الدراما الرمضانية: الهزل باطنه جدّ و نجوم تونس في أكثر من عمل

انطلقت المسلسلات الرمضانية ومعها سباق نسب المشاهدة، لكل قناة برمجتها ولكل قناة مسلسلها الخاص الذي تريد ان تحتل به صدارة المشهد الدرامي التونسي، ثلاثة ايام قدمت فيها التلفزات برمجتها، ثلاثة ايام احتلت فيها قناة الحوار التونسي المرتبة الاولى لاكثر نسب المشاهدة

ب 75 بالمائة تليها قناة نسمة ب 55.9بالمائة ثم التاسعة والوطنية، ربما لان توقيت بث مسلسلات الحوار يكون بعد بقية المسلسلات.
بعد ثلاث حلقات من المسلسلات، لا يمكن النقد ولا الحكم على نجاح عمل من عدمه، ولا يمكن تقييم اداء الممثلين ولكن يمكن الاشارة الى السلسلات التي شدت انتباه التونسي وبعض الممثلين الذين نجدهم في اكثر من عمل وطرح السؤال كيف سيكون آداؤهم وما الذي تخفيه الارقام في الحلقات القادمة؟

التونسي... يحب ضحكة رمضان
تتسابق القنوات التونسية لتقديم مادة هزلية تختلف من الكاميرا الخفية الى السيتكومات والقلابس، وبعد ثلاثة ايام من رمضان يبدو ان التونسي منشد الى سلسلتين الاولى: «حجامة» على الوطنية و الثانية «بوليس» على التاسعة كلاهما سلسلة هزلية ناقدة و»ضامرة»، تضحك وتدفع المتفرج للتفكير والبحث، في كلا العملين مجموعة من ابرز الوجوه الدارمية والمسرحية في تونس.

بالنسبة للوطنية حققت نسبة 22.7 ٪ من نسب المشاهدة الجملية ومن بين سلسلاتها «الحجامة» وهو عمل من اخراج زياد ليتيم بطولة وجيهة الجندوبي و بيكا وريم الحمروني و سماح السنكري وسليم عاشور.

منذ الجنيريك يعرف المشاهد ان الاحداث تدور في قاعة للحلاقة، صورة جميلة، ومع أغنية الجنيريك «انا ماذبية نعيش بكيفي في حرية» تكون معدات الحلاقة، حلقتان لكل واحدة منهما موضوعها الاول «كاستينغ» تحدثت عن العنوسة ونقدت فكرة التهافت على الزواج ونقدت أيضا ما تفعله النسوة عند قاعات الحلاقة لتغيير مظاهرهن من أجل اصطياد «راجل» في الحلقة الاولى مواضيع مختلفة اولها نقد فكرة المجتمع للزواج وكيف تؤثر على العائلة على الفتاة وتجبرها على البحث عن زوج مخافة نعتها بالـ «العانس» فالعنوسة اشد وطئا من الزواج الفاشل عند بعض العائلات، في الحلقة الاولى تستحضر صاحبة قاعة الحلاقة اسماء بعض الفنانين والممثلين صلاح مصدق وصلاح مصباح وكأنها تسال اين هم اليوم من المشهد الثقافي التونسي، كما نقدت «الحجامة» في حلقتها الاولى سياسة الزيادات والمطلبية المستمرة من قبل بعض النقابات.

والحلقة الثانية موضوعها التسفير، منذ الحلقات الاولى تظهر وجيهة الجندوبي مختلفة، مضحكة، تلبس الالوان الفاقعة، شعرها أصفر وجيهة كعادتها تضحك المتفرج متى شاءت، ممثلة لها القدرة على تقمص شخصيات مختلفة تتماهى مع الشخصية وتضفي عليها من روحها القليل من الضحك والضمار، وجيهة ممثلة مسرحية يعرفها جمهور المسرح، ممثلة ضحوك لها طريقتها في الإقناع ثم ريم الحمروني التي بدت مختلفة في السلسلة تتحدث بلهجتها القابسية، بدت ساذجة وبسيطة اقنعت المتفرج انها حقا حجامة بسيطة التفكير و «نسناسة» تسال على خصوصيات الجميع، في الحلقة الثانية بكت بكاءا مريرا يؤثر في المشاهد وفجأة انقلب البكاء ضحكا هستيريا وتلك هي ميزة ريم الحمروني ممثلة قادرة على تقمص شخصيات مختلفة ممثلة تبكيك وتضحكك في الان ذاته.

