«جسد غريب» فيلم عن الهجرة ووجيعة الاقامة الغير الشرعية، فيلم عن الجهاد والجهاديين، عن المرأة وقوتها و الرجل وضعفه فيلم عن غربة الجسد واغترابه وسط الاصدقاء وعن رغباته المكبوتة التي يخنقها ويرفض إبرازها فيلم ابطاله المميزة هيام عباس و الجريئة سارة حناشي والمبدع سليم كشيوش.
الجسد...حر وحر لأنه وعاء للحياة
صورة مضطربة لمياه البحر، صور مرمية في القاع، فقاقيع من الماء كتلك الصادرة من افواه الغرقى، جثث مرمية، بعض الاجساد تريد ان تطفو فوق السطح، صوت لارتطام قوي وصدمة منذ بداية الفيلم، من بين كل «الحارقين» فتاة وحيدة تنجو من الغرق، هي سامية «سارة الحناشي» اختارت طريق الهجرة غير الشرعية الى فرنسا للهروب من ذكرى اخيها الجهادي والهروب من كلمة «خوك في الحبس ربي يفرج عليه»، منذ المشهد الاول بدت الفتاة قوية سمراء سمرة سواعد عمال الارض التي تركتها، تدور تائهة تبحث عن احدى المقاهي في مدينة ليون الفرنسية، بحثا عن عماد «سليم كشيوش» احد ابناء قريتها الصغيرة.
منذ المشهد الاول اختارت المخرجة ان تكون الشخصية المحورية، امرأة قوية لا تعرف المهادنة، لها الجرأة لتهاجر سرا ولتبحث عن عمل في ليون دون ان تخاف، في الفيلم تتنقل الكاميرا تدريجيا لتكتشف الفتاة جسدها، فبعد ان كانت متشعثة الشعر بسيطة الهندام تمكنت بمساعدة «مدام بيترو» او ليلى المراة التونسية التي هاجرت بطريقة غير شرعية هي الأخرى من أن تكتشف جسدها واكتشفت أن لها جسدا فاتنا وشعرا مجعدا جميلا ومغر ومع اكتشافها لجسدها يكتشف المشاهد ان وسيلتها للتعبير عن الخوف والرفض والفرحة هو الرقص. اختيار الشخصية فريد من نوعه فللمرة الاولى تركز السينما العربية على فتاة مهاجرة اذ عهدنا «الحرقة» للرجال في السينما.
في الفيلم يكون الجسد حمال رسائل فعماد الذي كان سلفيا يدعو الى الجهاد، نجده بعد ان اعجب بليلى و سامية معا يصبح عاشقا لجسده ولجسد الاخريات، يكتشف ان جسده الاسمر جميل وهناك من تعجبه سمرته و يريد امتلاك جسده، وبعد ان كان وحيدا لا يفكر الا بالجهاد يجده المشاهد انه اصبح يبحث عن اللذة والجنس و اشباع رغباته بعيدا عن غطاء الدين وتعاليمه.
أما ليلى فلجسدها الف حكاية فجسدها كان نقطة عبورها الى فرنسا وجسدها هي نقطة التقائها مع «جون» وجسدها فتح لها بابا لتصبح سيدة فرنسية برجوازية، وجسدها ايضا......