مسرحية «النجدة» في الافتتاح ومسرحية «اللبيب من الإشارة يفهم» في ساحة الفنون

للعطلة خصوصياتها عند الطفل فهي عنوان للهو والفرح والابتعاد عن ضغط المدرسة والكتب والتمارين، للعطلة ميزتها ايضا عند المؤسسات الثقافية لأنها الوقت الانسب لانجاز تظاهرات تضمن الجمهور والإقبال على ما يقدم من مادة ثقافية للطفل فالجمهور من الاطفال «مضمون».

، وتحتفي المنستير بالطفل من خلال الدورة الواحدة والعشرين لمهرجان محمد سلامة لمسرح الطفل الذي تنطلق فعالياته من يوم 27فيفري الى غاية 5 مارس 2017، دورة تشارك فيها 7 عروض مسرحية وورشتان في مسرح الطفل مع مداخلات علمية في المركب الثقافي بالمنستير ومعرض الذاكرة بالمركز الوطني لفن العرائس.

ويفتتح المهرجان يوم 27 فيفري بمعرض عنوانه «من التأسيس الى اليوم» لمركز الوطني لفن العرائس، معرض يقدم معلومات وصورا وعرائس كبرى عن تاريخ المركز وانتاجاته، المعرض يمتع الاطفال في المنستير كما امتع اترابهم في توزر ونابل و كل ولايات الجمهورية فكلما وضع المركز معرضه إلا ولقي انتباه الاطفال وخاصة تلك الدمى العملاقة.

ويكون المسرح الوطني حاضرا بمعرض الذاكرة والتاريخ طيلة ايام المهرجان مهرجان قالت عنه الهيئة المديرة «اليوم وبعد 21عاما يسلم جيل الاعتراف بالجميل لرجل المسرح محمد سلامة 1938 - 1995 الامانة الى جيل التطلع الى العالمية.
هكذا ايام محمد سلامة لمسرح الطفل اجيال تترابط وجهد لا يتوقف منذ 24 جوان 1996 منارة اشعت فرحا وابتسامة في عيون الاطفال.

21 سنة كبر الطفل الذي كان يلعب في حقول المهرجان وتربى في حضن الثقافة والإبداع ، حلل وناقش واهتف واطلق العنان للخيال و البحث عاما تلو عام، اصبح اليوم رجلا اصطحب ابنه الى الدورة ال 21 التي نريدها دورة الانفتاح على كل تجارب العالم لتتسع رؤى اولادنا وتسعد وتصعد».

النجدة عمل متميز في الافتتاح
اختار مهرجان محمد سلامة اجمل العروض لحفل الافتتاح، بداية العروض تكون مع الملحمة المسرحية التي اعتبرها النقاد افضل انتاجات الاطفال للعام 2016، ملحمة يتحد فيها المسرح والموسيقى مع تقنية الفيديو وبراعة الممثلين في الاداء، ملحمة عنوانها «النجدة» للمخرج محسن الادب انتاج مركز الفنون الركحية والدرامية بقفصة، «النجدة» ملحمة كتبتها سوسن الذوادي وأخرجها محسن الادب بمساعدة وليد بن عبد السلام.
وجسدها كل من حمزة بن داود وكمال بوعزيزي و حسن ربح ومنصور بن زينة و اسامة فرحات وقليعي الحراثي ومحمد السعيدي وايمان مماش و ياسمين صمود وعواطف مبارك ورندة عامر.

في «النجدة» تسمع موسيقى هادئة، ضوء اصفر مقلق، صورة معكوسة على الشاشة لأرض جرداء اشجارها مقطوعة ومنزل مهدم البنيان ودخان يتصاعد في المكان، صورة عن ارض مشوهة، حجارة على الركح ونملة في الركن تحاول سرقة بعض الالحان من مزمار، و زهرة تتراقص بتلاتها مقصوفة فقط بقايا وردة، صوت حزين ينتشر في المكان لنعرف ان ابطال الحكاية حيوانات عانت من التلوث وتريد الاجتماع علّها تجد حلا لانقاذ الأرض وانقاذ مابقي من الحيوانات...

يعلو صوت الصفير وتزداد الصفرة وتزداد معها الحركات المتوجة للوردة المتألمة التي تقمصت شخصيتها الرقيقة والهادئة التي ينتظر منها التمثيل الكثير ايمان مماش، حركاتها كطفل صغير اختنق فتحركت يداه وقدماه بطريقة عشوائية بحثا عن بعض الهواء، او هي نبتة اشتاقت الى الماء فاشرأبت لتعانق بعض رذاذ تساقط علها تعيش..

