جميل ان تحلم والاجمل ان تسعى لتحقيق حلمك، جميل ان تشعر بالانتماء لرقعة جغرافية معينة وتكون صوتها وشعارها وأملها لتصبح اجمل، رائع ان تكون فنانا صادقا مع قريتك او مدينتك لانها وطنك الاصغر وبشعار «مدينتي وطني» و «الثقافة حق للجميع» يكون مشروع «البلكون الثقافي» في ر حبة النعمة نهج الباي بالمدينة العتيقة في صفاقس.
نعم نحلم...وسننجز ما نحلم به
«البلكون هو صوت المدينة العتيقة الصامتة، هو حلم ان تكون المدينة اجمل و رغبة دائمة لتصل الفنون الى المواطن اينما كان، البلكون عملية احياء للمدينة ومحاولة للاحتفاء بالعمارة» هكذا قدم الفنان شكري البحري مشروع «البلكون» الذي سينطلق مساء اليوم في رحبة النعمة نهج الباي بالمدينة العتيقة بصفاقس.
وفي مكان يضم تجمع كبير من التجار يوجد بلكون لغرفة احدى «ماسحي الاحذية « بلكون مهدم يكاد يسقط، في تجمع سكني كبير يمر به عدد هائل من المواطنين كل له شواغله ومشاغله اختارت الجمعية التونسية للطفولة والشباب ان تنجز مشروعا ثقافيا مختلفا... مشروع يحتفي بعمارة المدينة ومواطنيها، في البلكون الذي كان فيما مضى فضاء للتحادث بين الجيران و فضاء للاطلال على الشارع سيكون الفن.
وفي تصريحه اشار الفنان شكري البحري ان المدينة العتيقة بصفاقس او المدينة الصامتة التي هجرها اهلها وتكاد تصبح فضاء تجاريا من حقها على ابناء صفاقس ان تكون جميلة لذلك اختاروا الفن صوتا للمدينة الصارخة ضد التهديم و التهميش فكيف بمدينة تعود الى القرن الخامس عشر، كيف بالمدينة ذات الابواب الكثيرة ان تصبح مهملة وشرفاتها التي كانت منسية.
اليوم في الخامسة مساء سينطلق مشروع البلكون مشروع سينجز في المدينة صاحبة الابواب الكثيرة فمن باب الديوان الى باب الجبلي الى باب الجلولي الى باب القصبة الى الباب الشرقي و الباب الغربي ومداخل برج القصر وبرج النار وبرج الديماسي جميع المداخل حتما تؤدي الى شرفات مهملة ان الاوان لتصبح اجمل وحان الوقت لتتزين المدينة العتيقة وتخرج من صمتها وتكون في ابهى حلة وتصبح البلكونات فضاءات ثقافية.
فالمدينة العتيقة بصفاقس هي إحدى المدن العتيقة في البلاد التونسية. تأسّست في أواسط القرن التاسع ميلادي على يد علي بن أسلم البكري، زمن حكم الدولة الأغلبية في إفريقية.
يجيك الفن...يا مواطن فابتهج
«يجيك الفن يا غافل، يجيك الفن وأنت تمشي في الشارع» هكذا تحدث المسرحي شكري البحري عن البلكون الثقافي الذي سيفتتح نشاطه اليوم.
وأكد البحري انهم يريدون للفنانين ان يقدموا عروضهم في البلكون و ستكون العروض شهرية وتجمع فنانا من ولاية صفاقس وآخر يكون ضيفا على المدينة، اليوم سيكون العرض الاول مع ياسر الجرادي.
البلكون سيصبح فضاء للفنون والحياة وعوض أن «ننشروا الأدباش سننشر الفن»، واضاف شكري ا لبحري «قمنا بإعادة بناء البلكون وإصلاحه ليصبح اجمل ويحتضن عروضا فنية موجهة للمارة والتجار هدفنا ايصال الفن الى المواطن اينما كان نريد ان نقول لذاك المار «هز راسك، تفرج في البلكونات التي ستصبح اجمل، مدينتنا جميلة» نريد ان يكون الفن في كل مكان وللجميع.
بالإضافة الى البلكون قال البحري « قمنا بكراء الغرفة التي بها البلكون لتكون هي الاخرى غرفة ثقافية بامتياز غرفة يجتمع فيها الفنانون والمبدعون الذين سيقدمون غرفهم في البلكون».
، فكرة البلكون ليست جديدة لانها قديمة في العالم فمنذ بداية القرن السابع عشر ميلادي في أوروبا، تم استخدام الشرفات لزيادة عدد الحضور في الأمسيات الموسيقية وأقيمت شرفات داخل المسارح لهذا الغرض، ومن ثم تطورت الفكرة وأصبحت العروض الموسيقية والغنائية تقدم في شرفات خارجية.
في عمان ايضا هناك مشروع رائد عنوانه «موسيقى الشرفات» هو مستوحى من مشروع «أوبرا البلكونة» الذي أطلقته مؤسسة محطات للفن المعاصر بالتعاون مع تياترو للمسرح المستقل في مصر في آذار 2014، وانتشرت عروضه في مناطق عديدة في مصر ومن حق تونس ان يكون لها مشروعها الفني والخاص والبلكون سيضمن الثقافة للجميع لكل المارة ولكل المجتمعين في رحبة النعمة.
فالثقافة هدفنا و تزيين المدينة وإخراجها من صمتهاوتها وايصال صوتها المنادي بضرورة التدخل لفائدتها شعار نعمل عليه، من حقنا ان نحلم ان تصبح مدينتنا اجمل ومن حق صفاقس على أبنائها ان يدافعوا عن عمارة المدينة العتيقة وتاريخها .
مشروع البلكون لن يقتصر على العروض الشهرية بل سيخرج من صفاقس ليحل ببلكونات أخرى في المنستير وسوسة وتونس، وانطلاقا من شهر فيفري ستكون هناك توأمة مع مشاريع تعمل في السياق ذاته ومنها شرفات عمان ولبنان وباريس، فالثقافة حق والثقافة سلاح تواجه به تونس كل المخاطر وبالثقافة يمكن محاربة كل اشكال التطرف وختم شكري البحري تصريحه بالقول لحن نعمل ليكون الفن ل للجميع، نحلم بأن ننشر بذور الامل والحب في وطننا ومن صفاقس انطلق الحلم وشعارنا مقولة الشاعر « ولي وطنٌ ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا».