الجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل في دورتها الثامنة: ندوة أدبية حول أدب الخيال العلمي الموجه إلى الطفل

تنطلق اليوم فعاليات الندوة العلمية التي ينظمها منتدى أدب الطفل قبل الإعلان غدا عن الفائزين الثلاثة بالجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل في دورتها الثامنة خلال هذا العام 2017.هذه الندوة موضوعها أدب الخيال العلمي الموجه إلى الطفل ويشارك

فيها مجموعة من الكتّاب والمختصين في مجال أدب الأطفال من تونس ومن عدة بلدان عربية.

ندوة أدب الخيال العلمي الموجه إلى الطفل يديرها الأستاذ محمد ايت ميهوب في الجلسة الصباحية باعتباره المشرف العام على هذا الملتقى السنوي الذي يدعمه البنك العربي لتونس وتتضمن مداخلات د.نجم عبد الله كاظم من العراق ود.كوثر عياد من تونس ود.لينا الكيلاني من سوريا والإعلامي المصري مصطفى عبد الله.أما الجلسة المسائية فيديرها العراقي د.نجم عبد الله وتؤثث مداخلاتها كل من د. فاطمة الأخضر وسامي الجازي (تونس) ود. احمد خالد توفيق (مصر)
فما الذي جاء في مداخلات بعض المشاركين وما حوته من مضامين

محمد ايت ميهوب : أدب الخيال العلمي وتنمية الإبداع
يعد أدب الخيال العلمي من المجالات الأساسية التي اقتحمها أدب الطفل عامة والموجه منه إلى اليافعين خاصة.فهو يجتذب الأطفال بسهولة كبيرة لما يحفل به من معلومات علمية وتكنولوجية ولقدرته الفائقة على الإثارة العملية والابهار المعرفي وتميزه بالحبكة المحكمة والتحليق في أجواء الخيال.
ويرى الكثير من المختصين أن الخيال العلمي يحقق عدة ملكات مهمة في مسار نمو الطفل عقليا وعاطفيا وتفاعلا مع المحيط.لذلك أضحى أدب الخيال العلمي مجالا معرفيا لا غنى عنه من مجالات معرفة المستقبل المهمة وهو احد المداخل الرئيسية والحديثة لتنمية الإبداع وإعداد العلماء إلا أن إشكالات كثيرة مازالت تحوم حول هذا الضرب من الكتابة وان عوائق كأداء لم تبارح طريق الساعي إلى دراسته دراسة موضوعية بعض هذه العوائق يتعلق بالمصطلح نفسه وبعضها الآخر يتعلق بالحدود الفاصلة بين مقومي هذا الأدب الأساسيين الخيال من جهة والعلم من جهة أخرى .
ويشير ايت ميهوب في النهاية إلى انه لابدّ من تحويل أدب الخيال العلمي من تجارب فردية إلى حركة أدبية كاملة متظافرة العناصر تساهم في تكوين أجيال عربية جديدة تؤمن بأهمية التعلق بالعلم والمعرفة

د.نجم عبد الله كاظم : رواية الخيال العلمي الماهية والحدود
يتسم أدب الخيال العلمي بالصعوبة أمام كاتبه قبل قارئه ودارسه وناقده ومردّ هذه الصعوبة أمران الأول حدود الخيال وعلاقة المتخيل فيه بالعلم وما يستتبعه من توقعات الواقعي في علاقته بالحقيقي أما الثاني فهو الخيال الذي كثيرا ما يتخلل التعامل كتابة ونقدا مع رواية الفتيان وأدبهم عموما
هناك ثلاثة أنماط لروايات الخيال العلمي للفتيان وهي : روايات الفضاء واختراق الزمن – روايات الإنسان والآلة في المستقبل – روايات العلوم والتجارب العلمية وأخطاء البشر
ويؤكد د.نجم عبد الله كاظم أن قصص وروايات الخيال العلمي هي أدب وليست علما وان كاتب هذه القصص يقدم لقرائه قصة قصيرة أو طويلة أو رواية بغية إمتاعهم وكثيرا ما يزودهم من خلال هذا الإمتاع بالمعارف العلمية النظرية والتطبيقية .ولابدّ لقصص الخيال العلمي أن تقنع فان خسرت الإقناع أو الإمتاع أو التأثير تجافت عن طبيعتها الفنية ولم تكن أمينة لها.
وان الخيال مهما كبر في رواية الخيال العلمي للفتيان خصوصا لابدّ أن يرتبط بدرجة أو بأخرى بالواقعي والحقيقي فأدب الأطفال لابدّ من فك اشتباكه مع الخيال الخرافي الذي يذهب بالأطفال بعيدا عن الواقع وتطوراته.