على الركح ترقص النملة تتحرك بعنف وغضب داخلي على الانسان والتلوث، النملة قائدة المجموعة ، النملة العاملة جسدت شخصيتها الممثلة الجميلة والعنيدة عواطف مبارك، تحادث احد الحيوانات وتقول «اني اسمع اصوتا غريبة، يا صديقة دربي المديد اظن ان الحيوانات جاءت لتلتقي وتجد الحل».

تتغير الموسيقى ومعها الضوء من أصفر الى أحمر كدم قان يسيل على الارض وتدخل الحيوانات تباعا تخرج من كل اركان القاعة مشوهة وممزقة فراشة محروقة الجناح، و فيل دون انياب و سلحفاة على كرسي متحرك وأسد يعرج بساق واحدة و زرافة تمشي بالعصي وعقرب دون سم شحيح، حيوانات مشوهة جمعها الهدهد للبحث عن حل لعلها تنقذ الارض من دمارها.

أبدع الممثلون في تجسيد شخصيات الحيوانات ، فهاهي الفراشة منال بن سعيد الحسّاسة كطفلة ،ومعطاءة كالأرض تناشد الوردة ان تعطيها قليلا من شذاها، تراقصها فتتمنع الوردة وتتمايل رافضة لان رحيقها الآخر مشوه وملوث... وهاهو الاسد قليعي حرّاث الأسد القوّي النقي الصادق يزمجر ويعاند اللون الاحمر و يسأل كيف للانسان ان يجعله وهو سيد الغابات بساق واحدة.

على الركح تحرك الممثلون في عنف حينا وهدوء حينا اخر عاندوا الالوان والصور المجودة في الشاشة، لكل مشهد قصته ولكل قصة مقوماتها ، ولكل ممثل طريقته الخاصة في الحركة، تتواصل لعبة الضوء والموسيقى في انتظار مجيء الهدهد الذي تخلف كما تخلف هدهد النبي سليمان، وفجاة يطل الهدهد المنتظر، يسير على لوح يكاد يطير، المبدع الخلاق محمد السعيدي الذي بدا كهدهد حقيقي ،النجدة تكون فاتحة عروض مهرجان محمد سلامة بالمنستير بعد جولة في مهرجانات تونس حققت معها اقبالا جماهيريا كبيرا.

بين الفرجة والورشة تحضر المتعة...
تتواصل فعاليات المهرجان يوم 28فيفري ويكون اللقاء مع مسرحية «اليس في بلاد العجائب» اما الاربعاء 14مارس فموعد مع مسرحية «اللبيب من الاشارة يفهم» للفنان منعم شويات عرض موجه اساسا لذوي الاحتياجات الخاصة قدمه منعم شويات في اكثر من فضاء ولقي اقبال الجمهور واعجابهم لطرافة الفكرة ومتعتها في ان واحد عرض يقرب لغة الصم والبكم الى الناطقين ويجعل كليهما قادرا على التحاور والنقاش دون ان يكون المنطوق عائقا، اما الخميس 2مارس فعرض لمسرحية « الحقائب الرحالة» لجمعية الفن الجميل لبسام حمامة فعرض «أين أنت يا أبي» لأيمن اليحياوي يوم الجمعة 3 مارس، اما السبت 4مارس فلقاء مع مسرحية «الجزاء العادل» لشركة الفردوس والاختتام مع «مملكة الحكايات» انتاج مركز الفنون الركحية والدرامية بصفاقس.

بالاضافة الى العروض يقدم مهرجان محمد سلامة لرواده مجموعة من الورشات طيلة ايام المهرجان وهي ورشة « التواصل عبر اللعب الدرامي عند الطفل» تؤطرها فاطمة الفالحي وورشة « ادوات الممثل في فنون المسرح والسينما» يؤطرها أسامة رؤوف وهو مخرج ومدير عام مسرح الشباب بوزارة الثقافة المصرية.

كما يحضر الفكر في المهرجان عبر يوم دراسي يوم الأربعاء 1 مارس عنوانه «كيف نكوّن لمسرح الطفل» ويقوم على مداخلات لنبيل ميهوب «مواصفات منشط الورشة المسرحية» ومداخلة لمنعم شويات «الصم ومسرحة لغة الاشارة» وصديق الجدي «المسرح وبناء شخصية الطفل».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115