افتتاح الدورة الرابعة لملتقى سينما الجنوب: أيها المارّ إن أردت الحلم فآنيا مطيتك إليه

الموسيقى هي لغة الشعوب ولغة القلوب الحالمة والأنفس التواقة إلى التحرر، هي لغة قادرة على كسر كل الحواجز وتجاوز بوتقة الصمت والظلم ، هي لغة الرقي والانسانية وفي تطاوين كان الموعد مع لغة الانسانية وعرض «انيا» لسلمى عمري، عرض موسيقي سينمائي

تماهت فيه الفنون واجتمعت به المشاعر الانسانية امام موسيقى العود والروخ والكلافيي والبيانو.
في المركب الثقافي بتطاوين كان اللقاء مع افتتاح الدورة الرابعة لملتقى سينما الجنوب وشعاره حقوق الانسان، الاثر والتاثر، ملتقى ينجز بين شعارات «الرخ لا» المكتوبة اينما وليت وجهك، ملتقى اثث للحلم وكانت البداية مع عرض حالم تقوده شابة حالمة ومع مجموعة آنيا كانت بداية الغوص في الثقافة البديلة.
الرخ لا، مدينتنا مدينة للثقافة
هنا تطاوين، هنا التمسك بالفن والثقافة والمقاومة، هنا شباب معتصم منذ شهر او يزيد مطالبا بحقوقه في ثروات مدينته و هو نفسه متمسك بالسينما والحق في الثقافة يشارك في الاعتصام ويؤثث لفعاليات ملتقى السينما شباب مؤمن ان الثقافة حق والثقافة فعل انساني مميز.هنا تطاوين منذ مدخل المدينة وفي كل مفترقات الطرق تعترضك خيمة ومعها شعار «الرخ لا» شعار وظفه الشباب لتقديم صورة افضل عن مدينتهم من ناحية الفن، وهتفوا ان لا للرخاوة والتهاون في الحق في السينما والحق في الإبداع والحق في الثقافة فهنا شباب مبدع، شباب عشق المسرح فأبدع فيه وعشق السينما فجاء ليكون سندا لملتقى سينما حقوق الانسان، واجتمعوا عاملين بمقولة كمال بوعجيلة:

دائما نتعلم

حين يموتون او يجوعون او يرحلون

فإن البلاد

التي خلقتنا ستكون لنا

ستكون على مرمى جيل من الانتصار

هنا تطاوين ضرب الجمهور موعدا مع السينما البديلة وافلام تنادي بكل الحقوق الثقافية وقبلها لقاء مع الموسيقى لغة الشعوب.

ان اتحدت موسيقى القبايل والرشيدية يكون الحلم ممكنا
آنيا المشروع والحلم، آنيا النغمة المميزة واللحن الجميل، آنيا كلمة امازيغية ومعناها النغم وفي المركب الثقافي بتطاوين كان اللقاء مع متعة النغم وسحر اللحن.
هنا في تطاوين غنت سلمى عمري ابدعت واقنعت، كطفلة صغيرة اغمضت عينيها وداعبت الة البيانو لتعلن لجمهورها بداية الرحيل في عالم مميز وجميل، عالم الموسيقى والحلم.
آنيا، المشروع المختلف، المشرع الحلم، حلم طفلة صغيرة وجدت نفسها ذات يوم عندما كانت في السابعة من العمر تريد ان تصبح ملحنة، وها هي اليوم اصغر اساتذة الرشيدية وصاحبة مشروع فني مختلف، مشروع له روحان روح جزائرية وروح تونسية، مزجت بينهما مزجا جميلا فكانت الاغاني ساحرة تثلج النفس وتدعوها للحلم كما موسيقى الكمان والبيانو .
وعلى ركح قاعة المركب الثقافي بتطاوين كانت سلمى طفلة صغيرة عزفت فجعلت الجمهور يحلق معها في سماء جبال الجزائر ويشتم رائحة الحلم و الصبر والجمال، غنت بصوتها الساحر وابتسامتها المميزة فكانت كطفلة صغيرة تجبرك على اصطحابها الى عالمها السرمدي الجميل.