السلسلة الثانية التي تابعها قرابة 7 ٪ من الجمهور التونسي هي «بوليس حالة عادية 0.4» في جزئها الثالث تبث على قناة التاسعة التي تمكنت من تجاوز نسب مشاهدة الوطنية وحققت 24.9 ٪، بوليس حالة عادية للمخرج الشاب مجدي السميري في الجزء الثالث اصبح مألوفا عند العائلة التونسية، سلسلة تضحك وتحير أيضا جمع فيها المخرج ثلة من الممثلين الكوميديين التونسيين، «بوليس» جمع الرباعي كمال التواتي و لطفي العبدلي والشاذلي العرفاوي وريم بن مسعود، بوليس حالة عادية في جزئها الثالث اصبح عم رشيد و عمار ورجب وهيفاء جزءا من سهرة العائلة التونسية، سلسلة تغوص في بعض جزئيات رجل البوليس وتنقل بصورة كاريكاتورية ما يعيشه الأمني ويعايشه أثناء عمله، في بوليس حالة عادية الكثير من الكاريكاتور والنقد والضحك جميعها قدمت بتقنيات مميزة على مستوى الصورة، صورة جميلة تشد المتفرج، بوليس حالة عادية في جزئها الاخير ميزتها ان لكل حلقة موضوعها، بالإضافة الى وجود ضيوف شرف في كل حلقة حتى لا يسأم المشاهد السلسلة.

جمع «بوليس حالة عادية» بين ضخامة جسد رجب و بساطة تفكيره (الشاذلي العرفاوي)، مع خفة روح عمار (لطفي العبدلي) وادعائه المعرفة المطلقة وهدوء هيفاء (ريم بن مسعود) العقل المدبر في السلسلة وصعوبة عم رشيد (كمال التواتي) رجل الامن ذو 25سنة خبرة الذي يريد ان يظهر انه العليم بكل تفاصيل مهنته، جميعها ميزات احدثت الفارق في السلسلة التي يتابعها التونسي منذ ثلاثة أعوام.

كلا السلسلتين وحسب ما يتداوله متابعو الدراما التونسية على وسائل التواصل الاجتماعي و «السوسيال ميديا» تمكنتا من شد انتباه جزء من المتفرج التونسي عملا بمقولة التونسي يحب الضحكة.

ممثلين في أكثر من عمل؟ هل سينجحون؟
تتسابق المسلسلات لشد انتباه المتفرج، ولكل عمل ابطاله وكل المخرجين تقريبا يراهنون على اسماء بذاتها يرون فيها مقومات نجاح المسلسل، من يتابع المسلسلات الرمضانية للعام 2017 في حلقاتها الاولى سيشد انتباهه وجود ممثلين في ادوار رئيسية في اكثر من عمل، حينها سيطرح السؤال هل سينجحون؟ سؤال وحدها بقية الحلقات كفيلة بلإجابة عنه.

ومن الممثلين اللذين يسجلون حضورهم في اكثر من عمل نشير الى الممثلة وجيهة الجندوبي التي يتابعها المتفرج التونسي في رمضان هذا العام في ثلاثة ادوار رئيسية ومختلفة، من « زينب» في الدوامة، فتاة فاتها سن الزواج ولم تتزوج ضحت بسنوات عمرها لرعاية شقيقيها وحماية ممتلكات عائلة القادري، يلحظها المشاهد منذ الحلقات الاولى أمراة قوية، لها شخصيتها القوية وذات سلطة على اخوتها وبنات اخيها تبدو متسلطة و طيبة في الحين ذاته، من «زينب في دوامة الوطنية الى المحامية «ليلى» في مسلسل «فلاش باك» في جزئه الثاني، في دور المحامية بدت شخصية أخرى ومختلفة، وجيهة الجندوبي بلوك جديد وشخصية أخرى تبدو أكثر هدوءا ورصانة كما يتطلب الدور، ويتابعها المشاهد ايضا في دور رئيسي في «الحجامة» على الوطنية، سلسلة هزلية مارست فيها وجيهة كل قدراتها على الهزل والكاريكاتور وبدت وكأنها على الركح تقدم مسرحية العفشة، وجيهة الجندوبي تشارك في ثلاثة اعمال فهل ستنجح في الرهان؟.

