ريشتها وأناملها الرقيقة ومطيتها للتعبير اختارت ان تمتع ابناء الوطن القبلي بمجموعة من اللوحات المميزة، لكل منها سحرها في معرض سمته «علاش لا».
والمعرض دعوة للسفر في عالم اللوحة والالوان عالم تكون الفرشاة فيه جواز السفر، دعوة للغوص في تعاليم المرأة واحساسها وعنفوانها حبها الكبير للحياة ونظرتها الحالمة، جميعها تراتيل كتبتها منى فرجاني في معرضها في فضاء soho بنابل.
أنا امراة...واللوحة انثى والفرحة انثى
الرسامة انثى والريشة انثى واللوحة أنثى فأي جمال ستحدثنه ان تجمعن، ولأنها انثى اختارت ان يكون معرضها معنونا باسماء نساء، ايها الزائر دع كل الاراء المسبقة في الخارج دع القلق والتعب من يومك لأنك حتما ستنسى كل مربكات اليوم بمجرد ان تسافر مع لوحات منى فرجاني.
لأنها انثى وامرأة ليست ككل النساء عنونت اولى لوحاتها باسماء نسوة اثرن في الميثولوجيا الاغريقية وكن مميزات، أولى اللوحات تجمع ثلاث نساء، هن «ديانا» او ارتيميس ابنة الاله زوس كبير الالهة و «هيرا» زوجته التي عرفت بغيرتها الشديدة، و الثالثة «غايا» ابنة كاوس الاله الاول والأقدم، بين عفة ديانا تلك التي طلبت من والدها كبير الالهة «أريد، يا أبتي، أن أظل عذراء. فلا أرغب في أن أكون امرأة متزوجة» و قوة هيرا و حكمة غايا تكون الرحلة، لوحة الوانها تجمع الازرق لون مياه البحر والأحمر لون الرغبة في التحرر، وفي اتحادهما خرجت اللوحة في ابهة حلة تجعلك تقف امامها طويلا وكأنك زوس كبير الالهة.
دعك من الآلهة وجمالهن وحكايتهن، واصل الجولة، لك ان تعشق هدوء جوزيفين، وتبحث عن السر الكامن في اللوحة، امرأة مبتسمة تنظر امامها وفوق رأسها عرس من الألوان اخضر واصفر وازرق وزهري وبنفسجي الوان وكأنها لحظة انتشاء الجسد حين يرقص او هي ضحكة صادقة بعد عرض راقص، جوزيفين لوحة تحملك الى البرازيل الى حفلات الرقص والمناسبات التي تجعلك مبتهجا دون البحث عن السبب.
الى جانبها لوحة لامرأة ثائرة، مغمضة العينين ربما تستريح من حفل انهكت فيه لتستعد لحفل اخر تمتع فيه جمهورها، «ادال» منى فرجاني تختلف عن ادال الفنانة ولكنهما تشتركان في القوة و الجراة.
اترك ادال تحضر لعرضها واعشق «جوليا» لوحة لامرأة تجلس القرفصاء مرفوعة الراس الوانها زاهية تنظر اليها فتشعر بهالة من الحب تجتاح جسدها لتتجمع عند راسها ويكون شعرها الاحمر كما شعلة ملتهبة من المشاعر، مشاعر الخوف و الرهبة و الرجاء والحب التي تسكن الفنانة منى فرجاني، فجوليا هي الصورة الاخرى لمنى فرجاني تلك المراة المدافعة الشرسة عن المراة وحريتها.
خوف يبدو أكثر وضوحا في لوحة grace، لوحة لامرأة يبدو انها مخلتفة في اللون الابيض يسراها تمسك بشيء احمر اللون قد يكون عكازا وقد يكون دما ينزف منها، لوحة تبدو هلامية غير واضحة المعالم ولكن بمجرد ان تدقق النظر قليلا سترى انها امرأة تتألم، امرأة تريد ان تفتت ذاك الابيض الخانق وتنثر بدله بعض الألوان،امراة تتحدث عن الالم فبعض القلوب ، تخجل أن تبوح بحزنها ،، لكن عيونها تقول الكثير وريشة منى فرجاني قالت الكثير من الوجيعة في لوحة «وجيعة» كتبتها بالالوان الزاهية.grace.
لأنها متمردة، رافضة للموجود والسائد ولانها حرة ولان جسدها ليس بعورة وصوتها وحضورها ثورة كانت «انيتا» عنوان للمراة الثائرة هي جزء من شخصية الفنانة نقلته بأمانة الى جمهورها، «انيتا» لوحة لامراة متمردة تلبس لباسا شفاف ازرق اللون زرقة السماء، تمسك سيجارتها وتحادث دخانها وكانها في لحظة تجلي مع ذاتها لوحة وكانها تطبق المقولة «ينبغي أن نرسم ما لانراه ولن نراه أبداً» ، انيتا الجميلة جمال لوحات الفنانة.
عليسة...فريال...منى كلهن نساء تونسيات
اعشق تونسيتي، اراني تونسية في طريقــة التفكيـــر وفي لباسي وطريقة عيشي، تونسية متحررة ومتمردة وملتزمة ايضا هكذا تقدم منى فرجاني نفسها، ولانها تونسية اختارت ان تكون المرأة التونسية حاضرة في معرض «علاش لا؟».
بين فريال وعليسة تكون الحكاية، بين صاحبة الارض اميرة الجبال، الصامدة والمتمسكة بالارض والأخرى الطموحة القوية الجريئة التي اختارت الهروب من شقيقها لتاسس دولة خاصة بها سمتها قرطاج تكون الحكاية، بين جرأة الاولى وحكمة الثانية يتجول المتفرج.
فريال، اسم لاميرة امازيغية، في اللوحة بدت فتاة جد جميلة بلباسها البربري الزاهي الالوان، بنظرة ثاقبة وبنصف ابتسامة تشعرك انها تدعوك لتصعد معها قمم الجبال لتطل على الارض من علياء سمائك، الى جانبها «عليسة» تلك الاميرة التي تركت العرش هناك وجاءت الى هذه الارض وبنت مملكتها، عليسة، لوحت مازجت فيها منى فرجاني بين الاخضر رمز الارض والبني لون التراب و الازرق لون البحر والأحمر لون الارادة، الوان تنطق بتونس بالحرية وباصالة هذا الوطن وعراقته.
فريال وعليسة تماهتا حد الامتزاج، اتحدتا وقدمتا للزائر الاحساس المرهف الذي ترسم به منى فرجاني، فالفنان يمتلك القدرة الخارقة ليلتقط تفاصيل الجمال ويوصلها الى المتفرج، ومنى فرجاني فنانة لا ترسم بيديها انما بروحها، فريشتها احدى مجسمات روحها وقلمها جزء من شرايينها ترسم وكأنها تقدم لنا انعكاسات روحها.
جميلة هي الجولة بين نساء منى فرجاني، رائعة هي نظرات ديانا، وساخرة ضحكة هيرا، مغر شعر جوليا و غامضة ابتسامة فيكتوريا وموجعة اهة فيرزو ومبهجة جلسة انيتا و رقيقة همسات فريال ومقنعة تساءلات ادال و رقيقة نظرات ستيلا، والاجمل ذاك الغموض في عيون مايا، فالجولة في المعرض دائرية كالحياة وكما افتتحت الجولة بالهة الميثيولوجيا الاغريقية، ختمت منى فرجاني الجولة ايضا بالهة الربيع «مايا» وكانها تدعوك للرقص والحب والحلم و«علاش لا» تحلم وتعيش.