عرض فني صيني متكامل ألهب مشاعر الجمهور العريض الذي غصت به قاعة العرض بالمركب الثقافي بقابس مع ثقافة اخرى وعوالم موسيقية وابداعية مغايرة تنبض حياة و تلامس الروح ،هذا وشكلت الرقصات المتنوعة وأغنيات الفرقة الصينية عرضا فنيا مبهرا كسر حواجز اللغة والتواصل مع الجمهور المتابع ويبقى الأهم أنه جسّد معنى الانضباط والالتزام الفني ليكون رسالة غير مباشرة لمنظمي التظاهرات والناشطين في المجال الثقافي.. عن هذا العرض بين الباحث في الموسيقى الاستاذ علي شمس الدين انه من الناحية الشكليّة، هناك انضباط تام وتنسيق رائع بالرغم من الصعوبات التقنية المتعلّقة أساسا بإعداد الركح بين الفقرات، فقد قام الممثلون بهذا الدور وهو دلالة على عدم احترامنا لهم وكذلك دلالة على سعيهم الجاد للقيام بعرض متميّز بالرغم من جهلنا لقواعد العمل الركحي ، اما من الناحية الفنيّة فظهر تمثّل العرض في موسيقى ورائيّةbackground جاهز وبجودة عالية أضيفت عليه بعض الآلات وهي تقنية تتطلّب العمل الجدّي والدقة المتناهية والتركيز، وهو غير مستغرب عن شعب الصين... ومن جانبه أكد لـ«المغرب» الملحق الثقافي الصيني الذي تابع العرض صحبة والي الجهة والمندوب الجهوي للشؤون الثقافية، ان هذا العرض يندرج في اطار التبادل الثقافي بين تونس والصين كذلك الاحتفال براس العام الصيني كما عبر عن انبهاره بالتفاعل الكبير من الجمهور المكثف المتابع..
جمهور متابع فاق توقعات المنظمين
حفل الاختتام ضم ايضا عرضا فرجويا موسيقيا من اخراج الفنان منير العرقى حمل عنوان «لسمر تونسى» والذي تقاطع مع طابع هذه التظاهرة ذات الابعاد الافريقية.. عرض مستمد من مخزون الموسيقى التونسية الشعبية والايقاع الافريقي من خلال نغمات وايقاعات «الاسطمبالى برويا «والاته المستخدمة على غرار القمبري ،الشقاشق ، الطبل ..علما وان تفاعل الجمهور كان كبيرا سواء بالتصفيق أو الرقص..وعودة لاهم فقرات التظاهرة واثرها في مستوى العمل الثقافي داخل وخارج كلية العلوم بقابس ،فقد تابع جمهور استثنائي جل المحطات فخلال عرض «موزيكا إين» الذي أثثته فرقة شبابية من قابس في اليوم الثاني كان الموعد مع باقة من الاغاني التراثية ذات الطابع الافريقي واغاني شبابية ، عروض سينمائية لأفلام افريقية مختارة على غرار فيلم «تمبكتو» و«مانديلا» و«وايا رايا» ... الفن التشكيلي وورشات في النسيج والسيراميك و الرسم اطرتها نخبة من المختصين في مختلف المجالات، عرض فني راقص «نحن وحدة» من إنتاج الطلبة الافارقة بكلية العلوم والذي لقي متابعة جماهيرية من طلبة الكلية وباقي المؤسسات الجامعية وحتى المؤسسات التربوية بالجهة..عرض جال في ايقاعات افريقية متنوعة مثلت البلدان المشاركة :موريطانيا، الكامرون، التشاد، جزر القمور، البينين..
دورة ثانية وحجم جمهور توافد على عروضها فاق توقعات المنظمين كما بين الكاتب العام للكلية الاستاذ وليد حسين وهذا سيحملنا مسؤولية اكبر لتطوير التظاهرة والسعي إلى أن تصبح وطنية، أما رئيس المهرجان الاستاذ لسعد بوخشينة فشدد على وقع هذه التظاهرة في المشهد الثقافي الجهوي والوطني ،كما شكلت مناسبة هامة للتلاقح الثقافي بين طلبة القارة السمراء ..