ممثل آخر نجده بطلا في عملين اثنين، هو الكوميدي لطفي العبدلي يجده المتفرج في دور «الصادق المحواشي» في فلاش باك، رجل اعمال فاقد للذاكرة، لطفي العبدلي ابدع ومنذ العام الفارط في تقمص دوره، فهو رجل لاذاكرة له، تائه لا يعرف ماضيه ولا أصدقاءه ولا ماذا يفعل، توهان شخصية الصادق المحواشي بدا على محيا لطفي العبدلي من خلال حركاته البطيئه وشروده وعدم قدرته على تجميع المفردات، وكما الذاكرة المهترئة كانت حركاته، العبدلي في فلاش باك اثبت انه قادر على تقمص ادوار مخالفة للكوميديا واقنع مشاهديه العام الفارط فهل سينجح هذا العام في فلاش باك؟، العبدلي نجده ايضا في مسلسل في دور «عمار» في سلسلة بولييس، عمار يختلف كثيرا عن لطفي العبدلي الكوميدي على الركح ففكاهة عمار أكثر اتزانا ومسيطر عليها من قبل بقية الممثلين ولا حرية مطلقة كما الركح، دور مختلف عن «فلاش باك» وكلاهما يؤكد قدرته على تقمص شخصيات مختلفة تجمع الكوميديا والتراجيديا.. أدوار حطمت الصورة التي يعرفها التونسي عن العبدلي.

مريم بن مامي في شخصية جديدة ...
ممثلة عرفها لجمهور في مسلسل مكتوب، في كل ادوارها كانت المرأة الجميلة، «بنت العايلة» الغنية و الجميلة، مريم بن مامي يجدها المتفرج في دراما 2017 في دور مخالف، نشاهدها امرأة مطلقة أم لطفلتين ، تهرب الى الخمرة والمخدرات علها تنسى واقعها، دور جديد هل ستنجح فيه مريم بن مامي؟

فنانات ممثلات؟
لبنى نعمان وياسمين عزيز في الدراما التونسية
للفنانات حضورهن في دراما 2017، ربما حضور شرفي لحلقات معدودات ولكنه مؤثر في احداث الحلقات الاولى، اذ نجد الفنانة لبنى نعمان في مسلسل فلاش باك، هي ابنة لرجل اعمال سجين، تحاول بكل الطرق الاطاحة ببعض الملفات التي قد تنقذ والدها، لبنى نعمان بدت متقنة لدورها، تشد الانتباه فلتعابير وجهها تأثير واضح المعالم ولحركات يديها رسائل وشيفرات، لبنى نعمان أثبتت أنه بإمكانها التمثيل لو تركز قليلا على نبرة صوتها فصوتها لا يتماشى مع متطلبات الدور.
الفنانة الثانية، فنانة عرفها المتفرج رقيقة هادئة لعزفها وقع البلسم على الروح، ياسمين عزيز نجدها في الحلقة الثانية من فلاش باك عازفة كمنجة ايضا ولكن لحضورها وقع الدهشة فياسمين تلك العازفة الرقيقة التي لا تتقن جيدا اللهجة التونسية يجدها المتفرج في دور زعيمة عصابة؟ وتتحدث جيدا اللهجة التونسية وتستعمل لهجة «الحوم» قد يكون دليلا على ذكاء من اختار الشخصية لهذا الدور لأنها شخصية تبقى في الذاكرة حتما.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115