الدراما التونسية: «فلاش باك» مسلسل مختلف ... تظلمه نسب المشاهدة

عن المافيات ورجال الاعمال عن تبييض الاموال و الفساد المنتشر عند رجال الاعمال وأصحاب الأموال عن الرشوة بكل وسائلها عن الخيانة وتبعاتها عن الظلم والفقر جميعها مواضيع وقضايا تحضر في

المسلسل التونسي «فلاش باك».

«فلاش باك» مسلسل في جزئه الثاني للمخرج مراد بالشيخ عن نص لنزلي فريال قلال وسناء البوعزيزي وإنتاج نجيب عياد وبطولة كل من لطفي العبدلي ومريم بن شعبان و سهير بن عمارة وغانم الزرلي ودليلة المفتاحي و وجيهة الجندوبي واحمد الحفيان ولبنى نعمان ونجوى زهير و علي بنور واميمة المحرزي واحمد الاندلسي ومروان العريان واباء حملي، كتيبة من ابرز الممثلين راهن عليها المخرج لتقدم عملا مختلفا من حيث الصورة والمضمون، مسلسل متكامل العناصر الابداعية ولكن ظلمته نسب المشاهدة وإحصائيات سيغما كونساي.

كتيبة من ابرز الممثلين تسعى لانجاح المهرجان
منذ العنوان سيكون السؤال؟ «الفلاش» الى ماذا؟ و العودة الى اين؟ ولماذا ومنذ الحلقة الاولى من الجزء الاول يعرف المشاهد انها العودة الى ذكريات الصادق المحواشي «لطفي العبدلي» رجل الاعمال بعد ان فقد ذاكرته بسبب حادث سيارة.

العودة الى الذكريات المنسيية، ومحاولة التذكر يقابلها الكثير من الاحداث ومنها الخيانة فبعد حلقات يكتشف المتفرج ان للبطل حبيبة اخرى غير زوجته هي امينة «مريم بن شعبان» وبعد حلقات يكتشف ان امينة هي ذاكرة الصادق الحية والمتواصلة فهي شريكته في كل ملفات الفساد والصفقات التي انجزها بعد الثورة.

في «فلاش باك» تناول المخرج مراد بالشيخ موضوع الفساد عند رجال الأعمال نسجت خيوط الحبكة الدرامية حول رجل الاعمال الصادق المحواشي وعلاقاته المشبوهة مع سي يوسف «معز القديري»، تناول النص الذي كتبه كل من نزلي فريال القلال وسناء البوعزيزي حكايات وأسرار رجال الأعمال والصفقات المشبوهة، الرشوة وانتشارها واختلاف طرقها، المشاكل العاطفية والاجتماعية التي يعيشها اصحاب الاموال وكيف تؤثر صفقاتهم وأعمالهم المشبوهة في حياتهم الخاصة.

كاستينغ مسلسل «فلاش باك» الذي يتواصل في جزئه الثاني اثبت نجاح العديد من الممثلين وقدرتهم على التميز، فالبطولة نجدها للطفي العبدلي الممثل الكوميدي تقمص دور رجل اعمال مشرف على العديد من الصفقات المشبوهة فاقد للذاكرة تائه، يشعر المشاهد حين يتابع الحلقات انه مسكين حقا ويجعله يطرح السؤال كيف يعيش الانسان دون ذاكرة.

في البطولة ايضا فنانة عرفها الجمهور في ادوار رقيقة، الفتاة الغنية نجدها في دور امينة، العشيقة المغضوب عليها من زوجة الصادق المحواشي وللموسم الثاني تثبت مريم بن شعبان انها ممثلة قادرة على تقمص ادوار مختلفة، شخصيتها في «فلاش باك» جد مركبة، فهي العشيقة والأم التي انجبت ابنتها دون علم الاب وهي التي ضحت بدراستها ورضيت ان تعمل ممرضة في مأوى للعجز ومع تواصل الاحداث يكتشف المتفرج انها الذاكرة الحية للصادق المحواشي ولولاها لضاعت كل الملفات وهي الوحيدة التي تعرف كل انواع الصفقات والشخصيات، امرأة تبدو بسيطة المظهر والتفكير ليكتشف مع مرور الحلقات انها تحرك الاحداث كما تريد.

