وتابعت لجنة التحكيم وعدد كبير من المشاركين عروض المسابقة الوطنية لأول فيلم قصير والتي وحسب أغلب الملاحظين أكدت على توفّر الموهبة لدى أغلب المشاركين الذين تنوّعت المواضيع التي تناولوها في أفلامهم التي تراوحت بين القصير والقصير جدا.
ومن الأفلام التي تمّ عرضها في إطار المسابقة «A moi» لآمنة قريش و «شوف» لإيمان دليل و»دارك سيد» لسيرين طيلوش وشريط «Mutation» لسارّة العش وشريط «La Fosse» أو «الحفرة» لهيثم مغيربي وهبة الغربي.
الأفلام تراوحت بين أشكال سينمائية كثيرة، ولكن أكثر ما يلفت الإنتباه في أعمال أولئك الشبّان والشابّات هو الحرص على التجاوز وإضفاء روح جديدة على أعمالهم بما يتماشى مع هذه المرحلة الحرجة التي تمرّ بها بلادنا، في أعمالهم مسحة من الغموض أحيانا وعدم الوضوح، ربما وضوح الرؤية في هذا الزمن التونسي الذي لم يعد واضحا بما يكفي...
أولئك المبدعون القادمون بخطى حثيثة قدموا أعمالا وإن تفاوتت من حيث جودتها الفنيّة إلاّ أنها لخّصت ما يعيشه شباب تونس من حالات الإكتئاب والقلق وعدم الإستقرار.
ومن الأفلام التي شدّت الجمهور وأثارت نقاشا ثريا الفيلم المصري «سكر مر» بحضور المؤلف محمد عبد المعطي والممثلة شيري عادل.
الشريط يعرض لقصص خمسة رجال وخمس سيدات تربطهم علاقات عاطفية وشخصية، ومدى تأثّرهم بالظروف والتحوّلات التي يمرّ بها المجتمع المصري في الفترة الأخيرة وتحديدا من 2011 وحتى الآن، شخصيات كثيرة قد تتغيّر من النقيض إلى النقيض يشكل غير متوقّع بسبب أحداث معيّنة قد يمرّون بهاـ فيما لا يتغيّر البعض الآخر مهما حدث ومهما مرّ بظروف صعبة. الشريط كان صادقا في نقل تحوّلات عميقة في صلب الشباب المصري ما يعد الثورة ونقل صورة مقلقة لكنها حقيقية عمّا آلت إليه الأوضاع اليوم في مصر.
وفي سياق آخر تتواصل أشغال الورشات التي تجمع أعدادا كبيرة من الأطفال والشبّان حول مؤطّرين متخصصّين في تقنيات السينما، كما تتواصل فعاليات أشغال لقاء الجمعيات السينمائية التونسية التي يحتضنها فضاء دار قمر.