الكرنفال المدرسي في افتتاح مسرح التجريب: للتلاميذ حقهم في الإبداع والتميز

هي مسيرة تختلف عن غيرها من المسيرات، مسيرة لا تطالب بالشغل او الكرامة أو الحرية وإنما هي مسيرة تنشر زهور الفرح على المارة وتدعوهم لمشاركتهم فرحهم وعرسهم ومهرجانهم، مسيرة قادها تلاميذ حالمين يؤمنون أنه بالفن يمكن تغيير الموجود وربما حبكة واقع أجمل.


مسيرة انطلقت من ساحة الفنون تلك الساحة المقابلة لسينما الحرية المغلقة منذ اعوام، ساحة زينت بناياتها المجاورة برسومات الغرافيتي وجميعها تنادي بالحق في الثقافة، واتجهت إلى مركز الفنون الركحية والدرامية بمدنين الذي يحتضن فعاليات مهرجان مسرح التجريب، الذي راهن على التلاميذ وقدم لهم فرصة لافتتاح مهرجان له جمهوره وتاريخه،بادرة أكدت أن الثقافة فعل إنساني غير مرتبط بعمر أو زمان أو مكان.

لنا الفن، لنا لغة الجسد مطية للحلم
هنا مدنين، هنا الحياة والرغبة في الحلم، هنا أطفال مبدعون، هنا فتيات عاشقات للحرية حالمات بالأجمل، هنا فنانين اجتمعوا واتحدوا ليقدموا أعمالا فنية إنسانية تتغنى بالأمل وتناشد الحياة أن أمهلينا القليل لنبدع ونحلق في سماء الفن، هنا اتحدت الرغبة في الإبداع في افتتاح مهرجان مسرح التجريب مهرجان له تاريخه، مهرجان يحتفي بكل الفنون وفي دورته الحالية اتحدت به كل الفنون وانفتح على الفضاءات الوليدة في إطار سياسة الحق في الثقافة للجميع والعمل على ثقافة القرب، مهرجان أعطى فرصة شرف الافتتاح للتلاميذ والأطفال وعرض الكرنفال المدرسي.

عشرون دقيقة من المتعة كانت مطية التلاميذ، بعضهم تسلح بالات موسيقية مثل الكمان والقيثارة وبعضهم حمل أعلاما مختلفة الألوان كما أفكارهم، مسيرة فنية تقدمتها «الكات كات» العجيبة التي أصبحت مسرح متنقل للأطفال تحمل معها المتعة للأطفال.

في ساحة مركز الفنون الركحية كان الموعد مع المتعة، أولا مع الجسد ولغته الصامتة الصارخة بالحرية والحياة، مع لوحة راقصة قدمتها التلميذة رنيم محضي، لوحة تركت الكلمة فيها للجسد للتعبير، ليحلق بالجمهور ويحطم كل بوتقات الصمت، بجسدها غنت تحدثت رقصت وكتبت العديد من الحكايات عن أحلام الشباب وأهوائه، بجسدها قدمت صورة عن الفتاة التونسية الجميلة والمتمردة الحالمة دائما بغد أجمل.

رنيم محضي ابنة مدينة مدنين أمتعت الجمهور جعلته يتفاعل معها يراقصها ويغانج أحلامها، أمتعت الحضور ودفعته عنوة ليشاركها الحلم، فتاة رقصت وكانت كنسمة صيفية لذيذة تنعش الروح في يوم صحراوي مرهق، رقصت وكانت كفراشة تتحرك وكلما رفرفت نثرت بذور الحلم على أترابها، رنيم محضي كانت أميرة الافتتاح الخارجي أبدعت وأقنعت الجميع بحركات جسدها الحرة والمتحررة.

من الرقص ولغة الجسد الى لغة الموسيقى لغة الكون والأرواح الحالمة والمبدعة ومقطوعات موسيقية جمعت القيثارة والكمان والدربوكة، آلات تماهى عازفوها من التلاميذ واعتمدوا الموسيقى مطية للرحيل، ثم لقاء مع الفن الرابع وتقديم بعض الارتجالات المسرحية قدمها أطفال اقنعوا بها جمهور مسرح التجريب.

أطفال نعم، لكننا مبدعون
هم مبدعون صغار، أطفال يمارسون الفعل الثقافي ليتنفسوا نسيم الحرية والحلم، تلاميذ هربوا من رتابة الدروس إلى المسرح والرقص ليبدعوا ويشكلوا بأجسادهم وأفكارهم أعمالا مسرحية وموسيقية مميزة تنطلق من أحلامهم لتعانق أحلام الكبار، الكرنفال المدرسي عمل انطلق من التلاميذ هم من أسسوا الأعمال وجسدوها بتأطير من أساتذة بعضهم مختص وبعضهم مغرم بالفنون، الكرنفال في نسخته الأولى والثانية ميزته الأطفال هم عماده وعنوان نجاحه.

الكرنفال المدرسي الذي افتتح مهرجان مسرح التجريب بمدنين، ليس مجرد تجمع للتلاميذ بل هو رحلة مجموعة من التلاميذ في عالم الفنون، تلاميذ تجمعوا في النوادي الثقافية في المعاهد والاعداديات اختلفت مدارسهم وجمعتهم الفنون، تلاميذ من كافة ولاية مدنين بمختلف معتمدياتها عانقوا كل أنواع الفنون حلموا وعانقوا أحلامهم حد التماهي، تلاميذ كشفوا أن بقدرة الطفل أن يبدع متى توفرت له الفرصة، أطفال كانوا مفتاح البداية لمهرجان مسرح التجريب، افتتاح قدم الفرصة لتلاميذ ليقدموا ابداعاتهم و يشاركوا جمهور مسرح التجريب متعتهم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115