• اشارة ثانية من المعجم الفرنسي:
AMOUR (nom masculin) le pluriel est féminin
من أجل التدرّبِ على «السّاح العاطفي الرّقمي»
كتبتُ على صفحة وجهي الفايسبوكية بكل جديّة مَرحة, كتبت:
التمس من صديقاتي وأصدقائي الأحرار والحرائر الإجابة عن سؤال «الحب» .لماذا وكيف نقع في الحب؟ وهل ينتفي الحب مع الفقر والإحتياج؟
مع اختيار أجمل الأقوال أو الأمثال في«الحب» تردّده بينك وبين نفسك.فهالني السكوت التونسي عن التفكير في «يتيم الثورة التونسية» كما أُحِب أن أسميه وهو «الحب»
هل أن «سؤال الحب»: مُرْبكٌ ومـُخيفٌ ومـُحْرج إلي هذا الحد ؟! أم أنه سؤال سخيف و«رجعي» زمن «الثورة» و«الثورة المضادة» ... وصراع ديكة المزابل السياسة على الظفر بديدان ثروة الثورة... زمن التعويل الثيراني على الأحبلة الصوتية للبرهنة التّلفزيّة على منسوب «السائل الثوري» لدى هذا الشخص من «كلاب» الكَذب السائبة «المتلفزة» أو المرَدْوَنة (نسبة للراديو). سؤال لا يَسْتأهل عَناء التفكير فيه و الإجابة عليهِ... سؤال هذا الحبّ الذي كان الشاعر الجحيمي الفرنسي آرتير رامبو قد طالب منذ زمن « بـــإعادة اختراعه واكتشافه» كما ذكّرنا بذلك الفيلسوف _ الفنان ألان باديو في كتابه الأجَدّ « مديح الحب» ؟ كيف لي أن أُفسّر سكوت الصديقات والأصدْقاء عن السؤال وعدم اُستجابتهم الدّخول الى «الآغوار العاطفية» إلا القليل منهم. هل هو القرفُ من الحديث عن الحب؟ كما
القرف من الحديث عن «الثورة» و«تقاسم الثروة»؟ و«التمييز الايجابي للجيهات»؟.. هل يمكن لي أن أخصّص أطروحة حول هذا الصوم التونسي عن «الكلام المباح» عن الحب... والعشق والصداقة والصّبابة والهُيام والألفة المرحة ...؟هل أدْمنّا خطاب «الكراهية» و«الحرب» كبدائل إكراهية عن «الصّبابة» و«السلام»
و«دولة الحبّ» كما يحلو لمولانا جلال الدين الرومي القول.
إذا كان أناتول فرانس عرّف « المعجم » على أنّه «العالم في كليته وقد انتظم وفق مقتضى الأبجدية:
Un dictionnaire, c’est tout l’univers par
ordre alphabétique
فإنه بإمكاني المجازفة بالقول انّ الوجود الإنسي كلّه كان ولا يزال وسوف بظلّ محمولا على فوضى كاسحة وانتظام هشّ للعواطف البشرية التي يمكن التّنصيص عليها بعبارة واحدة مُلغّزة ومُـــفَخّخَة وهي عبارة «إيروس» كما يحلو للغة الإغريق تسمية هذا الذي تسميه لغة العرب «الحب».
أشكر على كل حالٍ و وحلةٍ عاطفيةٍ من استجابوا فأجابوا من التونسيين والتونسيات على السؤال المغْفول عنْه ثوريا وهو « الحب » .. وإن هي لا تُـحصى مَقذوفات المطابع العالمية من كتُب حول «السيد الحب» وفنونه وحواشيه. هل يَصدقُ فينا قول قدامى العرب «الحبّ حالة من حالات الموت» أيها العُرب الجُدد ؟
(1)
• سعاد سويسي
سؤال عن الحب ؟؟ اه كم هو سؤال مـحرّم ..؟ كم هو «مخيف» و «مخجل» .. كيف سنجيب عنه في زمن نحن نخجل منه و لا نخجل من الحقد و الكراهية ؟ اول مرة سأعبر عنه كتابيا كما افهمه و انا في العقد الخامس من العمر .. الحب احساس مخيف و رائع..فيه الرقة و التحدي و فيه اللقاء والرحيل .. يشفي جراحات و يبتكر اخرى .. يضمّد و يخدش ..فان الحب يحتوي متناقضات .. السؤال لماذا نخاف الحب ؟؟ نحن لا نخاف من الوقوع في الحب لكن نتردد ان نقع فيه خوفا من الحزن الذي قد ينجم عنه لاحقا ..الانسان يسعى لسعادة نفسه عبر ايجاد متطلباته و رغباته و مواطن السعادة .لكن يخاف الوقوع في الحب لأنه قد يفقده السعادة النفسية.. الحب احساس جميل في التضحية من اجل اسعاد من تحب و رسم اابتسامة تضيء الحياة فهو يولد من علاقة حميميّة عنوانها الوفاء و الود .. لكن الحب ايضا هو الاحساس بالخوف من قابلية الانكسار و الجرح و من احتمالية التعرض الى الاذى عند الاهتمام المفرط .. يقول جبران «“الفقير أصدق العشّاق، لأنّه لا يوجد ما يقدّمه من الإغراءات.. سوى قلبـه!”» الحب و الفقر لا يتعارضان .. كيف تتعارض مشاعر نبيلة مع فقدان المال ؟؟ المتعارف عن الفقر هو فقدان المال .. لكن الانسان قد يفتقد المال لكنه يمتلك اكثر من المال .. اذا انتمى الى قلب فلن تعنيه الاموال في مجتمعاتنا ارتبط الحب و الزواج بالمال كأنه بيع و شراء ,, الحب اسمى من كل الاموال.. ما أروع شخصا ينام جائعا و لا ينام متنازلا او مساوما.. القيم و اشعاع النفس اجمل من الثروات و الاموال.