توزعوا على الركح كفرسان مستعدين لساحة الوغى، فرسان النوتة والنغم، خالد مقداد عانق عوده كطفل ممسك بلعبته المفضلة الى جانبه مجنون الايقاع ذاك الحالم المقدام أكرم ميساوي ، عزف بجنون وشغف وعطش فني إلى الموسيقى والته «الروخ» الصغيرة وعلاء الدين بن فقيرة عازف الكترو بيانو وقائدة قافلة الحلم سلمى عمري على الة البيانو.

اختلفت النغمات والايقاعات فغازل العود بنغمته التونسية الهادئة موسيقى الإيقاع الجامحة المجنونة وتحاور البيانو الكتريك مع البيانو الكلاسيكي ليمزجا معا مقطوعات حالمة وهادئة، بين النوتات كانت المتعة والتجول في ربوع الموسيقى التونسية والجزائرية، فاللحن تونسي والكلمة جزائرية او العكس وكانك تتجول في حدود بلدين عرفا أنهما شعب واحد وان وضعت الحدود الجغرافية، ولان سلمى عمري نصفها تونسي ونصفها الآخر جزائري حاولت في مشروعها المزج بين الموسيقى القبايلية وموسيقى الرشيدية، في العرض ستستمتع بالنغمات الرقيقة للموسيقى التونسية ومعها الموسيقى الاحتفالية للامازيغ والقبايل، وقدمت توزيعا جديدا لأغاني تونسية جزائرية من ضمنها اغنية الشيخ العفريت «علاش تحير في» و»قلبي هايم» الشيخ محمد الكود الجزائري.
في حفل افتتاح ملتقى سينما الجنوب غنت سلمى «المسمية» و»رسالة إلى الجزائر» و»سامور» و»قداش مني» وتماهت مع آلتها بأسلوب فني راق، عزفت كطفلة صغيرة وحلمت حلم اميرة بعرش الموسيقى.

آنيا حلم الطفولة يتجسد
موسيقى ساحرة، نغمات رقيقة جميلة وكانها صوت شلالات في قمم الجبال، موسيقى وكانها تعاند موسيقى الطبيعة من حيث الجمال والقدرة على التاثير في الروح البشرية، في المركب الثقافي التطاوين لن تشعر بالجدران المغلقة و لا الأضواء الخافتة لأنك ستغمض عينك لتحلم، ستشعر اند في حضن لطبيعة ترقص تحت مياه الشلال وتستمتع بحفيف أوراق شجيرات تغازل نسمة صيفية لذيذة.

آنيا كان الموعد مع الجمال موعد مع الإرادة والعزيمة، لان المشروع لم يولد من الفراغ بل هو حلم طفلة صغيرة كبر وتجسد أخيرا، سلمى عمري منذ نعومتها حلمت ان تكون ملحنة، كبر الحلم مع طفلة السابعة وبعد سنوات من المثابرة نجد سلمى عمري تقتحم مجال التلحين وتقدم عرضا به مجموعة أغان من ألحانها الخاصة.

من تالة تشبعت بالموسيقى البدوية وموسيقى القبايل، عشقت الموسيقى التونسية وقررت أن تكون للعود التونسي مكانته في مشروعها، وبحثن عن الاختلاف والخروج من النمطي ليكون مشروعا آنيا مختلفا موسيقيا وفنيا، عرض مزجت فيه الموسيقى التونسية والجزائرية وغنت به بعض اغاني كبار الفنانين عرض يشعرك بالحيرة والتساؤل أيهما سأعشق التراث التونسي ام الجزائري لتجعلك منخرطا في مسار يجمع بينهما مع الحان شابة تونسية حالمة.

في افتتاح ملتقى السينما بتطاوين ضرب الجمهور موعدا مع الجمال، لقاء النوتة وسحر الكلمة واللحن، موعد مع الموسيقى المختلفة الجديدة موسيقى اثبتت ان التونسي مبدع متى سنحت الفرصة، موسيقى اثبت ان التونسي قادر على منافسة الاخر الاجنبي متى توفر له بعض الدعم المعنوي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115