منذ عشرين ديسمبر المنقضي، العرض الفرجوي الضخم ، معرض الصناعات التقليدية، عرض فرجوي بساحة حنيش لسباقات و استعراضات للدراجات النارية والاكواد ،الندوة الوطنية التربوية ، المعارض الثقافيّة المتنوّعة والمختلفة من تونس والخارج بالمدرسة الكبرى بدوز، ندوة علمية حول التنمية والاستثمار ،لكن تبقى لإحياء مائوية الأديب الكبير محمد المرزوقي أهمية اكبر.
الـــــدورة 49 ستكــــون دورة مائوية الراحل محمد المرزوقي وذلك اعترافا بالدور الذي لعبه في تأسيس وتثبيت المهرجان والاشراف عليه.. هو دين على جهة نفزاوة و دوز ومهرجانها كما بين مدير الدورة الاستاذ الشريف بن محمد باعتبار ان المرزوقي هو الابن الشرعي للمهرجان لهذا ستتلون هذه الدورة بخصوصية محمد المرزوقي وفاء له واحياء لذكراه ..هذا وانطلقت أمس الاربعاء 11 جانفي الجاري فعاليات اليوم الاول من تظاهرة المائوية ( فهذي بلادي وذي جنتي/// وحبي لها الدهر لا يحجب) وذلك بدار الثقافة محمد المرزوقي من خلال معارض شملت خاصة صورا نادرة من توثيق المهتم بالتراث محمد الامجد الشايبي خاصة فيما تعلق بملتقى محمد المرزوقي للادب الشعبي بدوز في ثمانينات القرن الماضي بالاضافة لجملة من الدراسات حول المحتفى به، كذلك معرض لعشرات كتب المرزوقي من تنظيم ادارة المهرجان والمكتبة العمومية بالجهة ومعرض ضم الاجزاء الاولى للاعمال الكاملة للمرزوقي وكتب ومخطوطات عن التراث الشعبي.. ليكون الموعد مع عرض شريط قصير اختزل وأرخ لسيرة الأديب المرزوقي ثم افتتاح الندوة الدولية الذي أمنه مدير الدورة الذي شدد في البداية ان الاحتفاء بمائوية المرزوقي طموح مشروع وكان الحرص على اقامة هذا الاحتفاء رغم بعض العقبات والاكراهات.
كيف صنع المرزوقي بجسده النحيل ما لا يصنعه الكثير اليوم؟
احتفاء اعتبره مدير الدورة اقل الواجب لقامة متعددة الاهتمامات والعطاء ولمفرد بصيغ الجمع لهذا فيومان لا يفيان بقيمة هذا الرجل، هذا وتعرض بن محمد للعلاقة الحميمية للراحل بالمهرجان والعكاظية الشعرية وكذلك لثراء الندوة وسعي المرزوقي للبحث لكن كيف صنع محمد المرزوقي بجسده النحيل ما لا يصنعه الكثير اليوم ؟..اما كلمة والي قبلي وليد اللوقيني فطرحت اضافة لاهمية الاحتفاء بالمائوية مسالة اشكالية تتمثل في دور المثقف اليوم بعد 14 جانفي 2011 بالمقارنة مع أمثال المرزوقي ، كما اعتبر اللوقيني ان «الثورة» حركة
ثقافية قبل ان تكون سياسية لكن أين الجمهور من النخبة؟
ندوة ادارها الاستاذ الباحث بلقاسم بن جابر وتضمنت جملة من المداخلات على غرار مداخلة الاستاذ رياض المرزوقي الذي تناول سيرة الفقيد حيث قدم بداية ملاحظات هي اقرب الى تساؤلات نذكر منها لماذا الالغاء الفجئي للملتقى الوطني للادب الشعبي بدوز بعد 10 دورات واين هي المداخلات التي لم يطبع منها حرف واحد؟ اين مركز البحث باسم المرزوقي الذي تم اقتراح تاسيسه بدوز؟ هذا وبين رياض المرزوقي أن والده محمد المرزوقي ينحدر من وسط مشبع بقيم البداوة وعائلة ضمت شعراء كبار لينتقل الى العاصمة في عمر العشر سنوات كما تعرض رياض للقاء المرزوقي بعلي الدوعاجي وجماعة تحت السور سنة 1935 و ابداعات وانتاجات الراحل في مختلف مجالات الابداع والفنون في الثلاثينات كذلك تعرض إلى فترة السجن ورئاسة جامعة الجنوب الدستورية من 1947 الى 1954 ..هذا وشدد رياض على ان المرزوقي تخلى عن كل الوظائف السياسية بعد الاستقلال كما تقلد العديد من المهن باعتباره يرفض الاستقرار وسجن الوظيفة ليستقر بوزارة الثقافة حتى التقاعد ..المرزوقي ليلة وفاته كان يقرأ تغريدة بني هلال وختم رياض المرزوقي بالتعرض لطباعة الاعمال الكاملة لوالده حيث أكد ان وزارة الشؤون الثقافية ستدعم طبع باقي الاجزاء لمن حفظ ذاكرة شعبه..
