معايير موضوعية ومنطقية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟
أعلنت أمس وزارة الشؤون الثقافية في بلاغ لها عن تعيين مختار الرصاع مديرا لمهرجان قرطاج الدولي، وعن تسمية فوزي محفوظ مديرا عاما للمعهد الوطني للتراث.
هل تنقذ خبرة «الرصاع» مهرجان قرطاج؟
بعد أكثر من 20 سنة يعود مختار الرصاع إلى إدارة مهرجان قرطاج الدولي في دورته 53 بعد أن سبق له الإشراف على الدورتين 33 و34 وذلك في سنتي 1996 و1997. وقد ارتبط اسم مختار الرصاع بتأسيس وإدارة مهرجان المدينة بتونس العاصمة ، فضلا عن تجربته الطويلة صحفيا ومديرا للتلفزة الوطنية ومديرا عاما للقنوات التلفزية.
ويبدو أن وزير الشؤون الثقافية قد راهن في تعيين مختار الرصاع خلفا للمديرة المستقيلة آمال موسى على رأس مهرجان قرطاج الدولي على خبرة الرجل في إدارة التظاهرات الثقافية المهمة والإشراف على المهرجانات الكبرى... ولاشك أن انسحاب المديرة السابقة قبل أشهر قليلة من انطلاق المهرجان يتطلب من المدير الجديد المسك بزمام الأمور والدخول في سباق مع الزمن من أجل التوصل إلى ضبط برمجة جيدة وعلى الأقل محترمة تحفظ سمعة وصيت مهرجان يعود تاريخ تأسيسه إلى أكثر من 50 سنة.
بتعيين مدير جديد هل يتم إصلاح حال معهد التراث ؟
على إثر استقالة المدير السابق للمعهد الوطني للتراث فتحي البحري بعد أشهر قليلة من تعيينه، أفاد وزير الشؤون الثقافية أنه كان ينوي إقالة هذا المدير قبل المسارعة بتقديم استقالته وقد تقدم في هذا الغرض بمطلب إلى رئيس الحكومة تضمن ثلاثة أسماء كمرشحين لخلافة فتحي البحري.
ويبدو أن الاتفاق قد وقع على اختيار فوزي محفوظ لتولي خطة الإدارة العلمة للمعهد الوطني للتراث. والمدير الجديد للمعهد هو أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بجامعة منوبة ومدير المعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر.وقد تحصل على الدكتوراه من جامعة السربون 4 وعلى التأهيل العلمي الجامعي من كلية العلوم والإنسانية والاجتماعية بتونس. له عديد الكتب والمقالات المنشورة بالمجلات العلمية المختصة تتناول بالأساس مواضيع تتعلق بتاريخ الفنون والآثار الإسلامية والجغرافيا التاريخية في العصر الوسيط. ومن آخر مؤلفاته «أساطير قرطاجنة في عيون المؤرخين العرب».
وليست المهمة الجديدة للأستاذ فوزي محفوظ بالسهلة أبدا أمام حجم الأزمات والإشكالات وحزمة العراقيل والنقائص والعوائق التي يشكو منها قطاع التراث. ولا يخفى على أحد أن مجال التراث في بلادنا قطاع مريض ينخره سوس اللامبالاة وشبهات سوء التصرف وإهدار المال العام... ممّا يستوجب الإصلاح العاجل والتصدي الحازم للاعتداءات التي تطال التراث وضبط إجراءات حقيقية وملموسة لحمايته أوّلا وتثمينه ثانيا واستغلاله ثالثا ...