جاء الكتاب في 120 صفحة تضمنت 67 نصا شعريا موزعة على ثلاثة أقسام وهي على التوالي: شهادة الشهيد – بيت الشهيد... بيت القصيد – شهادة الشاهد.
وقد حرص الشاعر عبد العزيز الحاجي على إثبات تاريخ كتابة كلّ قصيدة (أسفل النص) وكأنه أراد بذلك آن يثبت وفاءه للشهيد على مَرّ الوقت المرّ خصوصا أن هذه القصائد كان قد نشرها على صفحات جريدة « الشعب» الأسبوعية الجريدة الناطقة بلسان الاتحاد العام التونسي للشغل وحتّى في اختياره النشر على صفحات هذه الدورية رمزية وكأنه أراد الإشارة إلى كفاح الشهيد صديقه الفاضل ساسي.
النصوص الشعرية في هذه المجموعة هي قصائد عمودية وأخرى من الشعر الحرّ المتميز بإيقاعاته المتنوعة وهي قصائد تشترك في التعبير عن الأحاسيس نحو الوطن والشهيد في سبيل الوطن وهي أيضا مختلفة الحجم فهناك القصائد الطويلة والقصائد القصيرة جدّا وكأنها زفرات ألم ... من نوع قصيدة له بعنوان «بواز» فكل ما جاء فيها هو قوله: فاضل يا ابن صالح / بعدك لا باقي للإخلاف / سوى الزمن الكالح/ زمن يستكبر فيه الرعديد ويستفلح عنّين طالح ...
وفي قصيدة أخرى بعنوان «قصة ثكلى» يقول فيها الشاعر عبد العزيز الحاجي ما يلي:
شيئا فشيئا ضاع منها العمر والولد / شيئا فشيئا شاط منها الروح والكبد / ثكلى أدمى قلبها الفقدان والكمد / يا ليته النسيان يجديها ويجدي مثله الجلد.
هو الكلام عن الكلام صعب خصوصا إذا كان شعرا وهذه المجموعة الجديدة للحاجي «بيت الشهيد... بيت القصيد» جاءت مفتقرة لتقديم نقدي من أحد النقاد المختصين يكون قد تولّى النظر في المدونة الشعرية المهمّة لهذا الشاعر ولكن رغم ذلك يمكن للقارئ بعد أن ينهي قراءة هذه المجموعة الشعرية الأنيقة في لغتها والآسرة بإيقاعاتها وصورها الشعرية وإيحاءاتها ليعترف في الأخير أن كل ما فيها هي قصائد يفوح منها عطر الوفاء والإخلاص والمحبّة للوطن وشهدائه.