والرياضة والصناعات التقليدية. حرصت هيئتها المديرة، بادارة السيد أنور الشتوي، المندوب الجهوي للسياحة على ان يكون برنامجها ثريا ومتنوعا، يجمع بين العروض التنشيطية، والفرجوية، والندوات والمعارض، والسهرات الموسيقية والعروض المسرحية، بما من شانه ان يجعل النسخة الجديدة للمهرجان جامعة لمختلف التلوينات الثقافية والفنية، لا سيما بعد اسناد الادارة الفنية، الى استاذ المسرح والفنان ايمن مبروك، الذي يخوض عديد الاعمال والمشاريع الفنية، والسينمائية والمسرحية، بكل من لبنان وايطاليا وايضا في تونس.
وعاد الدّر الى معدنه...
سيكون جمهور المهرجان الدولي للواحات بتوزر، على موعد خلال هذه الدورة، مع العرض الفرجوي باحدى الساحات العامة بين واحات النخيل، والذي احتجب لعدة دوارات رغم اهميته باعتباره مرآة المهرجان، لما يتضمنه من مشهديات فرجوية تبرز خصوصيات ولاية توزر، ومنتوجها الثري والمتنوع، وما توفره الواحات الغنية بحضارتها وتراثها، وما تتمتاز به من تزاوج منفرد يجمع بين العنصر الطبيعي والثقافي، وجمال مشاهد تحمل نبض الحياة وتوحد بين الجبال بمنخفظاتها ومرتفعاتها، والصحراء بسحرها وغموضها، والمياه المنسابة من رحم الصخور، والمتدفقة من باطن الارض، اضافة الى التنشيط اليومي للمدينة بمختلف ساحاتها وشوارعها، من خلال دخلة فرسان الجريد التي تعرف بها الجهة وكما وصفها الشاعر الشعبي بلقاسم ين عبد اللطيف:
«يا خيل صولي وجولي وقولي على ماضي الزمان وقولي
قداش بفحولك زهى مرحولي وقداش كنت شايشة شطاحة
وقداش ركبتي نظيف الحولي وقداش عا لظهر شهر سلاحه»
ومن الفقرات الاخرى ايضا والتي ستسجل حضورها من جديد هذه السنة، الندوة الفكرية التي ستكون تحت عنوان: النخلة... الانسان، سيتم خلالها ابراز مكانة هذه الشجرة المباركة، فالذي تشرف النخلة على ولادته يكون «ان شاء الله بحكم العشق» عظيما بين الصلب والترائب، تتخمر عجينة الخلق وتتقاطر عسلا، فالشابي ولد في يوم لا يدرك سره الا النخل، الذي تحيلنا وحدته المعجمية، النخلة، على وحدات أخرى نذكر منها، الشوك، والجريد، والخمر، والعسل، والظل، والشمس والماء، والفلاح، وقد جاء في وصف الشاعر الجريدي السيد التابعي لها:
«ونخلة في جريــد السعــد باسقـة
ميمــونـــة بــــرّة ام لهــــم واب
في ارضها ائتلفوا، من حوضها اغترفوا
من دلوها ارتشفوا، من عودها احتطبوا
في فيئها ازدلفوا، من ثمرها اقتطفــــوا
في ظلها اعتكفوا، من شهدها شربــــوا»
وستكون هذه الندوة على هامش المهرجان، اي يوم 14 جانفي باحد النزل بالجهة. اما المعارض خلال هذه الدورة، فسيكون اولها المعرض الوطني للصناعات التقليدية بالمنطقة السياحية، تحت اشراف الديوان الوطني للسياحة والمندوبية الجهوية بتوزر، بمشاركة اكثر من 80 عارضا من مختلف جهات الجمهورية، في عديد الاختصاصات (النسيج اليدوي، واللباس التقليدي، والنقش على الخشب، ومنتوجات السعف والسمارة، والرسم على البلور والحرير...)
وفي السياق ذاته ينتظم بروضة الشابي، معرض الكتاب تحت عنوان: في رحاب الشابي بالتعاون مع شركة نور المعرفة للنشر والتوزيع يحتوي على اكثر من 25 الف عنوان، من معاجم ومجلدات، وموسوعات وقواميس، وكتب مختصة، وكتب اطفال، وكتب موازية للبرامج المدرسية.
سهرات موسيقية ليلية تضيء ساحة الفنون
اما السهرات الموسيقية والعروض التنشيطية، فستتوزع بين ساحة الفنون بالتبابسة، والقبة الضوئية والمنطقة السياحية. حيث ستتراوح السهرات الليلية، بين عرض مجموعة الحملة في السهرة الاولى، وهو عرض للانشاد الصوفي، يعد من الانماط الموسيقية التي عرفت بها الجريد منذ القدم، ولاحباء الموسيقى الطربية، عرض الثنائي الفة بن رمضان وايمن لصيق، ومن العروض الشبابية، عرض الفنان بلطي و DJ miss M، وDJ HAMMA، و DJ MARRO، وايضا سهرة المجموعة العالمية TROUP DJAM، وفنان الراي نجيب New، ولعشاق الموسيقى الفولكلورية والشعبية، عرض الثنائي محمود العرفاوي والعروسي الزبيدي.
كما سيكون للاطفال نصيب هام في هذه الدورة، من خلال الورشات التي ستنتظم بدار الشباب طريق الحامة، والتي يؤمنها المركز الوطني لفن العرائس الى جانب عرض لمسرحية: تراب الغاب، لمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف، وايضا العرض الفرجوي عمي رازي ومجموعة توزار، وكرنفال باباروني، وعديد العروض الهامة والمتنوعة التي تؤثث فقرات ايام المهرجان.
أنور الشتوي مدير المهرجان
هذه الدورة اردناها ان تكون جامعة لمختلف الفنون، من خلال العروض المتنوعة التي يتضمنها برنامج الدورة، وذلك في اطار سعينا بمعية الهيئة المديرة، الى توسيع مداره واهتمامات المهرجان بما يليق بجهة الجريد المعروفة منذ القدم، بثقافتها، وتراثها وعاداتها وتقاليدها، وباعتبارها ايضا وجهة سياحية واعدة، فالمهرجان الدولي للواحات يتميز بعديد الخصوصيات، من خلال ما يتم تقديمه من منتوج ثري ومتنوع، توفره الواحات الغنية بحضارتها وتراثها العريق، وسيكتشف الجمهور هذه السنة ان الدورة 38 ببرنامجها الثري والمتنوع ستكون فعالياتها موجهة الى جميع الشرائح العمرية، والفئات الاجتماعية، حيث ستتواصل الاحتفالات طيلة 4 ايام بلياليها، وفي اكثر من فضاء، حتى يتمكن اكبر عدد ممكن من الجماهير من متابعة الفقرات المتنوعة، والسهرات الموسيقية المجانية، التي تم اعدادها حسب الميزانية المتوفرة، والمسندة من طرف وزارة السياحة، ووزارة الشؤون الثقافية، والمجلس الجهوي للولاية، وبلدية توزر وعديد الاطراف الاخرى...