قال ان الحب و الفقر لا يلتقيان ..اللعنة على الفقر الذي يقتل الحب في نفوسنا .. اذا فهمنا هذه الفكرة الشائعة نلاحظ انها تتضمن فكرة الخوف من مزيد الفقر بسبب الحب و المقصود هنا زواج الحب .. مثلا يتساءل افراد العائلة في مناسبات الزواج عن الطرف الاخر ماذا يملك ؟؟ ماذا لديه ؟؟ ماذا يشتغل ؟؟ والسؤال هنا لماذا لا يسالون هل هو نبيل ؟؟ هل هو يرفض الرشوة و الاختلاس ؟؟ هل لديه قيم ومبادئ؟؟ و لذلك اقول ان الحب لا دخل له في الفقر .. لا نظلمه ..فالحب جنون لا يفقه اسبابه ودوافعه ومن احب فقيرا او فقيرة يتهمونه بالجنون ايضا وهم لا يعلمون انه لا يخضع لقوانين تقليدية اي قوانين البدلات و المنازل الفاخمة و العطور المستوردة والسيارات رباعية الدفع الحب يخلق حب المكان والزمان و المحيط المرتبط بالطرف الاخر .. لا نحب مكانا اونكرهه بل يصبح رائعا اذا سعدنا بمجالسة شخص نحبه.. اذن الحب لا يولد الا من رحم الحب اذا اردنا ذلك».
(2)
• هشام شابي
نقع في الحب يوميا، بل وفي كل لحظة، نقع هي عبارة تعني السقوط لكني أقول نحب او نرتفع محبين، لان الحب يسمو بنا الى مرتبة الآلهة الفقر أو الاحتياج لا ينفي الحب و انا اتحدث من منطلق تجربة ذاتية...
(3)
• جيلاني محرز
الحب شعور راق وانجذاب لخصائص دفينة باطنية في النفوس يستجيب لها الهوى بالعشق والوله .
الحب لا يرتبط بظروف مادية بل يلتصق بالخصائص المعنوية وجذور معاني الذوات
فالارواح جنود مجندة ولكن من يصدق في الحب؟
« ولي صدق في الحب قليل وان دام يدوم يوما أو يومين» وسلّملي على الحب الصادق والحب العذري».
(4)
• نور جاد
متى اقترن الحب بالحرمان يظل كبيرا ويظل كما الوشم على جدران الذاكرة يجب ان ندرك سر الأشياء صديقي فلو وقع استهلاك قصة حب لانتهت أو لذبلت بتلات زهرها ماذا لو نعي أنّ القلب ما دام قادرا على النّبض يستطيع تجاوز كل آثار الألم.
(5)
• محمد علي عامر
« الحب أعزك الله اوّله جوع ما و آخره جوع أخر..»
(6)
• كيمو كيمو
الحب مسألة مرتبطة بالقلب والشرايين.
