في اليوم الثالث للمهرجان الدولي للواحات بتوزر: عروض تستمد شرعيتها من الثوابت التراثية

تواصلت فعاليات المهرجان الدولي للواحات بتوزر في يومها الثالث الذي تميزت فعاليته بالثراء والتنوع حيث شهدت دار الشباب طريق الحامة و خلال الفترة الصباحية اختتام عمل الورشات وعرض انتاجات الأطفال و بشارع الحبيب بورقيبة انتظم كرنفال PAPARONI TOZART

إلى جانب أنشطة المعرض التشكيلي بدار بن عزوز و أيضا معرض الصور بشارع الحبيب بورقيبة. وبساحة الولاية معرض منتوجات وسط المدينة.

اختلف المشهد الفني حيث حضرت موسيقى الراب من خلال عرض مجموعة الرقص العصري التي أدخلت حركية هامة بالمكان و استيقظت عديد الجماهير لاسيما من الشباب الذي تفاعل مع مختلف فقرات العرض. أما السهرة الموسيقية بساحة الفنون بالتبابسة فقد كانت سهرة طربية بمشاركة الثنائي ألفة بن رمضان و أيمن لصيق و لم ترتق إلى مستوى هذا المهرجان الدولي العريق وكان تفاعل الجمهور مع العرض باردا برودة الطقس أضف إلى ذلك بعض مظاهر الفوضى التي تسببت فيها بعض الجماهير مما جعل قوات الأمن تتدخل لفض المناوشات لاسيما بعد انتهاء السهرة. مما أثار عديد التساؤلات حول برمجة مثل هذه العـــروض الطربية التي لا تتماشى وطبيعة المهرجـــان حيـــث كان على من اقترح هذا العرض أن يراعي هذا المعطى و بالتالي التفكير في برمجة عرض موسيقي تراثي ولكن فاقد الشيء لا يعطيه و قد كانت فقرات المهرجان و التي انطلقت منذ يوم 17 جانفي والذي يتنزل ضمن مشروع ثقافي و سياحي و كلمة مشروع تحيلنا إلى إعداد تظاهرة تستمد شرعيتها من الثوابت التراثية برؤية فنية حديثة تؤكد خصوصية هذا المهرجان والتي بإمكانها أن تكون الطابع

الخاص به وتقديمها برؤية فنية إلى جانب الموروث الإنساني و العالمي في فضاءاته المغاربية، والعربية، والعالمية وبالتالي بالفضاء الإنساني، لأنّ ما يجمعنا هو اللغة الموحّدة رغم ألاختلاف وهي أساسا توجهات جدّ هامة بفضل ما توفّر لنا من حرية إبداعية، قد انتظمت ساحات وشوارع المدينة في إطارات تجسيد ثقافة القرب، من خلال تقديم جملة من العروض التنشيطية والفرجوية المتنوعة، والمختلفة في أهدافها ومضامينها، عروض مستوحاة من التراث اللّامادّي الذي تتميز به جهة توزر، والمرتبط ارتباطا وثيقا بالحضارات التي تعاقبت على المنطقة، وتراوحت بين التنشيطي الفرجوي، والفني والموسيقي، والشبابي، حيث أنّ عديد الأنماط الموسيقية، ومنها الموسيقى الشعبية والفولكلورية تشكل المظاهر الاحتفالية بالأساس والتي تعيش على إيقاعها جهة الجريد، ممّا يدفعنا إلى الحفاظ على هذا الموروث، مع الحفاظ على موسيقى الرّاي التي هي امتداد لهذا النمط الموسيقي، إلى جانب الانفتاح على الموسيقي الغربية، بآلاتها الالكترونية، والوسائل الحديثة الضوئية والصوتية، والتي يتم توظيفها أساسا لخدمة الجانب الفنّي، الذي يتجسّد شكلا وفنّا من خلال العروض التي تمّت برمجتها خلال هذه الدورة، والتي توزعت على عديد الفضاءات ممّا ساهم في استقطاب، شرائح مختلفة من الجماهير التي تابعت مختلف الفقرات الصباحية والليلية، وخاصة عرض موسيقي الراب للفنان بلطي مع SAMARA وDJ MISS M .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115