لأول مرة: عرض «سفر» لعماد العليبي يسافر إلى الأراضي الفلسطينية

عرض اختصر فيه كل ما استفاده من سفره الطويل ولقائه بموسيقيين وثقافات متنوعة جعلته ينتج عرضا يفلت من التحديد، يمزج بطريقة عجيبة بين البدوي والروك والإلكترو وغيرها من الموسيقات التي ولدت إيقاعات فريدة اختصرت الجغرافيا ومحت الحدود، ويوم 5جوان سيكون السفر الى فلسطين .

يشارك الفنان التونسي عماد عليبي عازف الايقاع في جولة فنية ستقام بفلسطين من 5 الى 15 جوان، العليبي سيسافر الى فلسطين صحبة توأمه الموسيقي عازف الكمنجة زياد الزواري ومجموعة «سفر» وأركستر ادوارد سعيد تحت قيادة المايسترو سهيل خوري.

«سفر».. فكرة فحلم عالمي
هو عماد العليبي اصيل مدينة المكناسي من ولاية سيدي بوزيد عازف ايقاع يقول عن ذاته «تعلمت الايقاع بطريقة عفوية ففي مناطقنا وثقافتنا الافريقية والمتوسطية نتعلم الايقاع بطريقة شعبية، ثم درست الانقليزية في «بورقيبة سكول» وفي 2001 سافرت الى فرنسا ومن هناك انطلقت التجربة».

تجربته الموسيقية انطلقت بالعزف الى جانب اشهر عازفي العالم، انطلقت جولاته الفنية ومن رحمها ولد عرض سفر.

وأكد عماد العليبي ان «سفر»، عرض موسيقي هو نتاج لجولة في اكثر من 35دولة، في «سفر» تستمع الى الموسيقى التركية والهندية وكل النغمات المغاربية والمتوسطية في عرض واحد، في «سفر» تستمتع بالبونوارة صحبة الموسيقى الالكترونية، عن «سفر» يقول العليبي «هو رحلة موسيقية وبحث في علاقة الايقاعات الشرق متوسطية وموسيقى المتوسط بالجذور وتحديدا موسيقى الاتراك والهنود والفرس».

وأشار ان البداية كانت بحثا موسيقيا ثم «خامرتني فكرة البوم «سفر»، البوم حاولت أن اقدم فيه رحلة الخمس وثلاثين دولة في ألبوم واحد صدر في 2014 في انقلترا ومنتجه عازف القيتارة العالمي Jasin adams وقد وجد نجاحا في بريطانيا وفرنسا ثم المغرب والبرتغال ومصر».

ويضيف العليبي بدأنا بتجربة ايقاع مع Zé luis nasciemento، ثم مع زياد الزواري الصديق والاخ الوفي ، في الالبوم حاولنا ان نقدم الاساليب والتجارب التي تأثرنا بها وأثرت فينا خطوة جريئة لأنه من الصعب جمع انماط متعددة في مقطوعة واحدة في «سفر» تسمع البلقاني والهندي والشرقي والتونسي والبرازيلي جميعها ايقاعات مختلفة تعايشها في العرض الواحد» و»سفر» هو موسيقى تصويرية لاكتشاف العالم العربي بطريقة مغايرة كما قال منتج الالبوم جامس ادامس، وسبق لعرض «سفر» ان كان في مهرجان الحمامات الدولي في صائفة 2015، ثم قدموا عرضا في مهرجان قرطاج الدولي في صائفة 2016، مع جولات في دول عديدة وستكون الرحلة هذه المرة الى بلد عشقه عماد العليبي وحياه في اكثر من عمل هو دولة فلسطين.

«سفر»... سيسافر بنا إلى الحرية
«سفر» هو خلاصة لعديد السفرات التي قام بها عماد العليبي وزياد الزواري والتي ناهز عددها الخمسين بلدا، فقد حاولا في هذا المشروع أن يقيما جسرا للتواصل بين الثقافات والحضارات، «سفر عنوان للتسامح فوحدها الموسيقى قادرة على توحيد الشعوب ونبذ التفرقة ولها القدرة على تجاوز الازمات» كما يقول عماد العليبي قبل كل عرض.

والعرض هذه المرة جد مختلف في مكان له قدسيته وجماله ولجمهوره ميزة خاصة، «سفر» العرض الحلم سيتجول في القدس ورام الله وأريحا ونابلس وبيت لحم وبذلك تكون فلسطين الدولة رقم 60 التي يسافر اليها سفر محملا بموسيقى حالمة موسيقى تدعو الى الحب وتبث رسائل التسامح والأمل، «سفر» في فلسطين فرصة اخرى ليؤكد العليبي ان التونسي يساند القضية الفلسطينية اينما كان والفنان حمّال رسائل تدعو الى السلم اينما وجد.

وأشار العليبي انّ لسفره الى فلسطين رمزية كبرى بحكم مساندته للقضية وفرصة لتقاسم واقع الموسيقيين الفلسطينيين الذين يواجهون صعوبات يومية بحكم الاحتلال مضيفا أن هذه الجولة ستسمح له وللموسيقيين الذين يرافقونه بربط علاقات مع الشبان الفلسطينيين الذين سيشاركون في الورشات التي سيتم تنظيمها بمعهد إدوارد سعيد على هامش العروض، وهو ما اعتبره العليبي ايجابيا.

و يمثل عماد العليبي الجيل الجديد من الموسيقيين في المغرب العربي والشرق الأوسط الذي يجمع في موسيقاه بين الهويات التقليدية المنغرسة في الواقع وبين منتجات التكنولوجيا الحديثة ،هو شباب امن بالموسيقى فاتخذها دينه وديدنه وأداته للتعبير عن مواقفه وارائه..
وفي هذا السياق ينضوي الموسيقي الشاب عماد العليبي عازف الإيقاع ضمن هذا التمشي وهو بعمله «سفر» يكتب ملحمة رائقة بين الأصوات يرتد فيها صدى روح الثورات يرفرف بإيقاعات صوفية مدوية بهيئة بربرية ويصاحبه في صياغة هذا التصور زياد الزواري الذي يلقي بكمنجاته العواطف والانفعالات الشرقية من خلال التوزيعات الموسيقية الفنية لستيفان بوياش مدعومة بدفقة دقيقة من الموسيقى الإلكترونية.