(7)
• بدر الدّين كريـمي
الحب بهذا المفهوم من الكماليات الحياتية وهو عكس الفلسفة لا يأتي الا زمن انتفاء الأزمات وإذا نظرنا له من الزاوية الانتربولوجية والسوسيولوجية لم نجده يعشش الا في صدور الفقراء والمعدمين:
(8)
• وليد عمري
ان لفظة «الوقوع» التي يراد بها مجازا توصيف الحال التي يكون عليها المحب حين الحب، انما، استاذي، تتضمن مع مكر اللغة، ذات جذر وقع، الذي تشتق منه المواقعة، و هو ما يجعلنا نذهب شوبنهاوريا الى ان الحب هو فخ نصبته لنا غريزة النوع، سوى ان الحذر لازم في تفسير ما يكون عليه الواحد ولو في أكثر مناشط الحياة عفوية، فما بالك بالحب الذي كما الحرب، يتطلب استراتيجيات معاكسة، وتكتيكات تلويغ، و الأهم الأهم، مواردا يمكنك الرهان عليها للإطاحة بالمحبوب وجعله يرفع الراية البيضاء أو الحمراء، سيان، فلا يمكن لذي بنية تحتية رديئة لن يكون اهلا للاستثمار العاطفي، وقد ذكر صاحب تذكار الغزلان إن الملوك أكثر الناس استمالة لقلوب الناس، وكتب التونسي نجيب بركاتي ذات رواية عنوانها الفقراء لا تصلهم رسائل الغرام، والشواهد على ان الحب انما هو حكر على المستكثرين من المال و النسل كثيرة،سوى انها مع كثرتها تغفل ان للحب عقلا خاصا وأسبابا أعمق من «الكُسوس» و أكثر من الفلوس.
(9)
Hassan Hassan Alchem • m
«بَلاَ حب بلا وجع قلب» يقول أحد الأمثال العربية، دون ترجمة مزاجية أستاذي، الكلّ يتحدّث عن الحبّ الحقيقي و...و...و... كلّه تنظير و كلام فارغ في وقتنا، الحبّ الآن أصبح مرتبطا بالجيب، قلّي كم عندك في الجيب وسأضمن لك ألف حبيب « على مختلف أجناسهم طبعا، بعد حبّ الأمّ ليس للرجل سوى حبّ إبنته الذي قد يكون في بعض الأحيان صادقا، هذا طبعا في إنتظار العثور على المرأة الحفيقية والرجل الحقيقي للتعبير ، فقط، عن الحبّ الحقيقي الذي قد يتسبّب في بعثرة دقّات القلب أحيانا... دمت حرّا:
(10)
«عدمتُ وجودي في الورى بعد بعْدكم فإن فـؤادي لا يحـبّ سـِواكـم خذوا كرماً جسمي إلى أن ترتمـوا وأين حلَلْتم فاُدفنـونـي حِـداكُـم
وإن تذكروا اسمي عنْد قبري يجيبكم أنين عِظامي عند صوت نـداكـم». هكذا أنّت وتعذبت وغنّت واحدة من جداتنا العَاشقات الصّابرات ... وهل يمكن أن يـُحب الذي الشاعر الذي تمثّل بشعره ابن الملك «هِرمان» كما ورد الأمْر في شائقة «ألف ليلة وليلة»:
«ان النساء وإن ادّعين عفّة / رمـم تقلّبها النّسور الحُوّم
في الليل عندك سرّها وحديثها / وغدا لغيرك سَاقها والمعْصَم
كالخَانِ تسْكنه وتُصبح راحِلا/ فيحلّ بعْدك فيه من لا تعلم» «.
(11)
كم هو غريب أم الحُبّ كما دوّن ذلك صاحب «محاورة المأدبة» - أفلاطون- العظيم حين نسبه من جهة الأمّ إلى «الفقر» ومن جهة الأب الى الثّرْوَة. «الفقر لا يمْلك ما به يُغَذّي الحبّ» هكذا صرخ «أوفيد الحبيب» في رائعة « فن الهوى» منذ قرون و قرون ... وتقول الحكمة الشوارعيّة الشاعرة «من ليس له فُلوس لا يُعنـّق ولا يـَـبوسُ». أجمل ما في الحبّ أنه يبقى كما الموت «لغزل الألغاز» كما هو «الجسد» يخترق مُسْتقرّ العَاداتِ حُرا حينا وحينا يكون من عبيدها..وعندها يتّخذ لهُ اسما آخر ... غير الحبّ كما «الرّغبة الذاوية»...
(12)
وحْدَه الفنّ... مُطلق الفن وإن هو حَزنَ يمجّد الحُبَّ إذ هو وعدُ حُبٍّ وسواه... كل ما سواه يتوعّد الحُبّ باُلْسّحْل و بالنّار والمنْفى. آه قليل من الموسيقى ... مع هذا الفجر المتــَـثائِب.. علّ تونس تنْهض بصحّة جيّدة فتْستعيدُ الأجْساد بأرَواحها الجريحة عافيتها.