د.لينا الكيلاني : الخيال العلمي بين العلم والأدب
إنّ التمازج الرائع بين العلم والخيال الذي يأتي به أدب الخيال العلمي يجعله متفردا بين الأجناس الأدبية الأخرى فهو مؤثر في المجتمعات وخاصة بين فئة الشباب أو ممن يتمتعون بالانفتاح الفكري كما هو يتأثر بإفرازات العلم إذ يجعل منها مرتكزات ومنطلقات له.
فالخيال العلمي من حيث المبدأ لا يقبل التباسه بالخرافة أو الأسطورة لأنه أدب واقعي بقدر ما هو خيالي بمعنى أن هذا الخيال قابل لان يكون واقعا ولو بدا للوهلة الأولى أنه الخيال المجرد فالفرضية العلمية هي منطلقه والواقع العلمي هو ما يفتح له آفاقا جديدة.
إن التوجه المطلوب اليوم في أدب الأطفال يجب أن يقف عند حدود الإبداع الأدبي إذ يجب أن يتجاوزه إلى آفاق المعرفة لان معطيات العصر ومتطلباته أصبحت تفرض منطقا معينا يجعلنا ملزمين بان نقدم لأطفالنا الأدب مع المعرفة وحتى لا تصاب أجيالنا بصدمة المستقبل يجب على الخيال العلمي العربي أن ينهض وينتعش لان استشراف الآتي أصبح ضرورة وأدب الخيال العلمي الموجه إلى الطفل إنما هو يتوجه أساسا إلى المستقبل

د.كوثر عياد: أدب الخيال العلمي تعريفه وأنماطه
كثيرا ما يقع الخلط بين الخيال العلمي والفانتازيا والحال أن الخيال العلمي يختلف عن الفانتازيا والتي لا يمكنها أن تختلط مع الخيال العلمي رغم أن كليهما ينتمي إلى أدب الخيال لان لكل منهما خصائصه التي يتميز بها وعوالمه الخاصة به.
فالخيال العلمي هو أدب الممكن لأنه يقترح علينا عولم يبتكرها الكاتب اعتمادا على القياس مع الراهن وبالعكس من ذلك فان الفانتازيا تعمل في اتجاه مغاير فهي تخلق اللاواقع أنها أدب غير ممكن الحدوث وهي مرتبطة بمفهوم الرعب والفزع بينما الخيال العلمي ليس كذلك فهو يقدم دائما تفسيرا عقلانيا ويعمل دائما على تبرير ما يقدمه تبريرا علميا.
والخيال العلمي أنواع منها الخيال العلمي البحث – الخيال العلمي الاستشرافي وفيه نوعان استشراف طوباوي واستشراف كوابيسي.وهكذا فان أدب الخيال العلمي له تفرعات عديدة وانه يجب عدم الخلط بين الفانتازيا والخيال العلمي .
أما مداخلة د.فاطمة لخضر فهي بعنوان اللغة ورواية الخيال العلمي لليافعين وقد اعتمدت في ذلك على قصتين فازتا بهذه الجائزة الأولى بعنوان (رحلة إلى مدائن العلماء) للمصري حسين صبري محمود والثانية بعنوان (جي – نوم) لعماد الجلاصي (من تونس)
وفي مداخلة الأستاذ سامي الجازي (متفقد للتعليم) وهي بعنوان القصة والعلم والخيال في المدرسة التونسية سعي إلى البحث عن الخيال العلمي في الكتب المدرجة في البرامج التعليمية لمختلف المراحل المدرسية (ابتدائي – إعدادي – ثانوي) حيث أكد الجازي غياب الخيال العلمي في برامج وكتب المدرسة التونسية
المداخلات كثيرة ومتعددة وقد تطرق كل باحث إلى الموضوع من زاوية معينّة وقد صدرت كل هذه الدراسات مجمعة في كتاب.
اللافت خلال هذه الدورة الثامنة هو غياب مشاركين من المغرب والجزائر وسلطنة عمان والحال انه سبق أن شاركت في الندوات السابقة د.جوخة الحارثي (من سلطنة عمان) ود.مسعودة العريط (من الجزائر ) ود. العربي بن جلون من (المغرب).و كانت إسهاماتهم مهمّة في إثراء الملتقيات السابقة وكلنا أمل في تأكيد مشاركتهم خلال الدورة المقبلة لهذا الملتقى والذي أصبح يشدّ الأنظار في الوطن العربي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115