هنالك حديثان في الباب تثبت أنه ليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ظل:
الحديث الأول:
*أخرجه أحمد بن عبد اللَّه الغدافي في جزئه كما في إمتاع الأسماع - (ج 2 / ص 1700) قال:أخبرنا عمرو بن أبي عمرو عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس رضي اللَّه عنه: لم يكن لرسول اللَّه ظل، ولم يقم مع شمس قط إلا غلب ضوؤء الشمس، ولم يقم مع سراج قط إلا غلب ضوءه على ضوء السراج.
وصححت هذا السند بناء على أن محمد بن السائب هو ابن بركة الثقة،ولكن شيخنا ضعفه لي بناء على أنه الكلبي الكذاب،ثم تحققت أنه الكلبي لأن ابن بركة أحاديثه قليلة معدودة معلومة وليس هذا منها، وكذلك هو لا يروي عن أبي صالح السمان.
الحديث الثاني:
أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول بإسناد مرسل (ج1/ص1222) من طريق ذكوان أبي صالح، السمان الزيات، المدني، الثقة الثبت:أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يُرَى له ظلّ في شمس ولا قمر ولا أثر قضاء حاجة.
وهذا السند هو المعروف من طريق أبي صالح وهو مرسل، ومعلق الاسناد من الحكيم الترمذي،وعليه فالاسناد ضعيف جدا من هذا الطريق، ومنكر لا أصل له من الطريق الأول.ثم إنّ شيخنا احتج بأحاديث أصح وهي:
الرواية الأولى:
ما أخرجها الحاكم في المستدرك وصححه وأقره الذهبي وابن خزيمة في صحيحه والضياء في المختارة والطبراني في مسند الشاميين والطحاوي في مشكل الأثار والآجري في الشريعة من طريق عبد الله بن وهب حدثني معاوية بن صالح عن عيسى بن عاصم عن زر بن حبيش عن أنس بن مالك قال :صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الصُّبْحِ ، قَالَ : .. ثُمَّ عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ، حَتَى رَأَيْتُ ظِلِّي وَظِلَّكُمْ .
وهذا إسناد صحيح لا غبار عليه
الرواية الثانية:
أخرجها أحمد في مسنده قال:حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ ثَابِتٌ عَنْ شُمَيْسَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: فَبَيْنَمَا انَا يَوْما بِنِصْفِ النَّهَارِ اذَا انَا بِظِلِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُقْبِلٌ.
وإسناده حسن عند الحافظ،فكل رجاله ثقات إلا شميسة قال الحافظ عنها: مقبولة.
الرواية الثالثة:
أخرجها الضياء في المختارة من طريق الطبراني قال: ثنا علي بن عبد العزيز ثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد ثنا أسباط بن نصر عن سماك بن حرب عن عبد الله بن جبير الخزاعي قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمشي في أناس من أصحابه فستر بثوب فلما رأى ظله رفع رأسه.
قال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح،وقال الضياء: إسباط بن نصر تكلم فيه بعضهم وقد وثقه يحيى بن معين،وقال الحافظ في التقريب: صدوق كثير الخطأ يغرب.