إن سقطت السياسة سقط النظام وان سقطت الثقافة سقط الوطن
مداخلة د.حمد خالد شعيب (من مصر) كانت بعنوان « محمد المرزوقي الرائد الذي لم يكذب اهله» حيث بين ان للمحتفى به فضل كبير عليه شخصيا ومن بين الاسباب التي حولته من لاعب فمدرب كرة قدم الى سياق مغاير... وأضاف شعيب: للمرزوقي الريادة فقد استطاع أن يصل باهله الى الاخر كما خبرت اكثر كتابات الراحل خاصة مع اول زيارة الى تونس منذ نحو عشرين سنة لاكتشف أنه كان بسيطا في كتاباته مع العمق ..بساطة اوصلته الى ابعد الحدود فالمرزوقي مؤسسة مكتملة الاركان ينهل منها الباحث ليؤكد د. حمد خالد شعيب انه إذا سقطت السياسة سقط النظام وان سقطت الثقافة سقط الوطن..أما المداخلة الثالثة فأثثها د. سمير المرزوقي (ابن الفقيد أيضا) معنونة بـ«في الترجمة تواصل لحوار قد انقطع» من خلال ترجمة «البدو في حلهم وترحالهم» للمرزوقي الذي نشر سنة قبل
وفاته..ترجمة امتدت لسنتين من العمل وكانت حوارا مع الراحل عوضت ما فات من حديث السمر وهي ترجمة بصعوباتها ومحاولة للتكفير عن ذنب الاختلاف الذي لم يكن سببه ضعف ثقافة المرزوقي بل قصر نظري ، كما استعرض د.سمير دوافع هذه الترجمة مشددا ان في قراءتها وفاء للراحل ..هذا وكان الموعد مع رجل المسرح بلقاسم بالحاج علي وصياغة عدد من الاعمال القصصية للاديب المرزوقي في شكل حكايات شعبية «فداوي» عنونها (بحدّث المرزوقي قال) وكانت ومضة مسرحية ابداعية للملحمة الهلالية التي لا تزال تلهم الشعراء فهي وكما اكد رئيس الجلسة مخزن ثقافي عميق ملهما لكل المبدعين.. ليتجدد الموعد مع المداخلات حيث تناول الاستاذ جلال الشعينبي علاقة المرزوقي بمهرجان الصحراء وقد بين الشعينبي خاصة ان ورقته ليست بحثا اكاديميا بل هي اقرب الى شهادة معتمدا على عديد الوثائق النادرة وروايات شفوية كما قدم بالإضافة الى سيرة الراحل وتشبثه بموطنه ، نبذة تاريخية عن المهرجان ومساهمة المرزوقي في التأسيس والتجديد..علما وان اشغال الندوة ستتواصل اليوم الخميس من خلال جملة من المداخلات لاساتذة وباحثين.