ضوء عوني وخالد اللملومي يدخلان في إضراب جوع: نجوع لأننا نحلم، نجوع لأننا نحب الحياة

إضراب جوع ليس كغيره من الإضرابات، اعتصام ليس كغيره من الاعتصامات، «نجوع من أجل الثقافة» هو شعار تظاهرة فنية تنطلق يوم غد الاثنين بمدنين وتحديدا بحوش الفن، للمطالبة بحقهم في الثقافة والإبداع.


نجوع لأننا نحب الإبداع، نجوع لأننا نبحث عن حق أبناء الجهة في الثقافة، نجوع لأننا نريد أن نحلم وسنحلم، هكذا قال أبناء حوش الفن عن إضراب الجوع واعتصامهم بعد أن رفضت الوزارة دعم حوش الفن، وبعد عملهم لأشهر بميزانية صفر مليم وانجاز أكثر من تظاهرة تكون ردة فعل السلطة التجاهل على حد تعبير المشرفين على حوش الفن.

ظننا أن الحلم ممكن في وطنيا
كيف يمكن تأسيس فعل ثقافي حقيقي؟ كيف يمكن ترسيخ الثقافة كفعل يومي؟ وكيف يكون التعامل مع العاطلين عن الدراسة وكيف تجعل من المواطن فنانا؟ اسئلة كثيرة انبنت عليها فكرة حوش الفن لخالد اللملومي وضو عوني.

«حوش الفن» فضاء ثقافي خاص سياسته ترسيخ الثقافة كممارسة يومية، فالثقافة مثل الماء والخبز وبتاريخ الثامن عشر من ديسمبر 2016 و على الساعة العاشرة صباحا أعلن عن انطلاق الفن في حوش الفن، المشروع الذي بني على إشكالية الممارسة اليومية للفعل الثقافي والانتقال من الاحتفال المناسباتي الذي ينتهي بانتهاء التظاهرة الثقافية ليكون رهان هذا المشروع تكريس الفعل الفني و الثقافي في الحياة اليومية للمواطن لينطلق من حي شعبي وسط مدينة مدنين «الحارة» أو ما يعرف بحارة اليهود قديما .

في منزل مهجور يعود لـ300 سنة في تاريخه وضع حلم مجموعة من الفنانين .

بعد عمل شهرين افتتح الفضاء وميزته في أسماء غرفه، «دار الفن، دار السني، دار الهناء» واكد المشرفون انذاك انهم سينطلقون في العمل اليومي وبعد اشهر قليلة أصبح الحوش قبلة أبناء المدينة وقبلة الشباب والفرق المبدعة التي لم تجد فضاء يحتويها ويحتوي ابداعها وتمكن الحوش من انجاز عرض «بنت الحوش».

ولكن للمشروع مشاكل عديدة اولها تجاهل وزارة الثقافة التي وعدت بدعم الفضاء ضمن الدعم الاستثنائي للفضاءات الخاصة في اطار برنامج مدن الفنون ثم تجاهلت الحوش وتجاهلت وعودها.

وفي تصريح لـ«المغرب» أفادنا المدير الفني لفضاء «حوش الفن» خالد اللملومي أن وزارة الثقافة لم تكن وفية لوعودها فيما يخص برنامجها الخاص بالدعم الاستثنائي للفضاءات الخاصة والتي أعلنته في سبتمبر 2016 بالإضافة إلى برنامج «مدن الفنون» والخطة الوطنية لمناهضة الإرهاب حيث أنها لم تتجاوب لا بالنفي ولا بالقبول مع أي برنامج يقدمه الفضاء من أجل دعم المشاريع الفنية التي نظمها المشروع في إطار هاته البرامج ، و هي الوضعية نفسها التي تعانيها مختلف الفضاءات الخاصة في مختلف الجهات الداخلية، متسائلا «تحبونا نخدموا؟ مالا علاش الضغط والتجاهل؟».

نجوع نعم، ولن نساوم
نجوع من أجل الثقافة، نجوع لنفتك حقنا في الحلم، نجوع لأننا نريد أن تكون مدينتنا مدينة للثقافة، نجوع لاننا نحب مدنين ونحب ان نمارس الثقافة هنا في مدنين، نجوع لأننا نريد حقا تطبيق مقولة لامركزية الثقافة ولا نكتفي بالشعارات الرنانة، هكذا يجيب أهل الحوش حين يسالون عن سبب إضراب الجوع.

و«نجوع من أجل الثقافة» هو رد احتجاجي على تجاهل وزارة الثقافة اذ دخل المؤسسون لفضاء حوش الفن في إضراب جوع مفتوح منذ الخميس و اعتصم ضو عوني داخل مندوبية الثقافة بمدنين على أن ينطلق مهرجان «الجوع و الثقافة» الإثنين 8 ماي ببرمجة عروض فنية في حوش الفن و الفضاءات العمومية.

هو اضراب جوع يختلف عن غيره ففي البرنامج موعد مع العرض الفني «بنت الحوش» اخراج خالد اللملومي، العرض الذي يجمع كل الفنون على الركح.

وتضامنا مع فكرة الحق في الثقافة يكون لابناء الحارة لقاء مع الفنان المتمرد ياسر الجرادي الذي سيغني لمدنين وللحوش مناصرا فكرة لامركزية الثقافة.

وتشارك في المهرجان مجموعة البحث الموسيقي ويقدم نبراس شمام الذي كان ضيف حفل الافتتاح منذ اشهر مجموعة من اغانيه المناصرة للحق و في الحوش سيغني نبراس شمام أغنية هيلا هيلا يا مطر التي سبق وان تفاعل معها جمهور الحوش.

أسبوع من الثقافة البديلة والمقاومة أسبوع من الرقص والغناء أسبوع احتجاجي فني ضد تجاهل الوزارة لصرخات الفضاءات الخاصة و، أسبوع احتجاجي مختلف عن غيره من الاحتجاجات، احتجاجات وقودها الموسيقى والرقص و الفن المقاوم، اسبوع من النشاط الثقافي دون دعم الوزارة ولا المندوبية فقط إيمان اهل الفن بضرورة اكتساح الفنون لجميع المدن والقرى فالثقافة ليست مجرد ساحات و «رخامة» يكتب عليها «مدن الفنون» وانما فعل يومي متواصل يرسخ ثقافة القرب و الحياة.

أسبوع من الثقافة والاحتجاج شعارهم «اعطني خبزا ومسرحا أعطيك شعبا عظيما، نحن قوم لا نتسول، نقاوم، نفتك، نبدع، حتى وان كلفنا ذلك اجسادنا، ولنفترض موت الاجساد، عليكم بمقاومة الفكرة والفكرة اشد من القتل»

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115