المدرسة الابتدائية حي الطيب المهيري بقعقور: قاعة «أحلام شهد للمسرح» حلم جميل تحقق

أرايت ضحكة الطفل الصغير حين تقدم له قطعة حلوى؟ هل سبق أن انشرحت لكلمة «شكرا» من لدن تلميذ صغير مقبل على الحياة؟ هل سبق وان تشاركت وطفلة جميلة حلمها وشاركتها يومها وضحكتها البرية كشعرها المموج الذي يزينها هل سبق أن جبت أرياف الجمهورية

وتشبعت بعطش اطفالها الى الابداع وبعد سنوات سكنك حلم جميل فقررت ان تنجزه وان غابت الاموال.

المربي لسعد الماجري حلم واستطاع ان يحقق حلمه، حلم بقاعة للفنون لتلاميذه ونجح في تجسيد حلمه من مجرد فكرة الى واقع واستطاع بفضل ايمانه بحلمه وتشارك الحلم مع مجموعة من مبدعي قعفور في تحقيق اول قاعة للمسرح في مدينة قعفور في المدرسة الابتدائية الطيب المهيري تلك القاعة التي كانت مقبرة للأثاث القديم اصبحت قاعة للمسرح واسمها قاعة احلام شهد للمسرح.

ولنا في الحلم بقية ولنا الحلم لنعيش
بعيدا عن سين التسويف التي يستعملها كل الساسة والمسؤولين، بعيدا عن شعارات لامركزية الثقافة التي يرددها كل الوزراء دون استثناء، بعيدا عن وعود وزارتي الشؤون الثقافية والتربية بدعم الابداعات الثقافية في الجهات بعيد جدا عن سياسة الوعود حلم مدير المدرسة الابتدائية الطيب المهيري ولم يتوان في تحقيق حلمه بل وضعه على طاولة النقاش مع المسرحي علاء الفرشيشي ومجموعة من ابناء قعفور وتشاركوا النقاش لتحقيق حلم ربما يبدو صعبا جدا أمام غياب الامكانيات المالية.

« في الحقيقة هذا اول عام اباشر فيه مهامي في المدرسة الابتدائية الطيب المهيري قعفور، هناك قاعة شاغرة منذ سنين كانت مخصصة للتكوين المهني ثم اصبحت مقبرة للأثاث القديم، وتساءلت لم لا نحولها الى قاعة للفنون لماذا لا تكون فضاء للابداع عوض بقائها على تلك الشاكلة ميتة لا روح فيها، طرحت فكرتي على المبدع علاء الفرشيشي ثم توسعت دائرة الاستشارات وبعدها انطلقنا في العمل دون التفكير في النقائص والمشاكل» هكذا تحدث السيد الاسعد الماجري مدير المدرسة عن حلم انشاء قاعة للعروض المسرحية بالمدرسة التي

باشر العمل فيها بصفته مديرا.

جميل ان نحلم والأجمل ان نتشارك الحلم، جميل ان نسعى الى تحقيق احلامنا والاجمل ان نتعاضد ليزهر الحلم، وفي المدرسة الابتدائية الطيب المهيري ازهر الحلم حين اصبح جماعيا وقرر علاء الفرشيشي ّالمبدع الرهيب» كما وصفه مدير المدرسية ان يحقق حلم الاسعد الماجري ومعه حلم تلاميذ قعفور وفي تصريح لـ«المغرب» قال علاء الفرشيشي ّحقا اشعر بالفخر لان حلمنا اصبح واقعا.

في البداية الفكرة للاسعد الماجري حلم وشاركنا حلمه واردنا ان نحقق مرادنا لنرى الحلم واقعا، قاعة للعروض المسرحية والفنية تكون حاضنة للابداع لتلاميذ قعفور لنفند مقولة ان الفن يعطل التلميذ عن الدراسة بل الفن اداة ليبدع الطفل اكثر ويتيمز، ومنذ اليوم الاول وكلما تقدمت اشغال التهيئة والزينة نشعر ان حلمنا كبر اكثر الى ان اصبح اليوم واضح المعالم».

وأضاف محدثنا انه و بطلب من مدير مدرسة الطيب المهيري بقعفور السيد «الأسعد الماجري» وفي بادرة هي الأولى من نوعها تمّ تحويل مبنى متوسط الحجم داخل المدرسة إلى قاعة خاصة بالمسرح و السينما من بقايا الخشب والحديد المتروك وبمجهود شباب متطوع ، وقد تمّت تهيئتها على نحو يتناسب و الفعل المسرحي أو الفني عموما،حيث وقع تجهيزها بركح خشبي مع ستائر تحيط به من كل جوانبه ، بالإضافة إلى مقاعد ملونة قادرة على استيعاب أكثر من 80 تلميذا.

