صهيل القرنفل نص لاقت بمحتواه وبمن حبر هذا النص الذي ينقسم في الحقيقة إلى قسمين : شعر وسرد فقد غابت عن النص الشعري العناوين الفرعية بل لا وجود لأي عنوان رغم كثرة الفواصل والتقاطعات وهو ما يوحي بان «صهيل القرنفل» ينسحب عليه على امتداد الـ 75 صفحة المخصصة له، أما الـ 35 صفحة المخصصة للقسم السردي فقد تضمنت خمسة نصوص وهي على التوالي :
نبي السعد والاخضرار – العشاء الأخير – رؤيا – وأظل أحب الصيف – شطرنج منتصف الليل .هذه النصوص الخمسة مؤرخة وتعود إلى سنة 1981 عندما كانت فردوس مامي في قفصة قبل ان تشذ عصا الترحال حيث سافرت إلى سوريا وثم إلى العراق . وبعد أن كان لفردوس حضور أدبي لافت بنصوصها في الجرائد والمجلات غاب الصوت واختفت صاحبته ويبدو انها لم تعد إلى تونس لا في العام المنقضي بعد غياب تواصل فيما يبدو طيلة ثلاثة عقود ونيف في الدراسة الجامعية وفي العمل بعد ذلك .
في لقاء جمعني بالأدبية التونسية حياة الرايس تجاذبنا أطراف الحديث عن الأصوات التي غابت عن الساحة الثقافية مثل الشاعرة فاطمة الدريدي والشاعرة نجاة العدواني والكاتبة نعيمة الصيد ونائلة تباينية وحياة بن الشيح وخيرة الشيباني وسميرة الكسراوي وزهرة العبيدي وفردوس مامي .وكم كانت دهشتي لما ناولتني كتاب هذه الأخيرة (صهيل القرنفل) وعلى صفحته الأولى قرأت الإهداء التالي : « إلى حليفة روحي إلى البهية حياةة الرايس لألق بلاد الرافدين التي جمعت روحنا فتوهجنا معا/فردوس مامي « وقد علمت من محدثتي أن فردوس تعيش الآن في اسبانيا ولما عادت في الصيف الماضي التقيا ..ويعود الفضل إلى الشاعر / الصديق الهاشمي بلوزة في نشر كتابها «صهيل القرنفل» الذي كانت فاتحته الإهداء التالي (إلى الأصدقاء عسى أن يومض الحلم من رماد الخيانات ) تقول فردوس مامي :
كلما اكتشفنا زيف العالم / شتمنا خظنا البائس
وفي صفحة أخرى تقول : لا يحلو للحب / أن ينمو / الأعلى وجع احتراقنا / ودموع أمهاتنا / جمر يلدغنا في الغربة
«صهيل القرنفل « يبدو انه مجموعة من قصائد الومضة وهذه القصائد مجمعة هي ذلك الصهيل الذي كان يطلقه القرنفل رغم مجازية المعنى.
«صهيل القرنفل» كتاب افتقر إلى الفهرس والى مدخل نقدي والى تعريف شامل بصاحبة النص الذي يبقى نصا ممتعا مفعما بالأحاسيس الرقيقة.الحب والحلم والذكريات الجميلة والشعور المفعم بالغربة ومرارتها .