بيت الشهيد... بيت القصيد لـ عبد العزيز الحاجي: قصائد يفوح منها الوجع والوفاء للوطن والشهيد

بعد أن كان أصدر فيما مضى ومنذ التسعينات أربع مجموعات شعرية وهي على التوالي: «أفراح مختلسة (1992) – صباية مختصرة (1994) – صفير الوقت (1996) – غميس الغمام (1997) يبدو أنّ الشاعر

عبد العزيز الحاجي (أصيل حاجب العيون والأستاذ الجامعي بالمعهد العالي للغات بتونس (ابن شرف سابقا) قررّ أن يتوقف على النشر ليتأمل في رصيده الشعري ويتولى تقييمه وربمّا العودة إلى عالم الأدب والفكر والثقافة من بوابة أخرى قد تكون القصة أو الدراسات الأدبية والنقدية ولكن بعد 18 عاما عاد شاعرنا وتحديدا في 2016 إلى دنيا الشعر ليصدر مجموعته الخامسة وهي بعنوان «شهقت عيني في المرآة» ويبدو انه قرر العودة أيضا إلى نسقه المعتاد في نشر مجموعاته حيث اصدر هذه الأيام (جانفي 2017) مجموعته السادسة بعنوان «بيت الشهيد... بيت القصيد» عن دار زينب للنشر التي يتولى إداراتها شاعر أيضا هو الأستاذ ابن حمام الغزاز مجدي بن عيسى هذه المجموعة الشعرية الجديدة للحاجي أهداها صاحبها إلى (روح «الفاضل ساسي» شهيد البيتين: خيمة الوطن / خيمة الشعر/ والى روح الوالد «صالح ساسي» مخضب التربة في كلا البيتين).

جاء الكتاب في 120 صفحة تضمنت 67 نصا شعريا موزعة على ثلاثة أقسام وهي على التوالي: شهادة الشهيد – بيت الشهيد... بيت القصيد – شهادة الشاهد.
وقد حرص الشاعر عبد العزيز الحاجي على إثبات تاريخ كتابة كلّ قصيدة (أسفل النص) وكأنه أراد بذلك آن يثبت وفاءه للشهيد على مَرّ الوقت المرّ خصوصا أن هذه القصائد كان قد نشرها على صفحات جريدة « الشعب» الأسبوعية الجريدة الناطقة بلسان الاتحاد العام التونسي للشغل وحتّى في اختياره النشر على صفحات هذه الدورية رمزية وكأنه أراد الإشارة إلى كفاح الشهيد صديقه الفاضل ساسي.

النصوص الشعرية في هذه المجموعة هي قصائد عمودية وأخرى من الشعر الحرّ المتميز بإيقاعاته المتنوعة وهي قصائد تشترك في التعبير عن الأحاسيس نحو الوطن والشهيد في سبيل الوطن وهي أيضا مختلفة الحجم فهناك القصائد الطويلة والقصائد القصيرة جدّا وكأنها زفرات ألم ... من نوع قصيدة له بعنوان «بواز» فكل ما جاء فيها هو قوله: فاضل يا ابن صالح / بعدك لا باقي للإخلاف / سوى الزمن الكالح/ زمن يستكبر فيه الرعديد ويستفلح عنّين طالح ...

وفي قصيدة أخرى بعنوان «قصة ثكلى» يقول فيها الشاعر عبد العزيز الحاجي ما يلي:
شيئا فشيئا ضاع منها العمر والولد / شيئا فشيئا شاط منها الروح والكبد / ثكلى أدمى قلبها الفقدان والكمد / يا ليته النسيان يجديها ويجدي مثله الجلد.

هو الكلام عن الكلام صعب خصوصا إذا كان شعرا وهذه المجموعة الجديدة للحاجي «بيت الشهيد... بيت القصيد» جاءت مفتقرة لتقديم نقدي من أحد النقاد المختصين يكون قد تولّى النظر في المدونة الشعرية المهمّة لهذا الشاعر ولكن رغم ذلك يمكن للقارئ بعد أن ينهي قراءة هذه المجموعة الشعرية الأنيقة في لغتها والآسرة بإيقاعاتها وصورها الشعرية وإيحاءاتها ليعترف في الأخير أن كل ما فيها هي قصائد يفوح منها عطر الوفاء والإخلاص والمحبّة للوطن وشهدائه.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115