مع نجم عبد الله كاظم الذي زار بلادنا مؤخرا وشارك في فعاليات الملتقى الأدبي للجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل كان لنا الحوار التالي:
• بداية ماذا يمكن أن نعرف عن مسيرتك في الحياة ؟
د. نجم عبد الله كاظم أديب وأستاذ جامعي عراقي أصيل بلدة يهرز بمحافظة (ولاية) ديالي ومقيم في بغداد أين ادرس في جامعتها وأنا مختص في الأدب المقارن والأدب الحديث واعمل حاليا أستاذا زائرا كذلك في جامعة اكسيتر في بريطانيا كما سبق لي أن درست في جامعات الأردن وليبيا وسلطنة عمان وحتى في جامعات عراقية أخرى غير جامعة بغداد المسائل التالية :النقد في الأدب المقارن – في نقد الرواية - في نقد النقد
• وماذا عن رصيدك في مجال الأدب والإبداع عموما ؟
في رصيدي كتب كثيرة في النقد والترجمة فمنذ عقد ونيف وأنا مهتم بموضوع «نحن والآخر في الأدب العربي الحديث» وخاصة في الرواية.ومن بين الكتب التي أصدرتها الآخر في الشعر العربي الحديث «/ فهرست الرواية العراقية / الناقد العربي وإشكاليات النقد الحديث /رواية الفتيان بين خصوصية الفن والموضوعات.
واهتمامي بهذا الجانب مهّد لي الطريق لزيارة تونس لأول مرة من خلال المشاركة في فعاليات الندوة العلمية التي أقيمت مؤخرا بمناسبة الجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل وقد أبهرتني التظاهرة والمناخ الديمقراطي الذي أصبحت تنعم به تونس بعد الثورة .
• لكن في ما أعلم أنك حصدت عديد الجوائز أليس كذلك ؟
نعم حصلت على جوائز عديدة منها جائزة «كانو» في الأدب العربي الحديث (البحرين سنة 2010) وجائزة الإبداع العربي (من مؤسسة الفكر العربي : لبنان سنة 2014) ثم جائزة خليفة التربوية (الإمارات سنة 2015) وغيرها من الجوائز وكلّ هذه الجوائز مهّمة من حيث التحفيز على مزيد العمل والتألق .
• كل ناقد تقريبا مرّ في البداية بتجارب إبداعية أفلم تكن للدكتور نجم عبد الله كاظم تجربة إبداعية مطلقا ؟
في الحقيقة كانت لي تجربة إبداعية رئيسية واحدة مارستها من اجل سبر الأغوار وهي رواية بعنوان « دروب وحشية» وذلك لأعرف كيف يشكل الروائي روايته .كان ذلك في أواخر السبعينات لأنني كنت مقرا العزم على أن أكون ناقدا للرواية ولذلك بقيت اكتبها ثم افسخ ما كتبت وأعيد الكتابة مرة أخرى إلى أن أصدرتها في العام 2007.
لكن قبل ذلك بدأت حياتي في عالم الأدب بكتابة المقال الأدبي والقصة القصيرة – ولي قصص كثيرة نشرتها في الجرائد والمجلات العراقية – لكنني وجدت نفسي ناقدا أكثر من أن أكون قاصّا
• ماذا يعرف الناقد والأستاذ الجامعي نجم عبد الله كاظم عن الأدب والأدباء في تونس ؟
يجب أن نقرّ بداية أن معرفة أبناء الكثير من البلدان العربية عن الساحات الأدبية في بلدان عربية أخرى قليلة لعوامل كثيرة ومتنوعة وبناء عليه فانا قليل الاطلاع على مجريات الساحة الأدبية هنا في تونس ولكن هذا لا يعني أنني لا اعرف الشاعر أبو القاسم الشابي باعتباره رمزا من رموز الشعر العربي الحديث أما المعرفة الحقيقية بالنسبة لي فتتعلق أساسا بالرواية التونسية بداية من المسعدي ووصولا إلى شكري المبخوت الفائز بجائزة البوكر عن روايته الطلياني وقد كنت احد أعضاء لجنة التحكيم عندما فاز هو بهذه الجائزة.
وهناك أسماء أخرى كثيرة في مجال الرواية التونسية مع أني أؤكد انه يجب أن لا ننسى في الوطن العربي أن نقاد الأدب في المغرب العربي – وخاصة تونس – لهم الفضل في إدخال الكثير من المدارس الفكرية والنقدية عبر بوابة فرنسا وتعريفنا بذلك في الوطن العربي في العقود الأخيرة
• الساحة الأدبية العراقية بعد التدخل الأمريكي وتغيير الواقع السياسي ما الذي يميزها اليوم ؟
رغم كل السلبيات التي صاحبت العدوان الأمريكي على بلادي (العراق) كانت هناك فوائد ثقافية رغم الأذى الذي لحقنا .فوائد تحصّل عليها المثقفون منها الحرية التي أتيحت للكاتب العراقي في الكتابة وفي معالجة قضايا كانت تدخل ضمن الممنوعات سابقا في مجالات الدين والجنس والسياسة. من ذلك أيضا انفتاح هذه الكتابة على التاريخ واستحضاره بغير الصورة التي كان يقدم عليها رسميا بالإضافة إلى قضايا اجتماعية ما كان الكاتب في العراق قادرا على الخوض فيها سابقا بهذا الشكل بعد أن تراجعت الممنوعات عن قلمه.وبطبيعة الحال حضر في الرواية العراقية الاحتلال بكل دمويته وعنفه وما قاد إليه من أشكال التطرف والعنف والقتل والحياة الدموية