دار الثقافة ابن رشيق: إحياء الذكرى الخامسة لرحيل الهادي قلة

كان صديق المهمّشين والمفقّرين والمنسيين، صديق البسطاء والكادحين ونصير القضية الفلسطينية، وافته المنية منذ خمسة أعوام ولكن العظماء لا يموتون وتبقى اصواتهم وان خفتت أجسادهم وبمناسبة

الذكرى الخامسة لوفاته يكون الموعد مع الموسيقى فالفنانون تبقى أغانيهم شاهدة على مقاومتهم ونضالهم لفرض الاغنية الملتزمة كلمة ولحنا.

ولان الهادي قلة كان نصير المفقرين والمهمشين وصوت للتونسيين الصادحين بالحلم والحرية سيكون الموعد اليوم الخميس 25ماي 2017 بدار الثقافة ابن رشيق مع فعاليات احياء الذكرى الخامسة لرحيله ويشرف وزير الثقافة على الحفل الاحتفالي ويكون الموعد بداية من الخامسة مساء مع معرض وثائقي حول الهادي قلة فكلمة لوزير الثقافة ثم شهادات يدلي بها مثقفون ومبدعون اصدقاء الهادي قلة وهم الاستاذ الجامعي صلاح عبيد و المسرحي نور الدين الورغي و السيد رضا بن سليمان.

يليها فقرة موسيقية اولى تقدمها فرقة اجراس بقيادة عادل بوعلاق وبمشاركة الفنان جمال قلة، سيغنون للهادي قلة وسيغنون اغنيته الاشهر تلك التي كتبت في ظروف خاصة، اغنية لازال يرددها الشباب في حديثهم عن الهجرة وفراق الوطن بحثا عن العمل في مكان آخر، في دار الثقافة ابن رشيق سيغنون
ّ

بابور زمّر خش البحر
عطى بالظهر
لارض الوطن عز الوكر
بابور زمّر خش الغريڤق
سالك طريق
ﭬدا أرض غربة تشيح الريڤق
عاطي بظهره لوجه الصدي

وفي تعليق عن الاغنية كُتب ان... الحكاية بدأت في فرنسا عام 1972 ايام المد الطلابي وانقلاب قربة على اتحاد الطلبة وظهور الهياكل النقابية المؤقتة التي نشطت في باريس كما في تونس والتي تحولت الى حالة ابداعية في جميع ميادين الفكر والثقافة وكان من تجلياتها الابداعية هذه الاغنية الرائعة التي ستذكرها الاجيال...لفنان الشعب الهادي قلة.

وتتواصل فعاليات الذكرى الخامسة مع شهادات يدلي بها مثقفون ومبدعون اصدقاء الفنان الراحل وهم الاذاعي الحبيب بلعيد والمسرحي حمادي دخيل و الاستاذ الجامعي المنجي بورقو وسليم قلة..

والهادي قلة فنان ملتزم اخذ حبه للموسيقى والغناء من أبيه حسن قلة الذي كان من أبرز المنشدين للمقامات التونسية، إذ كان منشدا في المدائح والأذكار في نهج الطريقة السُّلامِيّة، نسبة إلى الشيخ عبد السلام الفيتوري، بالإضافة إلى إلمامه بالموسيقى الشرقية والموشحات والأدوار. فكانت انطلاقة الهادي قلة في الموسيقى منذ فترة الدراسة الثانوية في إطار مجموعات موسيقية للشباب في مدينة تونس، وقد طوّر خلال ذلك عزفه على آلة العود. وبالإضافة إلى ذلك فقد شارك منذ أواخر الستينات في أعمال مسرحية وسينمائية.

أما مشواره الفني في التلحين والغناء فقد بدأه خلال السبعينات وهو ما يزال طالبا بفرنسا، وغنى لأول مرة بتونس عام 1977 في سهرة الشعر العربي على ركح مسرح قرطاج الأثري في عرض تميز بمشاركة الشاعرين الراحلين محمود درويش ونزار قباني. وكان يغني بمدرجات الجامعات وفي التظاهرات الطلابية في أوائل مشواره، ولكن سرعان ما اهتمّت بعمله العديد من الجمعيات العربية والفرنسية وأطراف مختلفة من عالم الفن والثقافة.

وهكذا شارك الهادي قلة في العشرات من المهرجانات المخصصة للجاليات المهاجرة كما في المسارح والمهرجانات الفنية في فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وألمانيا. ويمكن القول بأن تجربة الهادي قله الفنية كان لها أثر فعال في ظهور عدد من المغنين والمجموعات الموسيقية في تونس، من بينها محمد بحر وتوفيق المستاوي والزين الصافي والأزهر الضاوي وفرق ملتزمة عديدة من بينها البحث الموسيقي وعشاق الوطن. وقد غنى الهادي قلة بالعربية وبالدارجة عديد القصائد لشعراء من بينهم أبو القاسم الشابي والمولدي زليلة ومحمود درويش وبلند الحيدري وإيليا أبو ماضي وسميح القاسم ... كما أدى أغاني الشيخ إمام وسيد درويش.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115