والثقافة بدعم من وزارة الثقافة وعدد من المندوبيات الجهوية ذات العلاقة بالثقافة فضلا عن بعض المؤسسات الخاصة والجمعيات.
مهرجان وان كان حديثا استطاع في دورته الاولى ان يوجد مكانا في مشهد ثقافي محلي استثنائي يؤمن جل الفاعلين فيه بالفعل الثقافي البعيد عن التظاهرات المناسباتية و ثقافة الصالونات ومشهد ثقافي وطني مازال يبحث عن الخروج من ضبابية ربما طالت ..دورة جديدة سجلت مشاركة عديد البلدان نذكر من بينها الجزائر وليبيا وعمان ومصر والغابون وساحل العاج وتونس.. وقد تقاطر مساء الخميس المنقضي العشرات من الشعراء و المهتمين بالشان الثقافي على الفضاء السياحي بالجهة اين استقبلوا من قبل المنظمين لتنطلق سهرة فنية «أهازيج الرمل»..
عندما يرقص بلدي..الشاعر المصري هشام الجخ
سهرة أثثها الفنان الجزائري محمد محبوب وفرقته الفنية وقد أطرب الجمهور بالنغمات « السوفية...» الصحراوية الاصيلة وأغاني تراثية تونسية ومغاربية وحتى عربية نغمات مع حضور ركحي مميز خلق تجاوبا تلقائيا مع الجمهور المتابع بالاعادات وخاصة بالرقص لكن تبقى اللوحة التي طبعت في ذاكرة الحضور هي لوحة رقص شرقي صعيدي بلدي اداها الشاعر المصري هشام الجخ..لتختتم فعاليات الفقرة الاولى بوصلة من الاغاني المغاربية للثتائي محبوب والمغنية التونسية الشابة نهاد سالم جمعت بين الاغاني الشبابية والتراثية ..سهرة بقدر ما تغنت بالحياة والفرح وجهت تحية لبنقردان الصمود ولثقافة مستنيرة قادرة على دحر كل مظاهر التطرف والارهاب ..
الافتتاح الرسمي للتظاهرة كان بدار الثقافة محمد المرزوقي مع مداخلات المنظمين حيث انطلق مدير المهرجان توفيق حمادي من بيت شعري معروف للشاعر الشابي «اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر» ليؤكد ان هذه التظاهرة تماهى شعارها وفقراتها مع هذا البيت ، في حين اكد مندوب الثقافة الحسين الاحول اننا دوما مع مثل هذه التظاهرات المحبة للحياة وتناضل من أجل أن تتجاوز ثقافة الموت ..دمتم ودام الفرح الافريقي... ليكون الموعد بعد وصول سباق الدراجات مخصص للنساء مع عرض فرجوي افريقي «ايقاعات الحياة» قدمته الوفود الافريقية المشاركة مع عرض لاهم الشخصيات السياسية الافريقية التي طبعت التاريخ المعاصر ثم انطلاق استعراض بمشاركة عدد من الفرق الشعبية انطلق من امام دار الثقافة محمد المرزوقي في جولة جابت الشوارع الرئيسية ولامست خاصة القلب النابض للمدينة «سوق الصناعات التقليدية»، المعلم التاريخي ..تنشيط كبير وتجاوب اكبر من رواد السوق .. ازال ولو لحين مسحة الحزن المرسومة بعد ان هجره السياح والزوار ليعود متسائلا عن واقعه ومستقبله ؟
7 آلاف متابع لأمسية شعرية استثنائية
من أهم فقرات اليوم الثاني كانت الأمسية الشعرية التي ادارها الشاعر البشير عبد العظيم وتواصلت لاكثر من ساعتين حيث جمعت أصواتا نسائية صدحت بقصائد متنوعة راوحت بين الشعر الفصيح والنثر والشعر الشعبي عبقت بها أجواء الامسية ومن هذه الاصوات نذكر الشاعرات هندة بن حسين، حليمة بوعلاق ، يسر بجاوي، فائزة مليكي .. هذا واضاء فطاحلة الشعر الشعبي الامسية وتفاعل معهم جمهور يحسن الاستماع باعتبارها عليما بعوالم الشعر الشعبي محليا وعربيا ..في مقدمة الشعراء كان الشاعر الليبي الكبير معاوية الصويعي اضافة لشعراء كثر على غرار محمد لوحيشي و الحبيب البشراوي و عبد المجيد البرغوثي والبشير عبد العظيم ..عطروا الامسية باعذب المفردات وبقوافي معبرة كما تنوعت أشعارهم ما بين الحكمة والغزل والتغنّي بالوطن الباحث عن أمن واستقرار ..
