اسئلة كثيرة قد تخامر كل من يشاهد برنامج شهر التراث الذي تحتفل به الجمهورية التونسية من 18 أفريل الى 18ماي، شهر من الاستعراضات والاحتفالات بالتراث المادي واللامادي، احتفال باللباس التقليدي وخرجة في اكبر شوارع العاصمة،كل المؤسسات التربوية تطلب من التلاميذ ارتداء الزي التقليدي، احتفال بالأكلة الشعبية وكل دور الثقافة والمؤسسات تتسابق لتقديم اجود انواع المأكولات ليقبل الجمهور ويتذوق ما لذ وطاب؟ صور على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم ماذا؟ يعود الكل الى منزله و«قيّد نشاط» وانجزوا تظاهرة، بعض الاحتفالات ادرج ضمن مشروع مدن الفنون وبعضها الاخر مرّ ككل التظاهرات؟
فهل هكذا نحافظ على التراث في بلدي؟ هل بالأنشطة الاستعراضية قد نحمي المناطق الاثرية من النهب والسرقة والضّياع؟ هل بيوم يتيم نلبس فيه الزيّ التقليدي سننقذ نساجي قصر هلال من الافلاس وإغلاق دكاكينهم؟ هل بنشاط يتيم سنحافظ على هوية البلاد وموروثها؟ كم من اموال صرفت على التظاهرات؟ اين استراتجيات وزراء الثقافة للمحافظة على التراث في الاحتفال بشهر التراث؟ الم يعلن مهدي مبروك في افريل 2013 تحديدا في اوذنة انه في ظل عامين ستصبح اوذنة ضمن التراث العالمي؟ ثم الم يضع مراد الصكلي استراتجية عمل كاملة للمواقع الاثرية والتراثية ومسالك سياحية تراثية؟ الم تتعهد الوزيرة لطيفة الاخضر بحرصها على انتهاء الاشغال في اوذنة ووعدت بتوفير 400حارس للمواقع التراثية يشرف عليهم مسؤول أمني وتعهدت بخلاص اجور موظفي المواقع؟ وهاهو الوزير الحالي يضع برنامج مدن الحضارات؟ فأين كل هذه التعهدات والوعود والاستراتيجيات؟ فاشغال اوذنة لن تنتهي بعد؟ والـ 400 حارس لازالوا ينتظرون فرصة العمل؟ و المواقع التراثية مازالت تنتظر تحرك المعهد الوطني للتراث لحمايتها فعليا من النهب والسرقة و الاعتداء البشري فهاهو «سيناغوغ» المكنين شبه مهدم وهناك قصور غمراسن تتعرض الى الاعتداءات بالبنايات العصرية و هناك برج المهدية ينتظر بعض التدخل و المواقع الاثرية في الكاف صامتة تنتظر دورها وغيرها من المواقع تشكو وتئنّ حجارتها وتنزف... حضارة منسية، ربما انجزوا انشطتهم التراثية الاحتفالية ولكن التراث مازال ينتظر «غودو» الاصلاح الحقيقي؟ ربما سيأتي؟ بعد أن أبطأ المسير.