وجمال قرين «الصرار» ومحمد بكري «الخنفس» وخصال بكري «نحولة» ولمياء برهومي «حكيمة النمل»، وسينوغرافيا عمار عيساوي. وهذا الانتاج المسرحي الجديد للموسم الثقافي 2016 /2017 تم انجازه تدعيما لسلسلة الانتاجات السابقة للاطفال والكهول، رغم العوائق والمطبات، التي بواجهها العمل والانتاج الثقافي بمدينة ام العرائس، والتي لم تقف حاجزا امام جمعية مسرح الصمود بام العرائس التي امن المشرفون عليها بضرورة مواصلة الابداع والانتاج الثقافي لمقاومة مظاهر التطرف الفكري والديني، والتصحر والاغتراب الثقافي، ومختلف المحاولات اليائسة لتجفيف ينابيع الثقافة وتحويل حقولها، الى مزارع لثقافات دخيلة وهجينة لطمس الهوية. واجهاض مختلف محاولات الابداع الهادفة الى تنشئة الجيل الجديد بالخصوص التنشئة السليمة. والوقوف سدا منيعا امام تجار الثقافة والسماسرة. ومن لف لفهم ممن نصبوا انفسهم اوصياء عليها في هذه الربوع.
وملخص المسرحية، حكاية فراشة صغيرة كانت تتجول بين الأشجار لكنها علقت بشبكة عنكبوت وحاولت أختها مساعدتها لكن دون جدوى مما اضطرها للبحث عن أصدقاء اخرين لمساعدتها على تخليص أختها من براثن العنكبوت لكن لا الخنفس ولا النملة ولا الصرار تمكنوا من انقاذها , بينما النحلة هي الوحيدة التي تمكنت من إيجاد حيلة مناسبة تمثلت في توحيد الجميع من أجل تحرير الفراشة من خيوط العنكبوت.
وقد تميزت مسرحية «اتحاد الاصدقاء» باخراج النص من جموديّته إلى حركيّة منفتحة ومرتبطة بالممارسات الفنيّة والجماليّة والفكريّة والتربويّة وإستغلال الوسائل المتاحة ليصبح العرض في متناول الطّفل المتلقّي. ونظرا لكثافة الحوار أحيانا وقصره أحيانا أخرى يجعله مشحونا بدلالات متعدّدة ممّا يعطي الممثّل الدّور الأساسي لإبراز طاقاته ومواهبه في تشخيص دوره بكلّ تلقائيّة وفي تناغم تامّ مع الآخر، تم الاعتماد في إخراج المسرحية على تكسير نمطيّة هذا الحوار لخلق الفرجة المنتظرة للطّفل وذلك بإدخال عدّة عناصر جماليّة هامّة لإضفاء نكهة خاصّة للعمل والتّمهيد لفرجة ممتعة. وقد تراوح الإخراج من حيث الجمالية بين الواقعية « العادية » و الواقعية « الغريبة » أو «الخيال »، إنه لعب بصري في جوهره مفتون بالتهويمات و الخيالات يأخذ بالطفل المتفرج إلى أجواء الحلم .
واعتبارا لخصوصية النّص والرّؤية الإخراجيّة لمسرحيّة «إتحاد الأصدقاء» فقد كان للإضاءة دور هامّ في لغة العرض وساهمت في فهم اللّعب الدرامي للمسرحيّة إنّها تمكّن الطفل من فهم خصوصيّات المكان (غابة ،شبكة عنكبوت، بيت النملة و بيت النحلة ) وتوضّح له ملامح الفضاء وتزيد في بناء الفعل الدّرامي.وفي السياق ذاته ونظرا لتعدّد المواقف الدراميّة واختلافها جاءت الموسيقى في مسرحية «اتحاد الأصدقاء» متنوّعة ومختلفة تتناسق مع الحركة، الأحداث والمشاهد المخيفة منها والإحتفالية فهي تتجانس مع بقيّة عناصر العرض المسرحي فتساعد على إتمام الصّورة المسرحيّة.
وتاتي مسرحية «اتحاد الاصدقاء» والتي سيتم عرضها ضمن فعاليات عديد التظاهرات الجهوية والوطنية، في مرحلة تستعد فيها جمعية مسرح الصمود بام العرائس لتنظيم الدورة الجديدة للمهرجان الدولي لمسرح الطفل الذي سيكون موعده خلال النصف الاول من شهر افريل القادم، حيث من المنتظر ان تشهد دورته الجديدة عديد المشاركات الدولية الهامة.