المسرح كان حاضرا في التظاهرة من خلال عرض عمل»الأجنحة السوداء» بدار المسرح بالجهة من اخراج الاستاذ فيصل بالطُاهر و نص لنجاة دهان.. جسد الواقع والاخطار المحدقة بالوطن اليوم في مقدمتها دعاة السواد والتطرف..اما السهرة فكانت فنية مع الايقاعات الافريقية من خلال عرض.. «اسطمبالينا دونق».. لسمر تونسي ومنير العرقي والشاذلي البيدالي.
في صباح اليوم الثالث والختامي السبت 26 مارس الجاري كان الموعد مع انطلاق يوم الصحة الثقافي بالمستشفى المحلي بدوز «الصحة للجميع» امنته جمعية طب وفن وثقافة بالمنستير ثم تم رسم جدارية عملاقة بحائط الملعب البلدي بالجهة تحت شعار «بالالوان ننتصر للحياة» بتأطير من جمعية طب وثقافة وفن وجمعية احباء الفن التشكيلي بقبلي..ليكون الموعد في المساء بسوق الصناعات التقليدية مع اختتام التظاهرة بامسية شعرية استثنائية من حيث الحضور الذي بلغ سبعة الاف متابع وقيمة الشعراء المشاركين ..امسية ادارها باقتدار الشاعر الصحبي شعير وانطلقت بفصيدة لابن الراحل علي لسود المرزوقي الشاعر ايوب (وين ما نقول نسيت) التي توجت في المهرجان الدولي للشعر بدوز في دورته الاخيرة كذلك شعراء من سلطنة عمان مطر البريكي وشاعر المليون فاهد السعيدي فقد مثّلا مفاجأة سارة للامسية ، المولدي هضب ، الصوت الشعري المميز في المشهد الشعري الحديث محمد الدنقلي ،جليدي العويني، عبد الباسط بوخشيم، غزال الكثيري والفنان والشاعر الليبي الكبير معاوية الصويعي ومرافقة مع الفنان التونسي لزهر شعير..نجم الامسية كان بامتياز الجمهور وان كان مبرمجا الشاعر هشام الجخ الذي انطلق بقصيدته المشهورة «تاشيرة» التي تجاوب معها الجمهور كثيرا خاصة مع طريقته في الالقاء كذلك بعض القصائد الأخرى على غرار «ايوة بغير» والجدول ..قصائد تفاعل معها كثيرا جمهور الجخ الذي تمنع ودون ان يُقنع عن القاء قصيدة طالب بها كثيرا الجمهور بتعلة انه لا يلقي هذه الفقصيدة الا في ..مصر ؟!
هوامش:
• لقاءات عديدة جمعت كثيرا من المبدعين على هامش التظاهرة تناولت واقع الثقافة والشعر خصوصا كما شكلت فرصة للتعاون ..الشاعر الليبي معاوية الصويعي والفنان لزهر شعير .. التقيا فولد شعر من وحي اللحظة ولحن نزل وأخذ طريفه.. «زعمه تشوفك عيني /تجمعنا الاقدار/نطفي شوق حنيني/ نشوف العمر الضامي».
• تم تكريم المشاركين في المهرجان اثر الامسية الختامية بمقر اقامة الضيوف كما سجلنا التفاتة كريمة لوجه من وجوه الثقافة بدوز ومدير سابق لمهرجانها الدولي للصحراء د. فوزي بن حامد..
• المندوب الجهوي للثقافة بقبلي وفي لقاءات مع عدد من الكتاب المشاركين ابدى اهتمامه بالتعريف بانتاجاتهم الجديدة من خلال قراءات نقدية ستقام بالتعاون مع جمعية احباء المكتبة والكتاب..