من عقلية تسمح لنا بممارسة الثقافة بأريحية.

مضيفا أنه في «فن في المكناسي» يوجد شباب صاحب موهبة كبيرة وشباب في طور ثورة ثقافية يحاول الظهور ويحاول ايصال صوته الثائر المتمرد ولكن تخونه العقلية الرافضة للعمل الابداعي و الامكانيات المتمثلة في غياب فضاءات ثقافية يمكنها صقل مواهب مبدعي المكناسي، وقد تمكنا من جمع من يؤمنون بالتغيير وبالثقافة في المكناسي وذاك مكسبنا الاول، و ثانيا تجاوزنا بعض العقليات الرافضة للفنون المشككة فينا وفي أخلاقنا لحد اتهام بعضنا بالشذوذ لأننا نرقص في الشارع.

ولكن تجاوزنا ذلك ونجحنا في كسب ثقة الجمهور وتأسيس مجموعة نواد منها نادي السينما ونعمل مع معهد الشهيد محمد البراهمي الذي فتح ابوابه لنا في حين وجدنا صدّا من طرف العاملين في المؤسسات الثقافية».

«فن في المكناسي» انطلقوا في العمل الثقافي منذ عام كُفّروا وهُدّدوا بالسحل، وأُتهموا بالشذوذ والالحاد وغيرها من النعوت التي اطلقها رافضو الثقافة والإبداع ولكن ابناء الجمعية لم يتراجعوا عن حلمهم وتمسكوا بحقهم في الإبداع فليس المهم ان تحلم بل الاهم هو نضالك وكفاحك من اجل تحقيق حلمك، وظهور هذا المولود الجديد اضفى في حياتي طعم التغيير والمبادرة على حد تعبير بهاء قمودي.

أما مرام حرباوي فترى ان جمعية «فن في المكناسي» هي خطوة اولى للقيام بثورة ثقافية في المكناسي للقضاء على التصحّر الثقافي السائد ، فن في المكناسي هي عنوان الابداع والتغيير».

«فن في المكناسي» انجزت العديد من التظاهرات اولها «سبع حجرات»، سبع حجرات رموها على الظلم والتهميش والفقر والتصحر الثقافي و انعدام التظاهرات الثقافية في جهتهم، رموا حجراتهم علها تزهر في الارض ابداعا وأملا.

«فن في المكناسي» جمعية تمكن ابناءها في اقل من عام من جمع شتات مبدعي المكناسي وتكوين مجموعة «باتريا» تلك المجموعة التي قدمت جملة من الاغاني تغنت بالمكناسي والمقاومة، فالجمعية «دفعتنا لنخرج ما بداخلنا، هي صورة جديدة لم نعهدها من قبل، صورة تأخذنا لحلم واحد هو ان تكون المكناسي مدينة للثقافة على حد تعبير احدى مواطنات المكناسي، وعن الجمعية أيضا يقول ضو قمودي « قد نختلف كثيرا، لكن نتفق في حب الفن، نريد ان نحطم الكثير من الابواب الموصدة وسنضيء شمعة الفن في المكناسي».

من سبع حجرات الى بين الوديان و«ناسي mak والغرافيتي الذي اصبح يزين كل حيطان المدينة تقريبا الى اغان جديدة وتظاهرات متواصلة جميعها تثبت ان الحلم جائز والقدرة على تحقيق الحلم متوفرة ايضا، فالجمعية ذات طابع ثقافي و لا علاقة لها بالتحزب والخلفيات الفكرية والإيديولوجية على غرار ما يروجه البعض ، فقط تهدف للنهوض بالفن و الثقافة في معتمدية المكناسي، ومنذ عام نيف وابناء الجمعية يقاومون التصحر في المكناسي يهبون هبة رجل واحد لانجاز التظاهرات الثقافية في مدينتهم المنسية، يريدون ان تكون الثقافة وسيلة للابداع ، يقاومون لنشر قيم المواطنة لدى اطفال ارياف الجمهورية التونسية زادهم حلمهم ان تكون مدينتهم مدينة ابداع وثقافة بعيدا عن بيروقراطرية الادارة وشح موارد الدعم وساحات الفنون دون فنون.

سيني ريف تظاهرة عنوانها الحلم ومصاحبة اطفال ارياف سيدي بوزيد في جولة مع الفنون، تظاهرة للثقافة البديلة ثقافة الحياة و الابداع والمقاومة بالفنون تظاهرة تنجز دون دعم بل بمساهمات من المواطنين وابناء الجمعية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115