في بطولة «فلاش باك» الممثلة سهير بن عمارة ممثلة عرفت بحضورها الانيق والمختلف يجدها المتفرج هذا العام في دور زوجة الصادق المحواشي «سارة» المرأة الشريرة التي تبحث بكل السبل عن وسيلة لافتكاك اموال زوجها هي الاخرى لها صفقاتها وعلاقاتها المشبوهة ومع الاحداث يعرف المتفرج انها من عائلة جد فقيرة وتحاول دوما طمس ذكريات الماضي وتعيش دور السيدة الارستقراطية، وبين سارة وأمينة وذكريات الصادق المنسية تدور اللعبة الدرامية في مسلسل «فلاش باك».

للجزء الثاني على التوالي يقوم المسلسل على الغموض، لكل حلقة سرها ولكل جملة شيفراتها وكل مشهد يطرح الكثير من الاسئلة ، التشويق والغموض هما سر مسلسل فلاش باك غموض يجعل المتفرج يسال ويحاول ايجاد خيط رابط بين الشخصيات والاحداث، مسلسل صورته جميلة وكذلك المشاهد والنص وابدعت الكتيبة في تقمص شخصياتها.

فرصة الشباب ليبدع وينجح
«فلاش باك» كغيره من المسلسلات يفتح الفرصة للشباب والممثلين الصاعدين للظهور والمشاركة في الأحداث ولان الغموض اساس الحكاية نجد سلومة يحرك الاحداث ويعرف اسرار الصفقات دون الظهور في الصورة، الممثل غانم الزرلي في دور سلومة مخرج سينمائي كبير له اموال طائلة و»واصل» كما يقال في اللهجة التونسية، غانم الزرلي يلعب شخصية مركبة غامضة مجنونة شخصية متناقضة تضحك وتبكي في الحين ذاته، شخصية تلاعب سارة وتسطر لها ما تفعله لتفتك اموال زوجها ويهاب امينة ويصغر ويتضاءل امام ذكائها وعلاقاتها شخصية جد مركبة برز معها غانم الزرلي.

ممثلة أخرى برزت وللعام الثاني هي الممثلة اباء حملي التي تلعب دور ابنة شقيقة أمينة، اباء حملي ممثلة مسرحية خريجة المعهد العالي للفن المسرحي، سبق وان شاركت في «سكول»و لها تجربة في مسلسل عماني «انكسار الصمت» صحبة نبيل ميهوب و مروان عريان وامال علوان ممثلة اثبت من خلال تجربتها المسرحية اولا فالدرامية ثانيا انها قادرة على تقمص ادوار مختلفة.

في «فلاش باك» ايضا ممثلان اثنان يجسدان دور ابناء الصادق المحواشي، محمد الصادق الطرابلسي و غادة معتوق، كلاهما يحرك الاحداث بطريقته، اداؤهما مقنع ويشد الانتباه شخصيات مختلفة غادة في دور فاتن الفتاة الهادئة التلميذة الملتزمة باوامر والدها ومحمد الصادق الطرابلسي يجسد دور فهمي عاشق الفنون الحالم ان يكون «ديدجي» ومع الحلقات يصبح في علاقة مباشرة مع سلومة الذي يدخله الى عالم المخدرات، احداث متشابكة، ظهر من خلالها اداء الممثلين.

«فلاش باك» مسلسل التونسي في جزءه الثاني يضم كتيبة من اشهر الممثلين التونسيين، ممثلين عملوا ليقدمو عمل مختلف عن بقية الاعمال المقدمة في المائدة الدرامية التونسية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115