حلقات المسلسل التونسي «الدوامة» ، للمخرج نعيم بن رحومة، مسلسل يحضر به ثلة من امهر الممثلين التونسيين فنجد وجيهة الجندوبي ومحمد علي بن جمعة وفتحي المسلماني وجعفر القاسمي وحمد حدّة ومريم بن مامي ولسعد بن عبد الله و صلاح مصدق ورشا بن معاوية وجوليا الشواشي ومروان العريان جميعهم يؤثثون حلقات مسلسل قال عنه النقاد انه يعكس الواقع التونسي..
صراع الاجداد يرثه الاولاد اما الاحفاد فمتمردون
الدوامة منذ العنوان يمكن السؤال عن سبب اختيار هذا العنوان ومع تتالي الحلقات سيجد المشاهد نفسه هو الاخر في دوامة البحث عن سر ارض العقبة والسر الكامن وراء صراع عائلتي غانم والقادري.
منذ الحلقة الاولى سيجد المتفرج نفسه في دوامة نقاش غامض بين عصام القادري (فتحي المسلماني) ومرتضى غانم (محمد علي بن جمعة) ومع تقدم حلقات المسلسل سيكتشف ان سبب النقاشات الحادة ارض العقبة، تلك الارض المهملة والمتروكة، ربما تاوي مخازن للتهريب او هي ارض بترولية وأسئلة كثيرة طرحت في المسلسل عن سر هذه الارض.
الثنائي محمد علي بن جمعة وفتحي المسلماني ابدعا في تجسيد دوريهما، محمد علي بن جمعة نجده في دور رجل صوته اجش شعره ابيض اكبر من عمر محمد علي بسنوات، والى حدود الحلقة السابعة كان أداؤه مقنعا وتقمص شخصية مرتضى حد التماهي.
كذلك فتحي الملسماني في دور عصام نراه في الحلقات الاولى سيد المال والارض وبعد حلقتين يكتشف المتفرج انها صورة فقط لان شقيقته زينب هي المتحكمة في كل اموال العائلة لتعود دوامة العلاقات الاسرية من جديد.مع تواصل الاحداث يزداد التشويق اكثر لمعرفة سر ارض العقبة ومعه التعامل مع كبار المهربين وجسد جعفر القاسمي دور «معتز» احد المهربين، جعفر بدى في لوك جديد، لحية حمراء وعيناه زائغة غير من نبرة صوته والعلكة لا تفارق فمه يتكلم بلكنة مضحكة وقاسية في ذات الوقت.
طرف اخر مؤثر في الاحداث يحركها من بعيد هو «الحاج» (لسعد بن عبد الله) نجده يشارك عائلة القادري ارض العقبة ووحده العالم بسر الارض وأسرار العائلتين المتنافستين.
بعيدا عن مشاكل الارض هناك مشاكل الزواج ايضا فالمصاهرة كانت احدى الروابط الجامعة بينهما ثم حلت محلها العداوة والكل التزم بقرارات القادري الاكبر ، التزم الاباء ليثور الاحفاد ويتمردوا ويتزوج مجد القادري (مروان العريان) فاتن ابنة غانم (عزة قعيدة) سرا، وكأنّ بالأحفاد يريدون كسر عادات الكبار وتغيير نظرتهم الى الاخر.
الى حدود الحلقة السابعة لازال هناك الكثير من التشويق والغموض ولم يكشف السيناريو الذي كتبه عبد المنعم حواس اسراره بعد ولازال هناك الكثير من الاحداث لكشفها وأهمها سر الارض التي يتصارع بخصوصها العائلتين.
المرأة فاعلة ومتحكمة ...
زينب لقادري (وجيهة الجندوبي) انموذج عن المرأة القوية الفاعلة في الأحداث تسير امور العائلة ومصالحها كما تشاء سيدة الامر والنهي في العائلة يرجع اليها الكبير قبل الصغير ذكاء وفطنة في تسيير الامور كشفت عن اهمية المرأة في العائلات الكبرى وقدرتها على أن تكون فاعلا لا مفعولا به، الممثلة وجيهة الجندوبي كشفت انها ممثلة من طينة الكبار فدور زينب يختلف كثيرا عن دور ليلى في فلاش باك ودور «المدام» في الحجامة، في الدوامة هي امرأة اكثر صلابة وجرأة تنجز ما يعجز الرجال عن انجازه ولكنها الاخرى تدخل في دوامة الارض وأسرارها التي تجهلها.
ممثلة اخرى لم تختر قدرها في المسلسل ولكنها استطاعت النهوض من وجيعة الخيانة والطلاق لتنطلق وتكون اجمل «كاميليا غانم» (مريم بن مامي) طليقة «عدنان القادري» امرأة نجدها مريضة نفسيا تتعاطى الادوية والمهدئات وفي الوقت ذاته مسؤولة عن بنتين واستطاعت أن تجعلها منهما متوازنتين علميا ومهنيا، الممثلة مريم بن مامي في شخصية جديدة ومختلفة.
ممثلة صاعدة ربما تكون مفاجأة المسلسل لهذا العام الشابة جوليا الشواشي ابنة القادري، فاتن العنيدة والمتمردة فاتن الرافضة لصراع العائلات وتصر على صداقتها مع «ولد غانم» فاتن تتحدى النواميس وقوانين عمتها زينب لتفرض شخصيتها المستقلة البعيدة عن احكام الاجداد وقرارات الآباء الممثلة جوليا الشواشي اقنعت المشاهد التونسي الى حد الان.
المرأة في الدوامة ثائرة ومجتهدة ورافضة للاستبداد و نجوى الصحفية انموذج عن ذلك دور جسدته الممثلة التي عادت للتمثيل بعد انقطاع طويل اسماء بن عثمان ، نجدها في دور نجوى امرأة ترفض الاستفزاز وترفض ابتزاز رؤوس الاموال والاشهار وتخير البطالة على الانصياع الى ابتزاز رئيسها في العمل وطليقها.
«الدوامة» الى حدود الحلقة السابعة مسلسل صوره جميلة وأداء الممثلين مقنع وحضورهم كذلك، المشاهد قصيرة غير مقلقة بالاضافة الى سلاسة الجمل والنص، مسلسل يتحدث عن جزء من الواقع التونسي بكاميرا نعيم بن رحومة مسلسل ربما لم تنصفه نسب المشاهدة ولكن انصفه النقاد.