قل لي لماذا..؟ لبلال الرحموني: عندما يبدع ابن الريف قد يخرس صوت الرصاص

«قل لي لماذا؟ تهدم الحروب أحلام الاطفال الجميلة؟ لماذا ييتّم الطفل ويشرد الصغار ويفقدون اوطانهم وآمالهم ويصبحون للحظة لاجئين فقط لان الكبار يريدون ذلك؟ ولماذا كلما اندلعت الحروب كانت الطفولة هي الخاسر الاكبر؟ قل لي لماذا لا توجد نواد ثقافية في

مدارسنا الابتدائية؟ قل لي لماذا يبدع الطفل ابن الريف حين يصعد على الخشبة بسبب الحرمان ام لانه يريد ان يخرج كل ما يسكنه امام الجميع؟ قل لماذا ليس كل المعلمين حالمين يدفعون اطفالهم الى ركوب مطية الحلم علهم يكونون افضل؟

قل لماذا؟ اذا اردت معرفة السبب فتوجه الى دار الثقافة تالة يوم الجمعة 17مارس واستمتع بما سيقدمه ابناء مدرسة «تاغوت» الريفية على الركح في اول مسرحية لمدرستهم، عمل عنوانه «لماذا» نص واخراج المربي بلال الرحموني وتمثيل مجموعة من تلاميذ المدرسة.

بين الحرب والحرب طفولة مشردة
صوت ازيز الرصاص، انفجارات، صراخ، وجيعة وألم ربما يرهق النفس قبل العقل، صراخ الطفولة المشردة جراء الحروب، انين اطفال صغار وجدوا انفسهم ضحية حرب لا يعرفون معناها، صغار مرميين على الرّكح تماما كأترابهم المرميين في الشوارع في المناطق التي تعيش الحروب، قماش ابيض متقطع وكأنه يرمز الى بعض السلام الموجود في هذا العالم خاصة الذي يسكن أرواح الاطفال، عروسة طفلة صغيرة لم تكمل حديثها بعد، ملابس ام لم تمهلها احدى القنابل من اتمام لمجة طفلتها الصغيرة، ميدعة معلم قتل وهو يعد دروس أبنائه ليوم الغد، مقص «العم صالح» الذي قصف وهو يقلم اشجاره التي تعودت رؤيته، هكذا سيكون ابناء مدرسة تاغوت على الركح ليقلو للجمهور «لماذا؟»؟ الحرب، لم الخوف، لماذا الظلم، لماذا الموت.

ولأنه للحرب تأثيرها على نفسية الطفل اخترتها ان تكون موضوع المسرحية، على حد تصريح المخرج بلال الرحموني مضيفا ان « الطفل الكوني وعلاقته بالحروب هي محور العمل، فالحرب يكون سببها الكبار والمصالح والدول وتكون الطفولة الخاسر الأكبر

وأكد محدثنا انه جمع المسرح مع تقنية الفيديو فالمسرحية بدايتها مع فيديو قصير به صوت لإطلاق الرصاص وأزيز الطائرات والحرب والدمار، طفل يصرخ هاربا يدخل الركح، لتشعر انه من شدة قساوة المشهد خرج ذاك الصغير من الفيديو الى الواقع، ليشاركه المتفرج وجيعته.

أول المشاهد طفلة صغيرة، تحمل دميتها وتجلس تحدثها عن امها وابيها والعم صالح والمعلم، وكلما ذكرت احدهم خرج احد الممثلين الاطفال حاملا اكسوار يشير الى الشخص المقصود، ففي «قل لي لماذا» تكون الاكسوارات ناطقة باسم وجيعة طفولة الكون.

وأشار بلال الرحموني ان المسرحية تجمع بين الدارجة والعربية الفصحى وهي انتاج لنادي المسرح بالمدرسة الابتدائية التاغوت.

«قل لي لماذا؟» عمل من .....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115