الشاشة القصيرة: فيلم «خنقتونا» لزياد حداد... الكاميرا صوت الحق

كيف توثق السينما للحقيقة؟ ما دور السينما الوثائقية في الكشف عما تخفيه السلطة الرسمية أو تحاول بعض القنوات تجميله وتزيينه؟ كيف للكاميرا ان تكون صوت الحق وتكون عين السينمائي دليل المتفرج الى وقائع ربما لم يعرف حيثياتها؟ أسئلة كثيرة اجاب عنها الفيلم الوثائقي «خنقتونا»

لزياد حداد ضمن فعاليات اليوم الثاني لملتقى سينما الجنوب.

«خنقتونا» فيلم عما عاشته جربة في جويلية 2014، فيلم نقل للجمهور نوعية جديدة من الاحتجاجات، فهم لم يحتجوا للمطالبة بالشغل كما عهدنا وانما احتجوا للعيش في بيئة نظيفة، في جزيرة جربة تنقلت كاميرا زياد حداد ورصدت الاحداث ووثّقت لماعاشته الجزيرة ثم كتب السيناريو وبني الفيلم، فيلم يكشف قدرة السينما على التوثيق وابراز الحقيقة الى المتفرج، فالسينما ليست للمتعة او الترفيه وانما اداة نضال وكشف عن حقائق تحاول السلطة تعتيمها او تزيينها.

«خنقتونا» فيلم عن الحق في الحياة والحق في العيش في بيئة نظيفة، منذ الجنيريك يشاهد المتفرج ويستمع إلى مجموعة من المتناقضات، موسيقى العود الرقيقة ومعها صور للأكياس البلاستيكية واكوام القمامة المتراصة و صوت بديعة بوحريزي يغني ويقول «شفتوش الديمقراطية» لتمرر صور لبقايا الرصاص و الحرق والعنف، وتقول «العزوز هاززها الواد وهي تقول العام صابة»، متناقضات كثيرة قام عليها الجنيريك لينقل تناقض السلطة أحيانا في تعاملها مع الاحتجاجات والمطالب الاجتماعية.

تتواصل جولة كاميرا زياد حداد وحسام عكروت لتنقل صور المحتجين والغاضبين بسبب غلق مصب قلاّلة « والوالي اساسا هو المتسبب في تلك المشاكل لان قرار إغلاق المصب لم يخدم مطلقا مصلحة الشعب ولم يكن حريصا على لا على التنمية ولا على النظافة ولا السلم الاجتماعي في جربة» على حد شهادة المحامي والناشط في المجتمع المدني مهدي بن حمودة.

في جزيرة جربة خرج المواطنين محتجين صارخين ومطالبين بحقهم في رفع أكداس القمامة بعد أن اختنقت الشوارع لغلق «مصب قلالة» فجوبهوا بالة قمعية، جوبهوا بالضرب والقمع ويقول أحد شهود العيان في الفيلم:

«يوم 12جويلية 2014 يوم لن يمحى من ذاكرتي، انطلقت الاحتجاجات ويومها وأثناء مواكبة الأحداث شاهدت العنف الذي مارسه البوليس على المحتجين، ظلم وسب وشتم واعتداءات عنيفة، لحدّ أن وضع احدهم سلاحه في ركبتي وتوجه الي بالقول (اتريد ان تقضي بقية عمرك معوق» هذا ما جاء في شهادة الصحفي نبيل بن وزدو الذي اضاف «يومها عرفت معنى كلمة إرهاب الدولة لانني عشت الحكاية».

في قاعة المركب الثقافي بتطاوين كان الموعد مع فيلم «خنقتونا» الفيلم الذي أهداه صاحبه إلى من أوقفوا وحوكموا بالسجن لأنهم خرجوا واحتجوا مطالبين بحقهم في العيش في بيئة نظيفة.

خنقتونا لزياد حداد فيلم وثائقي وثّق لحقائق عديدة تلك التي عاشتها جزيرة جربة في جويلية 2014، فيلم ينادي بجملة من الحقوق ويقدم الحقيقة دون تزييف او تجميل، فيلم ينادي بالحق في الحياة ويؤكد أن الشباب التونسي مبدع، مؤمن بقضيته وحقه في الحلم في وطنه، فيلم هو صرخة تونسي أراد أن تكون الكاميرا صوتا للحق وكأنه مقولة درويش:

وَنَحْنُ نُحِبُّ الحَيَاةَ إذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ
وَنَفْتَحُ بَابَ الحَدِيقَةِ كَيْ يَخْرُجَ اليَاسَمِينُ إِلَى الطُّرُقَاتِ نَهَاراً جَمِيلاَ

نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ

وَنَنْفُخُ فِي النَّايِ لَوْنَ البَعِيدِ البَعِيدِ , وَنَرْسُمُ فَوْقَ تُرابِ المَمَرَّ صَهِيلاَ
وَنَكْتُبُ أَسْمَاءَنَا حَجَراً ’ أَيُّهَا البَرْقُ أَوْضِحْ لَنَا اللَّيْلَ ’ أَوْضِحْ قَلِيلاَ
نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلا..

وفي جربة هناك شباب يعشق الحياة ويبحث عن السبل التي توصله الى حلمه وفيلم زياد حداد عنوان للحقيقة وابراز ماعاشته جربة اثناء احتجاجات 2014 تاكيد لمقولة ان السينما وثيقة تاريخية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115