و ربط الفضاء بالتيار الكهربائي بعد أن كان معزولا وأغلقت كل المنافذ التي تسمح بمرور تيارات الهواء الباردة، وانجاز القاعة انطلق بميزانية جد ضعيفة فميزانية المدارس الابتدائية 200دينار في العام ولكن ولان الحلم يجمع الكل فقد تشاركوا لصنعه وعملوا من الثامنة صباحا الى الثامنة ليلا لينجزوا القاعة التي ستحتضن احلام اطفال قعفور على حد تعبير مدير المدرسة.

قاعة احلام شهد للمسرح حلم ولد كبيرا
هناك في مدرسة ابتدائية بمدينة قعفور من ولاية سليانة تخمّر الحلم حد النضج وتحقق وأصبح قائم الذات، منذ اشهر والفكرة تطبخ على مهل بين اخذ ورد الى ان اصبحت واضحة المعالم وجسدت في المدرسة واسمها اليوم قاعة احلام شهد للمسرح.
و القاعة مقسّمة إلى قسمين،الأكبر مخصص للعروض و التمارين ،والجزء الآخر سيتم استغلاله كغرفة ملابس للممثلين الصغار .. كما تم إعادة طلاء الجدران على نحو يساعد التلميذ على التركيز أثناء الحصص ، وسيُعلّق عليها فيما بعد (بورتريات ) لفنانين ساهموا عبر التاريخ في إثراء التجربة الفنية . وقد استبشر التلاميذ بقاعتهم الجديدة، ّحقا لا يمكنني وصف تلك الفرحة التي رايتها في عيون تلاميذي الصغار يوم صعدوا الى الركح اول مرة على حد تعبير مدير المدرسة.

وللاشارة فقد شارك في تجسيد الحلم كل من زياد الرحالي وهو عامل بالمدرسة وتطوع ليعمل ساعات اضافية و علاء الدين الفرشيشي و محمد علي الجبالي و محمد امين البركاتي ومروان البركاتي و غيث الوسلاتي و سيف الدين المرواني ومجموعة من الاساتذة الذين تحمسوا للفكرة وانجزا الحلم دون تجاوز حامد الوسلاتي عن جمعية الابتكار المسرحي بقعفور التي تبرعت بـ 500 دينار للقاعة ومنظمة البحث عن ارضية مشتركة التي قدمت منحة 400دينار للمشروع.

وقد انطلقت اشغال قاعة المسرح وأشار علاء فرشيشي أنه سيبعث وينشط نادي للمسرح مساء كل اربعاء وسيقدمون آخر السنة عملا مسرحيا متكاملا وأضاف مدير المدرسة ان القاعة لن تكون للمسرح فقط بل ستنفتح على كل الفنون وفي غضون اسبوع سيكون هناك ناد ثان للموسيقى.

ومن أسباب بعث القاعة للأنشطة الفنية أشار مدير المدرسة إلى أن توفير فضاء ثقافي مناسب للممارسة الفنية داخل المدرسة يساهم في خلق تجربة مسرحية تدعم المنهج المدرسي وتعين التلميذ نفسيا وتساعده على بناء شخصية صلبة وتساعده على تجاوز بعض مشاكل النطق كما ان الفنون تجعل الطفل حالما مبدعا.

إسم القاعة «احلام شهد للمسرح» و«قد تعسفت في اختيار الاسم على الجميع» كما قال الاسعد الماجري وحين سالناه عن سبب هذه التسمية اجابنا ان احلام شهد هو عنوان قصة لعلاء فرشيشي، قصة بطلتها الطفلة شهد جد مؤثرة وكل من يقرا القصة سيتمنى لو انه يستطيع تحقيق احلام شهد و «كل تلاميذ المذرسة هم شهد بالنسبة لي لذلك سأسعى إلى أن أحقق حلمهم» كما قال مدير المدرسة الابتدائية الطيب المهيري بقعفور وهو الخبير في معاناة التلاميذ وعطشهم للفنون بعد ان جاب اكثر من 20مدرسة ريفية اثناء رحلته التربوية.
من الحلم انطلقوا وبموارد مالية قليلة جسدوا الحلم، قاعة أحلام شهد للمسرح بالمدرسة الابتدائية الطيب المهيري في قعفور انطلقت في نشاطها، تنقصها بعض الزينة في الواجهة الخارجية فقط، قاعة كبيرة باحلام المشرفين عليها اكدت ان للحلم وجود ولولا الامل والحلم لما قدم النشاط الابداعي، قاعة اثثت وزينت ولكنها تستحق دعما من المؤسسات التربوية والثقافة فهل سيستجيب وزير الثقافة الذي اعلن سليانة مدينة للفنون ووزير التربية الذي وقع العديد من الاتفاقيات لدعم الفعل الثقافي في المؤسسات التربوية ويقدمون بعض الدغعم لحلم ولد كبيرا بإرادة القائمين عليه.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115