وهي دورة أرادتها هيئة الجمعية محطّة جديدة نحو تركيز ثقافة موجّهة للطفل تساعده على أن يكون مبدعا وراسخا في انتمائه الوطني والحضاري حاملا لفكر منفتح على الثقافة الإنسانيّة.
معرض كتاب الطفل والمجلة ، فضاء لبيع الكتب والمجلات بمشاركة أكثر من ستين عارضا لدور النشر من تونس ومن الدول الشقيقة و الصديقة، فضاء المطالعة للرضيع والمطالعة المبكرة ، فضاء الإحتفاء بالكتاب والإبداع بالاضافة إلى لقاءات أدبية مع سماء أبو بكر عزت (من مصر)، أمل الرندي (من الكويت) ، طارق البكري (من لبنان)، رشيد الذوادي (من تونس) . كما يشتمل البرنامج على قراءات شعرية للشاعر محمد جمال عمرو من الأردن وحفل توزيع جوائز مسابقة الإملاء بالمركب الثقافي محمد الجموسي، وفي رحاب المعرض ورشات و أنشطة موجهة للأطفال ذوي الإحتياجات الخصوصية ، معرض الفنون التشكيلية ، ورشة الرسوم المتحركة، ورشة الخط العربي ، ورشة الخط الصيني و غيرها من الورشات التي تهتم بالبراعات اليدوية و برسكلة النفايات.
وقد استقبل المعرض عددا محترما من الضيوف العرب ومن جنسيات أخرى حيث نزل على المعرض حوالي 25 ضيفا من عدّة دول من مصر ولبنان والجزائر واليمن والأردن والكويت والبحرين والسنغال وفرنسا والصين، وهم موزعون بين اختصاصات مختلفة من الكتابة الأدبيّة إلى الحكاية وفن الباليه والمكتبيّة وغيرها ممّا يعكس رغبة هيئة المعرض في دعم التثاقف والتواصل مع تجارب أخرى في مجال ثقافة الطفل.
تميز برنامج معرض صفاقس لكتاب الطفل بالكثافة والتنوع في مختلف مجالات الثقافة من فضاء بيع الكتب و فضاء المطالعة للرضيع و المطالعة المبكرة و فضاء الإحتفاء بالكتاب و الإبداع و فضاءات الورشات و المبادرات والتواصل والتنشيط والعروض السينيمائية والحكايات وبين حضور عدد من الأدباء والشعراء و الصحفيين وغيرهم من المبدعين من تونس و من عديد البلدان الشقيقة و قد حرصت هيئة الجمعية على أن تلبي رغبات كل الفئات العمرية بدءا من الرضع و الطفولة المبكرة إلى تلاميذ التعليم الأساسي و لكن المتجول في أرجاء المعرض و عند توقفه في فضاءاته يصاب بالخيبة و يشعر بأن ما تم من تحضيرات و إستعدادات لهذه المناسبة في دورتها الثالثة والعشرين قد ذهب جلها هباء منثورا و لم تأت أكلها بسبب غياب شبه كامل لجمهور المعرض من أطفال وأولياء فقد كانت الحركة على إمتداد 6 الأيام الأولى من إنطلاق المعرض شبه مشلولة .
«المغرب» توجهت إلى الأستاذ محمد رضا السويسي الملحق الإعلامي لمعرض صفاقس لكتاب الطفل لمعرفة أسباب هذا الإقبال المحتشم على المعرض فأجاب: «إن الإقبال على معرض صفاقس لكتاب الطفل باهت للأسباب التالية:
أولا إقامة معرض للكتاب في شهر ديسمبر الفارط الشيء الذي خلق تداخلا في أذهان الرواد في معرض صفاقس لكتاب الطفل و شوش على الدورة الثالثة والعشرين للمعرض ثانيا الوضع الأمني الذي تعيشه تونس وما يروج عن مسك إرهابيين بصفاقس وهو ما جعل المواطنين يتحاشون التجمعات الكبيرة، ثالثا سوء اختيار موعد إنطلاق المعرض وسط الشهر وهي فترة تسبق صرف المرتبات وإنتهاء صبابة المال للشهر المنقضي رابعا تزامن موعد معرض صفاقس لكتاب الطفل مع معرض تونس الدولي للكتاب الشيء الذي جعل العديد من العارضين لا يشاركون في هذه الدورة .
ثم يضيف الأستاذ السويسي : « نأمل أن يتنامى عدد المقبلين على المعرض في الجزء الثاني من أيامه خاصة مع عودة الأوضاع الأمنية لحالتها الطبيعية و تحسن الوضع المادي للأولياء بعد أن تم صرف الرواتب .
وللإشارة فقد وقع الإحتفاء بالجيش الوطني و تكريمه من قبل هيئة معرض صفاقس لكتاب الطفل كما تم إستقبال الفرقة النحاسية الرسمية للجيش الوطني بفضاء معرض صفاقس الدولي حيث تم تنظيم إستعراض وقعت خلاله تحية العلم .
تبا للإرهاب و لكل من شد أزره فقد طال فيروسه كل مجالات حياتنا ولكن عزاؤنا أن مصيره آجلا أم عاجلا الجحيم و بئس المصير .