أدباء في القلب والذاكرة: الطيب التريكي (2016/1921)

هو من بين المهتمين بالأدب الموجه للأطفال وفي رصيده قصص كثيرة كما عمل إضافة إلى التدريس في مجال الإدارة والإعلام بنوعيه المسموع (الإذاعي) والمكتوب في الدوريات.


ولد الطيب التريكي في مدينة عقارب القريبة من صفاقس سنة 1921 وتشير بعض المراجع إلى أنّ ولادته كانت سنة 1920 أمّا وفاته فكانت يوم 31 جانفي 2016 وهو في العقد التاسع دون تدقيق للمكان الذي وافاه فيه الأجل المحتوم ولا المقبرة التي آوى إليها إلى الأبد .

وككل أبناء جيله انتسب الطيب التريكي إلى الكتّاب أين حفظ نصيبا من القران وتعلم كتابة الحروف ليلتحق سنة 1927 بالمدرسة الابتدائية في صفاقس حيث تحصل على الشهادة الابتدائية وشهادة السيزيام في جوان 1933.

نجاح خول له مواصلة تعليمه الثانوي في المدرسة الصادقية بتونس العاصمة ليحصل على الجزء الأول من شهادة الباكالوريا سنة 1938 وعلى الجزء الثاني منها في جوان 1939. وقد التحق بعد ذلك بمعهد الدراسات العليا – فرع السربون- بتونس لمواصلة تعليمه العالي ليتوج بالحصول على شهادة الإجازة في اللغة والآداب العربية وشهادة التدريس بالمعاهد الثانوية وذلك تباعا سنتي 1943 و 1944 حيث تمّ تعيينه أستاذ للعربية في معهد كارنو بالعاصمة .

وّأثناء التدريس يبدو انه لفت الأنظار بسعة معارفه وطريقة تواصله مع تلاميذه ونعتقد أنّ الرجل كان ممّن ناضلوا ضدّ الاستعمار الفرنسي ولو بالفكر والثقافة والأدب حيث نشر بعض القصص التي كان يكتبها آنذاك في مجلتي الندوة والفكر ليتمّ تعيينه سنة 1958 مديرا لديوان وزير التربية القومية آنذاك الأديب محمود المسعدي وقد ظل في هذا المنصب حتى سنة 1968 ليقع تكليفه بعد ذلك ببعث ديوان المشاريع الجامعية كما قام أيضا بتأسيس المركز الوطني البيداغوجي.

في الأثناء وجبت الإشارة إلى نشاطه الأدبي حيث اهتم الطيب التريكي بأدب الأطفال وقد كتب عدة قصص ونشرها في كتب محلاة بصور ملوّنة وجذّابة للأطفال وكانت لغة القصص سلسلة وأسلوبها جذّلب ومشوق خصوصا أنّ بعضها تولى اقتباسه من « ألف ليلة وليلة « كما ألف أيضا للأطفال قصصا عن الأنبياء مقتبسة من النص القرآني.

ودائما في إطار اهتماماته بأدب الطفل وجبت الإشارة إلى أنّ الطيب التريكي الذي أحيل على التقاعد سنة 1981 تولى إعداد برامج إذاعية موجهة خصيصا للأطفال كما أنّه قام بترجمة الرواية التاريخية (صلامبو) للكاتب الفرنسي « قوسطاف فلوبار « وذلك سنة 2008.

وفي إطار اهتمامه المتواصل بالأطفال وأدبهم شغل الطيب التريكي منصب رئيس تحرير مجلة الأطفال (قوس قزح) وذلك طيلة 18 سنة وفيها نشر حوالي 50 قصّة نقلها من الفرنسية إلى العربية وهي فصص هندية وافريقية وأوروبية وحتّى صينيّة.

هذا الولع بأدب الطفل مكنّه من الحصول على الجائزة القومية في الآداب والفنون (في ميدان ثقافة الطفل ) سنة 1989

كما تمّ في قائم حياته بعث ملتقى أدبي يحمل اسمه في مسقط رأسه عقارب ولكن بعد الثورة التي شهدتها بلادنا في 2011 توقف نشاط هذا الملتقى مثل الكثير من الملتقيات والتظاهرات الأدبية والثقافية.

رحل الأديب الطيب التريكي ولكنّ إبداعه القصصي للأطفال سيظل في متناول الناشئة ويبقى صاحبه - رغم رحيله- في القلب والذاكرة.

من قصصه المنشورة :
• فرحة الأولاد / مطبعة تونس قرطاج 1966
• كلاب السوق / مطبعة تونس قرطاج 1996
• شجرة اللوز / مطبعة تونس قرطاج 1993
• ذاكرة قريتي / مطبعة تونس قرطاج 1993
• سندباد الفضاء / ط1 (1977) و ط2 (1993)

من قصصه حول الأنبياء :
• يوسف الصديق / مطبعة تونس قرطاج -1982
• عيسى المسيح / مطبعة تونس قرطاج – 1985
• موسى كليم الله / مطبعة تونس قرطاج - 1985

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115