الشاذلي القرواشي الفائز بجائزة مصطفى عزوز لأدب الطفل لـ«المغرب»: الرابط وثيق بين الشاعر والطفل وفوزي بالجائزة العربية دليل على تميز الأدب التونسي

تم أمس الإعلان عن الفائزين الثلاثة بجوائز مصطفى عزوز لأدب الطفل بالنسبة لهذا العام 2017 وقد كانت الجائزة الأولى من نصيب الشاعر والقاص التونسي الشاذلي القرواشي الذي كان لنا معه الحوار التالي:

• كيف كان شعورك عندما علمت بفوزك بالجائزة الأولى وهل كنت تنتظر هذا الفوز ؟
حالما تم الإعلان عن النتائج وتم تتويجي بهذه الجائزة التي انتظرها منذ أشهر عديدة بعد أن تقدمت إلى المسابقة بقصة « القلادة» شعرت بفرحة كبيرة نظرا لأهمية هذه الجائزة خاصة من الناحية المعنوية فقد سبق أن فاز بها عديد الأدباء المرموقين سواء من تونس أو من العالم العربي وكنت اعلم أن المنافسة ستكون شديدة بين المتراهنين عليها فهي تحظى بانتشار إعلامي مهم وتمكن الفائز من الإسهام في انتشاره عربيا لذلك فان الفوز بها يدخل في خانة تأكيد أن الأدب التونسي يمر بمرحلة خصبة وينفتح على أفق عربي رحب ويمكن له أيضا المنافسة على مستوى عالمي وانأ من وجهتي واع بالمرحلة التي يمر بها البلاد وان كان هناك تعثر على المستوى الاقتصادي فان مساحة الحريات التي أتيحت للأدب خاصة والفن عامة من شانها أن تحرر المبدع من الداخل وتمكنه من تفجير مخزونه الإبداعي الداخلي وترفع سقف الحرية المطلوبة و التي من دونها لا يمكن للأدب الوصول إلى ذروته لذلك فان فوزي بالجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل لهذا العام دليل على تميز الأدب التونسي الذي يطمح إلى بلوغ مستوى متقدم دوليا.

• لمن ما زال لم يقرأ هذا العمل ماذا تقول له عن قصة «القلادة» ؟
«القلادة» هي قصة قاربت من خلالها عديد المواضيع الاجتماعية والنفسية والفنية والحقيقة لا يمكن لآي كاتب أن يتحدث عن عمله بكل دقة لان هذا الأمر من شغل النقاد ولعل اقرب ما يمكن أن استدل به قولة الشاعر الراحل نزار قباني عندما سئل عن أعماله قال « أنا أحسن من يرسم الكلمة واسوا من يفسر كيمياء الكتابة « لان الشخص لا يمكن أن يكون على الشرفة ويرى نفسه مارا في الطريق في أن معا. فالمبدعون يكونون دائما في حالة تشوف لما ينطق به الناقد بعد استغراق العمل قراءة وتأملا ولكن بودي أن أتحدث في مسألة خاصة حفت بظروف كتابة هذه القصة فمنذ أشهر كنت في مكتبي بالإدارة ودخل علي رجل يدعى الهادي كرومه وهو حرفي في فن الجواهر ولديه رؤيا فنية واضحة في مجال اختصاصه في مدينة المهدية وقد تجاوز الخمسين من عمره وكانت له بعض الشؤون الإدارية خاصة به وبعد أن أتم ما قدم من اجله اخبرني بأنه من أرباب حرفة الحلي وقد جاء إلى العاصمة من اجل ترسيم عمل مبتكر لدى جمعية حقوق المؤلفين وقد أخبرته بدوري بأنه لي اهتمام أدبي وقد نشرت بعض الكتب الشعرية وقصص الأطفال فخاطبني محتجا عن أحجام

الأدباء عن الكتابة في موضوع الصناعات التقليدية وخاصة في ميدان الجواهر باعتبارها تنطوي على فن عرقي ومنذ ذلك الحين بت أفكر بجدية ولم أتذكر أن هناك من الأدباء من كتب رواية أو قصة في هذا الموضوع فخصصت وقتا للرجوع إلى البحوث والاطلاع على خفايا هذا الفن وقد اكتشفت فيه بعدا تاريخيا مدهشا وفي الوقت نفسه وجدت اتصالا وثيقا مع بقية الفنون الأخرى مثل النقش والرقش والتصوير وللحقيقة فقد كان لدي بعض الشك في أن يكون الموضوع شائكا عندما يتحول إلى قصة للفتيان .وقد سعيت إلى أن تكون عملية الفص بشكل دقيق وتركيز لجعل المتلقي يعيش أحداث هذه القصة.

• أنت مميز في الشعر وفي الكتابة للأطفال بحكم انك تحصد الجوائز في كل مجال فأيهما اقرب إليك ؟
الشعر ميدان صعب وكما قال الفرزدق قديما « لذلك فان كتابة الشعر تحتاج إلى طاقة نفسية وبدنية والى زخم معرفي كبير إلى جانب الموهبة وكل هذا يساعد الكاتب للأطفال ويميزه لان هناك رابطا وثيقا بين الشاعر والأطفال فهو يلامس الكون بحواس بكر والأطفال في رؤيتهم الأولى للحياة لا يختلفون عن الشعراء كثيرا وقد يفاجئوننا بتعابير لا نجدها عند اكبر الشعراء فانا إلى الآن أحاول أن أدافع عن طفولتي رغم امتلاكي لعقل الشيوخ وحكمتهم أما الجوائز التي حصلت عليها فقد كانت نتيجة عمل مضن وجهد شخصي في ظروف إدارية قاهرة في عديد الأحيان. خاصة أن الكتاب في تونس لا يمتلكون امتيازات مهنية أو اجتماعية بل هم مطالبون باستنفاد طاقاتهم فيما هو إداري بحت .وقد ينظر إليهم على أنهم مقصرون إذا ما تخطوا الضوابط الفولاذية للإدارة .لذلك تصبح كتابة الأدب جهدا استثنائيا يأخذ في عديد الأحيان طابع السرية.

حاوره الحبيب بن فضيلة

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115