مجموعة «كاليوه» للموسيقى في افتتاح أيام السينما الإيرانية كشعاع الشمس جعلتنا الموسيقى متمسّكين بالحلم ...

كشعاع شمس يخترق القلب ليطهر النفس والروح من الام الواقع، او كضياء القمر المنيف يتوسط السماء في ليلة ظلماء او كصوت خرير مياه الشلال يغانج ضحكة الطبيعة وصوت رقص العاشقين تحت زخات رذاذ المطر، حلوة المطعم والرائحة هي الموسيقى

لغة الروح وان عجزت اللغة عن فهم الكلمات، ساحرة ورقيقة تدكّ النفس وتزلزل كل المعتقدات امام قداسة اللحن وجبروت النوتة التي تخر لها النفس ساجدة لجمالها.

فان تكلمت الموسيقى تصمت كل والديانات تنسحب لتترك الفسحة للحلم، ان همس السنتور بنغنماته الرقيقة فستجيبه الربابة ملبية رغبته في امتطاء الامل مطية للسفر وسيستجيب ذاك الدف العجيب «السنتي» لرغبة عازفة جامحة في استنشاق عطر الموسيقى وعبق الالحان الذي وزرعته فرقة «كاليوه» في قاعة المونديال بمناسبة افتتاح ايام السينما الايرانية.

الموسيقى عنوان الارادة المتحررة
هي ساحرة ومميزة، لغة سهلة الفهم تخترق النفس وتحادثها باللغة التي تشاء، تلك هي الموسيقى الايرانية، موسيقى تحدت السياسة والمنع والقمع وفرضت وجودها عنوان للحرية وللحياة ولشعلة الحياة المتواصلة، (كاليوه)فرقة موسيقية ايرانية تتكون من ثلاث عازفات ومغني نظرا لان النسوة لا يغنين لوحدهن حسب القوانين الإيرانية، أربعة على الركح مثلوا قطرة من نبع التراث الفارسي المميز.
رحلة بالموسيقى الى هناك الى المعالم الفارسية الى الاثار والتاريخ والحضارة، الى موسيقى تجازوت الاف السنين.

بحركات رقيقة وعزف هادئ وأنامل تعشق ما تقدم رحلوا بالجمهور آلاف السنين الى حضارة «عيلام» التي سكنت جنوي غرب إيران اذ وتبين الرسوم والآثار المنحوتة المتبقية من العصور التاريخية مدي اهتمام ورغبة الإيرانيين بفن الموسيقي وبالرغم من الاعتراضات فأن فن الموسيقي واصل انتشاره لكن ليس بنفس الازدهار السابق. وقد استمر الحال حتي عهد الصفوية والدليل علي ذلك الاثار الموجود في قصر «جهلستون» وغرفة الموسيقي في عمارة (عالي قابو) فالموسيقى هناك عنوان لثورة أبدية وعنوان لارواح تابى الخنوع.

الموسيقى في ايران تحديدا بعد الثورة الاسلامية اصبحت رمزا لمقاومة السياسي والديني، الموسيقى التي تقدمها المرأة خاصة باتت عنوانا لارادة متواصلة للحلم والعيش وعلى الركح يمكن للمتفرج استحضار دلكش واغانيها الرقيقة ونغمات السنتور ستذكره بقمر الملوك وزيري وشاهين نجفي و سالومة اول مغنية بوب في ايران وسيدة افشار وسارة نجفي الصامدة، جميعهم تمسكوا بالموسيقى واختاروها اداة للتعبير عن الرفض.

يا عاذلي دع الموسيقى تنسيك الواقع
لك ان تحلم، لك ان تستمع لك ان تنسى كل ما في الخارج وتغمض عينيك وتتلذذ بصوت الموسيقى، هي موسيقى هادئة تسحر العقل والقلب معا، نغمات تخطف الروح وتبعث فيها النشوة لمواصلة الحلم من جديد، الة السنتور العجيبة تكون فاتحة العرض، بنغمات رقيقة وهادئة تعلن عن بداية الحلم حسب التوقيت المحلي لقاعة المونديال وحسب التوقيت المحلي لآلة موسيقية عمرها آلاف السنين، يصمت السنتور فتجيبه آلة أكثر هدوءا، الة العشاق الربابة بنغمات مميزة نغمات تدفعك للمشي في ثنايا الحلم باحثا عن السعادة الابدية موسيقى وكأنها قولة الرومي «ان تكلمت روح العاشق اضرمت النار في هذا العالم، فجعلت هذا العالم مشتت الاصل هباء او كالعدم»،يغانج السنتور الربابة، يهامسها ويتغزلان ويكتبان معا نوتة غزلية جميلة جمال النقوش الفارسية التي تسحر الالباب.
تتواصل رحلة الموسيقى ويتواصل معها النفوذ الى عالم سرمدي جميل، رحلة يكون فيها للدف الايراني حضوره المميز، فتتصاعد النغمات بحضوره لتصبح راقصة وتعطي للحفل بعض الحياة وتخرج المتفرج من حالة التفكير والتمعن تلك، لتقترب النغمات الى الموسيقة الهندية صاحبة التأثير الاكبر على الموسيقى الفارسية وحسب التاريخ فقد طلب بهرام ملك الساسانيين من ملك الهند ان يرسل 1200عازف هندي ليمتّعوا الفارسيين بموسيقاهم.

نغمات رقيقة هادئة نغمات جلها من اشعار جلال الدين الرومي نغمات واغاني تتغنى بالجمال الرباني بالروح النقية الطاهرة التي ترحل في عالم سرمدي جميل، نغمات عن العشق والعاشقين، عن الامل والجمال نغمات وكانها صورة لالهة النور «ميثرا» متجلية في ابهى تجليات الانتصار على ألاه الظلام «اهيرمن»

نغمات راقصة حتما ستدفعك للسؤال عن الرقص في ايران؟ نغمات سترجعك الى الاف السنين اين ظهر فن الرقص مع بداية العقيدة «الميثرائية» عقيدة تحتفل بانتصار اله النور ميثرا على الاه الظلام «اهيرمن».

في قاعة المونديال اعلنت فرقة «كاليوه» عن انطلاق رحلة للحلم، رحلة في السينما الايرانية كانت فاتحتها موسيقية قدمت بعض من التراث الموسيقي الفارسي الجدير بالاكتشاف، رحلة عبر النوتة واللحن الجميل لاكتشاف خبايا حضارية حاولت الاديان طمسها ولكنها كانت اشد قوة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115