طريق الجنّة: الخوف والانكسار

• في القرآن الكريم:

ورد لفظ الخوف في القرآن في نحو خمسة وستين موضعاً، وجاء بصيغ مختلفة؛ فمرة يرد بصيغة الاسم كقوله تعالى:فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ومرة يرد بصيغة فعل أمر كقوله تعالى: وخافون إن كنتم مؤمنين كما يأتي بصيغة الفعل المضارع كقوله تعالى: ليعلم الله من

يخافه بالغيب وقد يرد هذا اللفظ مضادا للأمن في مثل قوله سبحانه: ويرجون رحمته ويخافون عذابه.

• في الحديث النبوي:
ورد لفظ الخوف في العديد من الأحاديث النبوية وبعدة معاني؛ منها قوله صلى الله عليه وسلم «من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة». وقوله صلى الله عليه وسلم :«لا يدخل النار من بكى من خشية الله» وقوله كذلك : «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا».

• أقوال العلماء في الخوف:
- محمد بن عبد الجبار النفري « الوجل والفزع والهلع والخشية والهيبة والإشفاق والحزن وما يجري مجراها: أسماء للخوف على حكم ما تتخصص به معانيه التي يتعلق بها، وإنما يرق الخوف في معرفة من المعارف فيسمى خشية مما يشبه أسماء الرقة، ويجفو الخوف في معرفة من المعارف فيسمى خوفا روعا هلعا أو غير ذلك مما يشبه أسماء الخوف»
- الحارث المحاسبي : «الخوف هو انكسار في الباطن يكسر الظاهر عن الانبساط، وأوله قلق وثانيه كمد».
- أبو علي الدقاق: الخوف على ثلاث مراتب : فالخوف من شرط الإيمان قال تعالى: وخافون إن كنت مؤمنين (آل عمران 175)، والخشية من شرط العلم قال تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء (فاطر 28)، والهيبة من شرط المعرفة قال تعالى: ويحذركم الله نفسه

(آل عمران 28)
- الشيخ أحمد بن عجيبة الحسني : الخوف على قسمين : خوف العوام وخوف الخواص؛ خوف العوام من العقاب والعذاب، وخوف الخواص من القطيعة والحجاب .
- أبو القاسم الحكيم : «من خاف من شيء هرب منه، ومن خاف من الله عز وجل هرب إليه»
- الحسين بن منصور: «من خاف من شيء سوى الله عز وجل أو رجا سواه أغلق عليه أبواب كل شيء، وسلط عليه المخافة، وحجبه بسبعين حجابا أيسرها الشك، وإن مما أوجب شدة خوفهم فكرهم في العواقب، وخشية تغير أحوالهم، قال تعالى :وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون (الزمر 47)، وقال كذلك: قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهو يحسبون إنهم يحسنون صنعا (الكهف 104) فكم من مغبوط في أحواله انعكست عليه الحال ومني بمقارنة قبيح الأفعال فبدل بالأنس وحشة، وبالحضور غيبة».

- الإمام أبو حامد الغزالي: «الخوف من المعصية خوف الصالحين، والخوف من الله خوف الموحدين والصديقين وهو ثمرة المعرفة بالله تعالى».
- أبو علي الدقاق : «دخلت على الإمام أبي بكر بن فورك عائدا فلما رآني دمعت عيناه، فقلت له :إن شاء الله يعافيك ويشفيك. فقال لي: تراني خائف من الموت ؟ إنما أخاف مما وراء الموت !!».
- الشيخ إبراهيم القرميسيني : الخوف إذا سكن القلب أحرق الشهوات فيه، وطرد عنه رغبة الدنيا وبعد عنها .
- الحارث المحاسبي: «التخويف ينال بالفكر في المعاد، والفكر ينال بالذكر، والذكر بالتيقظ من الغفلة ... وقد يخطر الله عز وجل بقلب العبد المؤمن من غير تكلف، إذا أراد أن يتفضل عليه بذلك وإن لم يخطر بباله لم يكن العبد عنده معذورا بتركه التكلف للتخويف، كما

أمره أن يخوف نفسه، لأنه أمره بالفكرة في المعاد».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115